"كنت عايزة أعمل هدية فيها روح وتعيش وتكبر معايا مش مجرد ورد يدبل وتكون مختلفة عن الدباديب"، احتياج شخصي تولد لدى هاجر مجدي، فحب الرسم على الخزف والفخار مواهب دعمتها ابنة الثلاثين بدورات تدريبية لاحتراف الرسم بعد أن حصلت على بكالريوس إدارة الأعمال، وعبر زيارة عابرة لمعرض الزهور بحديقة الأورمان وجدت ضالتها في "أصيص فخاري" عادي، والصبار وأشكاله المتعددة، لتتحد موهبتها مع رغبتها في إيجاد هدايا بديلة بتصميم إناءات للصبار بأشكال مختلفة وعصرية.
بدأ الأمر بعشرين "أصيص" إلى أن وصل الأمر لامتلاك ورشة يعمل بها خمسة من الإناث، لانتاج ما يكفي 45 محل، والتصدير لدولٍ عربية كالسعودية، وأصبحت عارضة متميزة في معرض الزهور كل عام.
وتروي ابنة الثلاثين ربيعا لـ "الوطن" أن الفكرة بدأت أثناء زيارتها للمعرض منذ 4 سنوات، فأحضرت عشرين "أصيصًا" من الفخار بارتفاعات مختلفة تبدأ من 5 سم وحتى 10 سم، وألوان "الإكريلك" حيث أن هذه الألوان دون غيرها هي التي يمكن تلوين الفخار بها دون الحاجة إلى فرن، وهو ما لم يتوافر لديها في المنزل، ثم تختار أشكال عصرية ومبهجة مثل شخصيات كرتونية مشهورة "كورتي البُبع وشلبي سلوفان وسبونج بوب"، أو أشكال تتلائم مع المناسبات كعيد الحب وعيد الأم، وتضيف كلمات تزيد من الروح المعنوية.
باستخدام درجات ألوان هادئة أو زاهية تجعل من قطعة الفخار قطعة ديكور تتناسب مع أثاث المنازل والمكاتب على اختلافها عصرية كانت أو على طريقة "المودرن"، كما تتناسب مع جميع الأعمار لانتقائها: "الحكاية بدأت بزيارة عادية لمعرض الزهور والفكرة جت في دماغي وأنا هناك اشتريت الخامات وعملت 20 واحدة وعجبت أصدقائي وقرايبي وروحت محل هدايا جنب البيت ومن هنا ابتدا المشوار لحد ما صدرت للسعودية وجالي عرض للأردن الشهر دة".
"الصبار طبيعي- Indoor.. يعني بيعيش جوة البيت أو المكتب من غير ما يحتاج شمس.. بيحتاج كام نقطة مية بس كل شهر"، تعليمات تكتبها "هاجر" على كارت ترفقه مع كل وحدة تبيعها، واختارت أن يكون عملها منصبًا على نبات الصبار لما له من أشكال تميزه، كنبات زينة يمكن زراعته داخل المنزل، ولا يحتاج للكثير من الماء، حيث يمكن رَيْه بقطرات بسيطة كما أنه لا يحتاج ضوء شمس مباشر، ولكن بشرط التعرض إلى الضوء الشديد، أو وضعه بالقرب من النوافذ، فتقول: "نفسي الناس تحب الزرع وتتعامل معاه إنه فيه روح مش بلاستيك".
وكي يزداد المنظر جمالا ولأن تربة الصبار يمكن أن لا تكون طينية، فاختارت هاجر مجدي أن تضع حول الصبارات أشكال من الأحجار، تقوم بتلوينها بما يتناسب مع شكل الصبار، فقد تختار شكل البطريق أو الدعسوقة أو مجسم حجري على شكل الصبارة، أو بلون زهرة الصبار إذا كانت مزهرة، إلا أن سقوط الأحجار كان أمرا مزعجا فلجأت للبحث عن مواد لصق طبيعية لتكتمل الهدية كهدية بيئية بشكل كامل.
لم تكتفي عائلة "هاجر" المقيمة بالشيخ زايد بدعمها فقط، وإنما عملوا معها جميعا يد بيد منذ أن كان العمل مقتصر على المنزل فقط، حتى صار ليدها ورشة "Funny Pot"، يعمل فيها معهم 5 بنات، حيث تفخر ابنة الثلاثين عامًا بأنها فتحت فرص عمل لبنات جيلها: "نفسي أشغل ستات كتيرة لأني بحس إننا فئة مستضعفة كما تتمنى السفر للمشاركة في معارض دولية والتصدر بكميات أكبر".
تعليقات الفيسبوك