دائمًا ما تتنوع أسباب اكتشاف مواهب الشخص منذ الطفولة، والتي عادةَ ما تكون بسبب اهتمام الأسرة أو الأصدقاء، أو ربما بمحض الصدفة، أو بكلاهما معًا، وهو ما حدث مع عمر أحمد عثمان، طالب بكلية الهندسة قسم مدني.
بدأت موهبة "عثمان" منذ عمر الخامسة، بداية من الكتب والمجلات التي كانت تباع خصيصًا للرسم والتلوين، فيقول في حديثه لـ"الوطن": "لما كنت بلون الرسومات كنت حريص جدًا إن الألوان متطلعش برة الرسمة"، ثم خطى في موهبته نحو تعلم الكاريكاتير والجرافيتي والـ "digital art" أو ما يعرف بالفن الرقمي.
في غضون دقائق وباستخدام القلم الرصاص والألوان، قرر أن يحول "عثمان" كتب ومذكرات وأوراق امتحانات الهندسة إلى لوحة فنية بدلًا من كونها "كئيبة ومملة" على حد قوله، "حاولت أضيف بصمتي على شكل الشيت وأخلي شكله مميز"، ناهجًا في ذلك خطى بعض الفنانين والرسامين الذين يتخذون من بعض الأشياء الغريبة لوحات فنية لهم.
ولم يقتصر "عثمان" في الرسم على الكتب فقط، ولكنه استطاع أن يطوّع مضمون الصور الفوتوغرافية لبعض المصورين لتناسب أفكار رسوماته "ساعات بستعين ببعض صور الفوتوجرافرز بعد موافقتهم، واللي ممكن ألاقي فيها مشهد ممكن أضيف عليه لمسة مختلفة بالرسم".
ومن رسم الـ digital art إلى حب الكارتون، وحلم "عثمان" بالعمل في مجلة "نهضة مصر" الشهيرة والمتخصصة في رسم الشخصيات الكارتونية، قرر أن يحول طالب الهندسة عدد من أصدقائه إلى شخصيات كارتونية، من خلال تخيل الشخصية الكارتونية التي يمكن أن تلائم شخصية أصدقائه ويطلب منهم تصويرهم بوضع معين، لتساعده في النهاية بالخروج بشكل كارتوني يشبه الواقعي بشكل كبير، حتى وإن اختلفا في بعض التفاصيل.
وتلقى "عثمان" فور نشر أعماله الفنية عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" عددًا من التعليقات والمشاركات الإيجابية، والتي طبعت أثرًا جيدًا في نفسه، فيقول عثمان "ناس كتير بعد ما نشرت صور صحابي الكارتونية قالولي اعتبرنا صحابك".
من ساعة إلى ساعة ونصف، هي المدة التي يستغرقها عمر عثمان في تحويل شخصية أصدقائه إلى كارتونية من خلال "الآيباد"، إلا أن وضعية التصوير وتخيل الشخصية قبل تنفيذها هو الأمر الأكثر صعوبة الذي يواجهه "عثمان"، إلا أنه يتخطى صعوبتها بمساعدة أصدقائه في تنفيذ ما يطلبه.
تعليقات الفيسبوك