الاتحاد الأوروبي يطلق مشروع بناء قدرات القيادات الدينية بالإسكندرية
الإتحاد الأوروبي يطلق مشروع بناء قدرات القيادات الدينية بالإسكندرية
نظمت أسقفية الخدمات العامة الاجتماعية ببطريركية الأقباط الأرثوذكس بالإسكندرية، اليوم، ورشة عمل مشتركة للشيوخ والكهنة، حول القضايا السكانية وتنظيم الأسرة، بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان، بحضور 16 كاهنا و11 شيخا.
قالت جيهان إسحق، مدير المشروع بناء القدرات القيادات الدينية وبناء السلام بأسقفية الخدمات، إن المشروع يستهدف 6 محافظات خلال العام الجاري، حيث انطلق بمحافظتي الإسكندرية وأسوان، على أن يتم تدريب الآباء الكهنة طوال العام، بجانب تخصيص تدريب شامل للشعب بقريتين بالإسكندرية.
وقالت نهال فهمي، مديرة برنامج بناء القدرات بصندوق الأمم المتحدة للسكان، إن الدولة المصرية لديها توجه للقضاء على ظاهرة الطلاق من خلال وضع كورس إلزامي للمقبلين على الزواج من خلال وزارة التضامن الاجتماعي، والأمم المتحدة كلفت للمساندة لهذا المشروع الضخم الذي اشتركت فيها جميع أجهزة ومؤسسات الدولة.
واضافت "فهمي"، أن الأزهر الشريف وضع منهج الفحص والمشورة قبل الزواج،حيث يتم إعداد الأئمة على مستوى الجمهورية، بجانب إصدار كتيبين يتحدثان عن المخاطر التي تواجه المخاطر، بينما وضعت الكنيسة منهج للمقبلين على الزواج ويتم تدريسه لكل الشباب بكنائس الجمهورية وهو لا يتعارض ما تقدمه وزارة التضامن.
وأكدت أن تنظيم الأسرة أمر هام توضيحه للمقبلين على الزواج، كي يعي كلا منهم أنه يختار اب أو أم لأبنائه، والوقوف على أرض صلبة لاختيار شريك حياة يناسب الوضع والأفكار ومتطلبات العصر.
وقال الدكتور إبراهيم عبد الستار، الأستاذ بمجمع البحوث الإسلامية، إن الإسلام وافق على استخدام الوسائل الطبية الحديثة المانعة للحمل، حيث كان مسبقاً يتم حلول بسيطة لتنظيم الأسرة، إلا أن العلم وفر ذلك بسهولة ويسر.
واضاف "عبدالستار"، أنه أينما وجدت المصلحة فهذا شرع الله، فزمان كان المجتمع فى حاجة إلى كثرة الإنجاب، لكن العصر الحالي يحتاج وقت وتفرغ واهتمام حتى تنجب أبناء حسن.
وطالب من رجال الدين فى الإسلام والمسيحية من توضيح الأسباب وراء تنظيم الأسرة فلا يكتفون بمطالبتهم بتنظيم الأسرة فقط لكن يجب توضيح أهميته وأسبابه.
وأكد أن الإسلام ينهى عن قطع الإنجاب عن طريق "استئصال الرحم" لا التنظيم الذي يوافق العقل ولا يوجد به ضرر على مستقبل الأسرة، لافتاً أن الإنبياء يدعوا للرؤية والتخطيط للحياة الأخرة، فما بالك بالتنظيم للحياة فهو أصل أصيل لكل انسان أن يخطط، لو الأسرة واعية لما وجدنا مشاكل المخدرات والإلحاد، لافتاً أن الابناء يعانوا من الفراغ الفكري والثقافي والاهتمام من أولياء اموره: "ليس اليتيم من ولد بدون اب وأم.. فاليتيم من تربى دون تأثير لوالديه".
وقال القس كاراس ابراهيم، سكرتير المجلس الملي بالإسكندرية، إن الإنجاب لا يعد الهدف الوحيد فى الزواج المسيحي، فالهدف هو تكوين أسرة مسيحية مؤسسة على الحب والتعاون تعيش فى خوف الله وهى أشبه بالكنيسة الصغيرة.
وأوضح أن الزواج المسيحي يستمر حتى لو لم ترزق الأسرة اولاد، فالطلاق لا يتم بسبب العقم، لافتاً إلى أن الكنيسة توافق على تنظيم الأسرة من منطلق المسؤولية الأسرية والمجتمعية والوطنية، لكن بشروط ثلاثة: "ألا تسبب ضررا يهدد صحة الأم ولا تتسبب قتل الجنين وعدم استئصال أى جزء من الأم بدون حاجة لذلك".
وأكد أن تنظيم الأسرة لا يتعارض مع إرادة الله أو تعاليم الكتاب المقدس،حيث أن الله وضع مبدأ لتنظيم النسل لدى الإنسان بشكل طبيعي من خلال سن اليأس ومدة الخصوبة الشهرية لدى المرأة، بجانب أن الله وفر العلم كي يستخدمه الإنسان فى حمايته وإيجاد جيل جيد صالح، ناهيك أن الله يهمه "الكيف لا الكم" فيهتم بحالة أبناءه لا كثرتهم وعددهم.
وأشار إلى أن الكنيسة لا تضع عدد معين للأبناء فهي حرية شخصية، لكن يجب على الأسرة أن تنجب وفقا لظروفها الاقتصادية وقدرتهم على تعليمهم تعاليم جيدة وصالحة.
وأكدت الدكتورة إيمان أحمد، مدير فرع المجلس القومي للسكان بالإسكندرية، أن معدلات الطلاق عالية جدا بالإسكندرية، وعليه قام المجلس بالتعاون مع كليات التربية والآداب والأوقاف لتنظيم ندوات داخل الجامعة، والمدارس الثانوية الفنية بنين وبنات وذلك لحين الانتهاء من التشريع الملزم.
وأشارت "أحمد" إلى تخصيص مراكز متقدمة داخل الجمعيات الأهلية الفعالة على أرض الواقع للوصول إلى المشاكل الأسرية قبل رفعها إلى المحاكم، مكونة من رجل دين وكبير منطقة، لافتة إلى أن الإحصائيات أثبتت أن الطلاق مرتفع فى مناطق الحضر، بينما المناطق القبلية تندر فيها النسبة لتواجد كبير العائلة.
وأوضحت أنه سيتم تطبيق تلك الخطط فى المناطق الأكثر التهابا، لكن ينقص الدعم المالي لجذب الأسر على المركز لحين وجود تشريع قانوني إلزامي.
وشهد اللقاء مناقشات عن دور الأب والام وفقا لآيات من القرآن الكريم والكتاب المقدس، فطالب الكهنة أن يعي الزوجين أن علاقتهم علاقة مقدسة "دور الرجل في البيت" وتوعيته و بأحترام زوجته ومشاركتها لحياته، فيما أكد الشيوخ أنه يجب إعادة الوازع الديني بعد ضياعه نتيجة انفتاح وعصيان الشباب بعد ثورة 25 يناير، مؤكدين على أهمية التواصل الدائم مع الأسر المفككة التي تتجمع سويا لكن يبقى كل فرد منها أسير لهاتفه وأصدقائه.