بوتفليقة.. استقالة على طريقة "كذبة أبريل"
بوتفليقة - أرشيفية
اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر والمنطقة بنبأ إعلان الرئاسة الجزائرية استقالة الرئيس الذي حكم البلاد لأربع مدد رئاسية وكاد أن يتبعها بالعهدة الخامسة، لولا انتفاضة الشعب الجزائري ضد ترشحه للانتخابات التي كانت مقررة أواخر الشهر الجاري قبل أن يعلن الرئيس المنتهية ولايته تأجيلها وعدم الترشح لولاية جديدة قبل أيام.
وفوجئ المتابعون للمشهد الجزائري الساخن ببيان انتشرت نسخة منه على مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام العربية والدولية، قبل أن تعلن وكالة الأنباء الجزائرية ما جاء فيه لكن نقلا عن "مصادر"، بالرئاسة التي اتهمت بالسيطرة عليها من قبل قوى غير دستورية، في الإشارة إلى الغموض الذي يغلف السياسة الجزائرية ومصير الرئيس الذي لم يخاطب شعبه منذ إصابته بسكتة دماغية أقعدته قبل ترشحه للولاية الرابعة المنقضية.
وجاء البيان الصادر عن الرئاسة الذي ذكر أن رئيس الجمهورية عبدالعزيز بوتفليقة سيقدم استقالته "قبل نهاية عهدته الانتخابية" المحددة في 28 أبريل 2019، ليضع ظلالا من الشك أيضا على موعد استقالته النهائي ومصير التفاعلات مع مطالب المتظاهرين، في ضوء أن الرئيس سيتولى قبل الاستقالة إصدار "قرارات مهمة لضمان استمرارية سير مؤسسات الدولة أثناء الفترة الانتقالية"، حسبما أفاد به يوم الاثنين بيان لرئاسة الجمهورية الجزائرية.
الرئيس الذي لم يعلن نية استقالته قبل تعيينه للحكومة الجديدة، سيعلن بدء "الفترة الانتقالية التي ستنطلق اعتبارا من التاريخ الذي سيقرر فيه استقالته"، دون أن يحدد تاريخ ذاك، ما قد يتيح فرصة لظهور مزيد من المطالب والتفاعلات التي لا تخدم هدفا، "سير مؤسسات الدولة" كما ذكر البيان.
المعلومة الوحيدة المؤكدة في البيان أنه "ستتم استقالة رئيس الجمهورية قبل نهاية عهدته الانتخابية المحددة في يوم الأحد 28 أبريل 2019".
عبد العزيز بوتفليقة المولود في 2 مارس 1937، وهو الرئيس العاشر للجزائر، أصبح أيضا في يناير 2005 رئيساً لحزب جبهة التحرير الوطني التي تعد الحزب الحاكم والمهيمن السلطة، حيث ولدت من رحم حركة التحرر الوطني الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي.
الرئيس الجزائري الذي كان ضمن قيادات التحرر الوطني التحق بعد نهاية دراسته الثانوية بصفوف جيش التحرير الوطني الجزائري وهو في 19 من عمره في عام 1956، ليبقى في دولاب الدولة كأطول رئيس للبلاد حكما متجاوزا الأب المؤسس للجزائر الحديثة، ففي نوفمبر 2012 تجاوز في مدة حكمه مدة حكم الرئيس هواري بومدين ليصبح أطول رؤساء الجزائر حكماً.
وفي 23 فبراير 2014، أصبح حكم الرئيس الجزائري مأزوما، بعدما أعلن وزيره الأول عبد المالك سلال ترشحه لعهدة رئاسية رابعة، رغم تدهور حالته الصحية، فقضى تلك الفترة متنقلا بين مستشفيات أوروبا ومعتذرا عن حضور العديد من المناسبات العالمية والعربية، فضلا عن عدم استقباله العديد من قادة العالم خلال زيارتهم للجزائر بدعوة إصابته بإنفلونزا حادة، ولم يظهر بوتفليقة خلال أسابيع الأزمة الأخيرة، باستثناء تأكيد وجودة لفترة في سويسرا لتلقي العلاج.