"البشارة".. رأس الأعياد ويصوم فيه المسيحيون
عيد البشارة
"لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ، لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ. وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. هذَا يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ"، هكذا كانت بشارة الملاك جبرائيل للعذراء مريم الفتاة التي عاشت في الناصرة قبل نحو 2000 عام، وهي ماتزال عذراء، تلك البشارة غير المتكررة بحبل عذراء جعلتها تقول: «كَيْفَ يَكُونُ هذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلًا؟»، فقال الملاك "أَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَى اللهِ"، ذلك بحسب إنجيل لوقا في العهد الجديد.
واليوم الموافق 29 برمهات هو "عيد البشارة" و"أول الأعياد وأصلها"، فلولا حلول السيد المسيح في بطن العذراء ما كانت بقية الأعياد، لذلك الكنيسة تطلق عليه "رأس الأعياد" أو "نبع الأعياد"، وحسب الدسقولية تسلمت الكنيسة الاحتفال به من الرسل أنفسهم فقد جاءت في أوامرهم ما نصه "وأول الأعياد السيدية عيد البشارة من الله سبحانه على لسان جبرائيل الملاك للسيدة مريم البتول والدة الإله والمخلص" في 29 برمهات (دسقولية 31 المجموع وجه 97).
ويحتفل بعيد البشارة في الصوم الكبير وذلك حسب القاعدة الحسابية التي لا يمكن تغيير أو تبديل فيها نظرًا لمدة الحمل 9 شهور، ولذلك إذا حسبت المدة من 29 برمهات التي هي بدء الحمل به إلى 29 كيهك يوم ميلاده لوجدناها 9 أشهر تمامًا، ومع ذلك لا يجري الفطر فيه فهو داخل ضمن أيام الصوم الكبير التي لا يجب الفطر فيها، أما "قداس" عيد البشارة، فيجري فيه طقس الأعياد السيدية.