اللى أوله «فتح قصر العينى» آخره «فتح السادات»
تتأرجح عقارب الساعة بين الثامنة والتاسعة صباحا بحركة تماثل فى بطئها انتظار الركاب للقطار فى محطة مترو الشهداء، صفوف طويلة توارى خلفها أخرى تصل إلى نهاية الرصيف، مواطنون تمكن الضيق من ملامحهم وهم يستعدون ليوم حافل بالأعمال. لا مفر من بقاء اسم الشهداء على محطة مترو رمسيس، بعد سنوات من تلقيبها بـ«مبارك»، فالاسم أصبح على مسمى، ووصفا لحال رواد المترو، سواء الذين استقلوه من المحطة أو استخدموها لتغيير مسار، لقب شهيد قد يحصل عليه أى من ركابها فى أى وقت، إذا ما أدى التدافع لسقوط أحدهم تحت عجلة القطار، أو السقوط تحت أقدام المتدافعين، لا حل تقدمه إدارة تشغيل المترو، فهم «عبد المأمور» وبحسب ناظر محطة الشهداء فإن «الركاب هم السبب بسبب عدم التزامهم بنظام المحطة والتكدس على الرصيف»، يرى الرجل -الذى طلب عدم ذكر اسمه- الحل الوحيد فى يد الجهات السيادية التى قررت إغلاق محطة السادات، معتبرا إنهاء هذه الحالة مرهونا بفتحها «هنرتاح كتير». على رصيف الانتظار تلقى أحدهم رسالة على هاتفه المحمول، كاد يصرخ فرحا «وزير الداخلية يأمر بفتح شارع قصر العينى وإزالة الحواجز الخرسانية»، قرأها لزملائه فى الانتظار، وأمام دهشتهم من فرحته، قال لهم «ده معناه إنهم ممكن يفتحوا كمان محطة السادات، ونرجع تانى بنى آدمين بدل البهدلة فى الشهداء»، وقتها فقط شاركه رواد المحطة فرحته، لتبدأ وصلة نقاشهم حول الخبر، أحدهم التمس العذر للأمن فى إغلاق السادات خوفا من اقتحام التحرير أو التفجير، فسارعه آخر محتدا: على أساس أنهم بيفتشوا الناس فى المترو، يا عم قول يا باسط».
«تكدس الركاب واندفاعهم للحاق بالمترو يمنع إمكانية إجبارهم على الدخول عبر جهاز الكشف عن أى أجسام متفجرة» قالها أحد مسئولى الأمن بالمحطة، مضيفا «مالهاش لازمة طالما محدش بيعدى منها عشان نكشف على أى حاجة غريبة تكون معاه».