د. أنيسة حسونة: قُلت لممثل تركيا «مصر دولة كبيرة والتدخل فى شئونها تجاوز مرفوض»
الدكتورة أنيسة حسونة، عضو مجلس النواب
لقَّنَت الدكتورة أنيسة حسونة، عضو مجلس النواب، «فلكان بوزكير»، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان التركى وأحد أعضاء حزب «أردوغان»، درساً قاسياً خلال مؤتمر «شئون الشرق الأوسط» فى العاصمة الفنلندية هلسنكى، بعدما شن هجوماً على مصر قبل أن ينسحب الوفد المصرى من الجلسة اعتراضاً على وقاحته.
عضو مجلس النواب لـ"الوطن": مواجهة "هلسنكى" كانت ضرورية لإسكات "ذيول" أردوغان
«حسونة» سردت لـ«الوطن» تفاصيل المواجهة مع «بوزكير»، مؤكدة أنها كانت حاسمة وضرورية لتوجيه رسالة تحذير لكل من تسول له نفسه مهاجمة مصر أو التدخل فى شئونها.. وإلى نص الحوار.
ما تفاصيل المواجهة مع الوفد التركى فى منتدى هلسنكى؟
- منتدى «هلسنكى» منتدى دولى حول شئون الشرق الأوسط والسلام فى المنطقة ويحضره معظم دول المنطقة وأوروبا، منها مصر وإيران وتركيا والسعودية وإنجلترا وفنلندا، وعدد المشاركين كبير جداً ومعظمهم برلمانيون ووزراء خارجية، وكنت ضمن وفد مصر مع السفير محمد العرابى، وزير خارجية مصر الأسبق، وفى إحدى الجلسات كان فلكان بوزكير، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان التركى، يتحدث عن بلاده وتحدث فى كلمته عن الانتخابات المحلية الأخيرة فى تركيا وقال إن نسبة المشاركة بها كانت كبيرة وليست مثل دول أخرى كمصر، وهاجم مصر زاعماً أنها لا يوجد بها ديمقراطية، وفى هذه اللحظة اعترض السفير محمد العرابى وانسحب من الجلسة ولكنى تمسكت بالرد وطلبت بإصرار الكلمة وكان لا بد من الرد بقوة على وفد نظام أردوغان وتعريفه أن ما حدث خطأ كبير لأن مصر دولة كبيرة.
وما مضمون ردك عليهم؟
- قلت لهم «أنا لا أعلم من أين يأتى هؤلاء بمعلوماتهم، ولا أسمح بتدخل الآخرين فى شئون مصر لأن مصر لا تتدخل فى شئون أحد ولدينا الكثير لنقوله على الحكم فى تركيا وما كان على الوفد التركى أن يهاجم مصر بالاسم، والمصريون يلتزمون بأخلاق المؤتمرات والحوار والنقاش فى المنتدى وما قام به رئيس الوفد التركى خطأ كبير لأن أردوغان يستيقظ كل صباح فلا يجد ما يفعله ويترك كل ما يحدث فى بلاده ويهاجم مصر».
ردى كان قاسياً وقوياً وطالبنا إدارة المنتدى باتخاذ الإجراءات اللازمة ضد الأتراك
وهل قاطعك أحد من أعضاء الوفد أو حاول إيقافك؟
- إطلاقاً، وردى كان قاسياً وقوياً، وقلت لهم: «لكم أسباب معروفة للهجوم على مصر بسبب علاقتكم مع تنظيم الإخوان وانهيار أحلامكم بتمكينهم من حكم مصر»، وأكدت للوفد التركى أن مصر خط أحمر وهى دولة كبرى ذات سيادة لا تقبل التدخل فى شئونها من أحد، وطالبنا إدارة المؤتمر باتخاذ الإجراءات اللازمة ضدهم لأننا لن نشارك مرة أخرى، إذا استمرت هذه المهاترات.
ولماذا لم تكتفى بالانسحاب وأصررتِ على الرد خلال نفس الجلسة؟
- انسحبت بعد الرد، ولكن الرد كان ضرورياً لتلقينهم درساً حتى لا يستغلوا ذلك إعلامياً ولكشف الخطأ الذى وقعوا فيه.
وهل تحدثتم مع أحد من المسئولين عن المنتدى بعد ذلك؟
- نعم، الجميع أيد الموقف المصرى خاصة أن «بوزكير» أخطأ عندما ذكر مصر بالاسم، وهذا ضد بروتوكولات وأخلاقيات أى منتدى إقليمى أو دولى، والسفير العرابى أبدى غضبه الشديد وكان الموقف المصرى مشرفاً، وقد التقينا وزير خارجية فنلندا وناقشنا معه الكثير من القضايا وأيد الموقف المصرى.