بريد الوطن| فى عيدها الـ٥٥.. إذاعة القرآن الكريم صرح خالد
الشيخ محمود خليل الحصرى
نعود بالزمن إلى الوراء، وفى تمام الساعة ١١ صباحاً يوم الأربعاء 11 ذو القعدة 1383هـ، 25 مارس 1964م، يأتى صوت الشيخ محمود خليل الحصرى مرتلاً بقراءة حفص عن عاصم، فى الراديو، لتوثيق القرآن كاملاً بتسلسل السور والآيات، كما أُنزلت، فى أول إذاعة للقرآن الكريم. ما قصة إنشاء هذه الإذاعة؟ تعتبر أول إذاعة من نوعها، بل الأقدم عالمياً بين إذاعات القرآن، فهى تُسلط الضوء على الأدوار الحضارية والثقافية والإسلامية، ليس فى مصر فقط بل فى العالم ككل. ترجع فكرة إنشائها، فى أوائل الستينات، عندما انتشرت طبعة مذهَّبة من المصحف بورق فاخر وتنسيق وإخراج متميزين، لكن اُكتشف أن بها تحريفات مقصودة، منها فى قوله تعالى: «وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِى الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ» (آل عمران)، مع حذف كلمة «غير»، ما عكس معنى الآية تماماً! طرحت وزارة الأوقاف والشئون الاجتماعية، آنذاك، فكرة وضع آليات لتوثيق القرآن، وكانت البداية بتسجيل المصحف المرتل بصوت الشيخ الحصرى، للتوزيع على المسلمين فى أنحاء العالم الإسلامى، وبذلك تمَّ أول جمع صوتى للقرآن الكريم بعد أول جمع كتابى له فى عهد الخليفة أبى بكر الصِّدِّيق.
لكن بعد فترة قليلة تأكَّد أن هذه الوسيلة لم تكن كافية لتحقيق المرجو منها، نظراً لضعف الإمكانيات المادية لدول العالم الإسلامى.
خصَّص الدكتور عبدالقادر حاتم، الذى وضع البنية الأساسية للإعلام المصرى فى الخمسينات، موجتين قصيرة ومتوسطة لإذاعة المصحف المرتل الذى سُجِّل بواسطة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وبعد موافقة الرئيس عبدالناصر، بدأ إرسال إذاعة القرآن الكريم، بمدة إرسال قدرها 14 ساعة يومياً، من ٦ إلى ١١ ص، ومن ٢ حتى ١١ م على موجتين، قصيرة ومتوسطة، لتكون صرحاً خالداً يقدِّم القرآن كاملاً بتسلسل السور والآيات كما أُنزل بها.
رزق عبدالمنعم خليف - صحفى
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com