«الأورمان».. حديقة أتلفها الاعتصام
حديقة الأورمان تضم أشجاراً ونباتات نادرة
يقف وسط المعشبة التى تحوى العديد من النباتات المجففة، يشير بيده نحو دولابين من عهد الخديوى إسماعيل يحتويان على 1400 عينة نباتية وزهور برية، جمعت من صحارى مصر وجبل علبة وشبه جزيرة سيناء، وعُرفت بواسطة يوسف شبتاى خبير الملك فاروق.
فتح الدكتور عماد وديع، المشرف على معشبة حديقة الأورمان، أحد الدولابين وأخرج ملفاً عليه التاج الملكى يضم 220 عينة نباتية ملونة من العينات المنزرعة رسمها الفنان الراحل جميل إبراهيم بطريقة رائعة توضح أدق التفاصيل للأعضاء النباتية كالزهرة والثمرة والساق والأوراق، وأسفل كل رسمة يوجد كارت موضح عليه بعض المعلومات التى تفيد الباحث، منها الاسم العملى، الفصيلة، تاريخ التزهير، تاريخ الإثمار، مكان جمع العينة، وأى بيان آخر يمكن الاستفادة منه، وعلى بعد خطوات فتح «وديع» صندوقاً موجوداً منذ عام 1876 يعود لعهد الخديوى إسماعيل يحتوى على 18 زجاجة بها أنواع مختلفة من السكر حدث بها بعض التلفيات وفقدت إحداها خلال فض اعتصام النهضة، وعلى يسارها توجد لوحة تضم 6 أنواع من القطن منذ عام 1935 وتوضح الفرق بينها من حيث طول التيلة النوع الأول والثانى قطن مصرى ويليه القطن العراقى ومن بعده الأمريكى ثم الهندى ومن بعده اليابانى.
«وديع»: 1400 عينة نباتية منذ عهد الخديوى إسماعيل.. و220 عليها «التاج الملكى»
انتقل المشرف على «المعشبة» إلى الجانب الآخر حيث توجد شجرة السيكويا، وهى من أطول الأشجار ارتفاعاً فى العالم ويفوق ارتفاعها الـ100 متر فى موطنها الأصلى بكاليفورنيا، وبعدها توجه لشجرة الجينكو التى يطلق عليها شجرة الحياة. من جانبه قال الدكتور سيد حسين، مدير حديقة الأورمان، إنها من أكبر الحدائق النباتية فى العالم، حيث إنها مقامة على مساحة 28 فداناً، وأسست عام 1875 وكانت جزءاً من قصر الخديوى الذى عرف آنذاك بسراى الجيزة، وسميت بحدائق النباتات، وأنشأها الخديوى لغايته الخاصة ولشغفه بالجمال وحبه للحدائق، وجلب إليها من مختلف أنحاء العالم العديد من الأشجار والشجيرات والأزهار النادرة وقام بتصميم الحديقة على الطراز الطبيعى مهندسون فرنسيون، وأشرف على تنفيذها المهندس الفرنسى «دليشفاليرى» ومعه كبير البستانيين المصريين إبراهيم حمودة فى ذلك الوقت.
وأوضح أنه تم فصل الجزأين الغربى والقبلى عن الحديقة الأم فى عامى 1890 و1934، حيث نتج عنهما حديقة الحيوان الحالية ومساحتها 80 فداناً وتبقى 28 فداناً تمثل حديقة الأورمان، وما زال بها العديد من الأشجار التى تمت زراعتها فى عهد الخديوى منها المانجو والليمون.
وأشار «حسين» إلى أن اعتصام جماعة الإخوان الإرهابية فى ميدان النهضة تسبب فى إحداث تلفيات كبيرة بالحديقة، التى باتت تحتاج لتطوير البنية التحتية لأنها قديمة جداً، كذلك شبكة المياه التى تحتاج إلى مبالغ طائلة لتجديدها، إضافة إلى سور الحديقة، وشبكة الكهرباء.