محل عصير قصب متجول
منذ 12 عاماً جاء من مسقط رأسه في سوهاج باحثاً عن فرصة عمل في القاهرة، في ذهنه أحلام كثيرة كان يسعى إلى تحقيقها، لكن لم يكن في يده سوى شهادة مدون فيها اسمه والمؤهل المتوسط الذي حصل عليه، فترك الشهادة جانباً وقرر أن يعمل في مشروع خاص يتماشى مع خبرته في بلدته الصعيدية.
محل عصير قصب متجول، هو المشروع الذي اهتدى إليه محمد عز العرب، 33 عاماً، متغلبا على البطالة بسيارة متجولة تحمل ماكينة لعصير القصب، مستغلاً فصل الصيف في تقديم عصائر مثلجة لزبائنه، تأتيهم حتى عقر دارهم دون الحاجة إلى الذهاب إلى محل العصير.
"فى البداية عملت كبائع عصير ولكن على العربات التي تدفع باليد، ونصحني ابن عمي بشراء سيارة سوزوكي بالتقسيط لتكون أسهل في التنقل، بعدها اشتريت معدات كاملة لإتمام المشروع بهذا الشكل". يعمل "عز العرب" يومياً منذ الثامنة صباحاً حتى السادسة مساءاً، يتجول في مناطق المرج وعزبة النخل وعين شمس والألف مسكن، ثم يعود آخر النهار في منزله بشبرا الخيمة.
كوب عصير قصب بـ3 جنيهات، مبلغ يراه "عز العرب" قليلا، لكنه يتنازل عنه لم لا يملكه: "كثيرون يستوقفونني في الطريق للرغبة في شرب كوب من عصير القصب ولا يملكون ثمنه، هؤلاء لا أطلب منهم سوى دعوة، وكثيرا ما يكونون سببا في تحقيقي لمكسب كبير".
موعد خروج الموظفين من أعمالهم والطلاب من مدارسهم، هى ساعة الرزق بالنسبة لـ"عز العرب"، الذي يجدها فرصة لجمع مكسب يعينه على سداد أقساط السيارة: "كلفنى المشروع مبلغ 70 ألف جنيه، وهو أوفر كثيرا من إيجارات المحال التي أصبحت مرتفعة حالياً"، لافتاً إلى أنه يجلب القصب من سوهاج ليضمن جودته ولانخفاض سعره مقارنة بما يباع في القاهرة.
تعليقات الفيسبوك