كأنه ساحر، يمسك بالسجادة المتهالكة فتعود جديدة، لا أثر بها لقطع أو تآكل، مهارة اكتسبها عمر مصطفى عبر سنوات طويلة أمضاها فى نفس المهنة، التى بدأها وعمره 8 سنوات، ويتمسك بها الآن رغم تخطيه الـ70 عاماً، فيظل منكباً بالساعات على سجادة، ينسى الوقت ونفسه، حتى ينتهى من إصلاحها.
أدوات بسيطة يعتمد عليها فى عمله، مجرد إبرة، خيط، قطر ومقص، ويصر على التصليح يدوياً رغم انتشار الماكينات من حوله، وتطور أدوات: «اليدوى لا يُعلى عليه، قيمته زى الدهب، كل ما تقدم القطعة تزيد قيمتها».
خبرة «مصطفى» تزيد على الـ60 عاماً، تعلمها خلالها الكثير، سواء فى مهنته أو حياته الشخصية: «أول ما اشتغلت كنت فى مصنع سجاد غزل المحلة، بعدها سوّيت معاشى، ودلوقت الزباين بتجيلى مخصوص، لأنى أرخص وأفضل من أى حد فى مهنتى، أنا الوحيد فى المحلة الكبرى اللى بشتغل بإيدى، برجّع أى سجادة جديدة، حتى لو متآكل منها جزء أو حتى مشقوقة نصين».
يحكى «مصطفى» أنه أصلح من قبل سجادة يعود تاريخها إلى زمن محمد على، وثمنها يصل إلى نصف مليون جنيه، ويؤكد أن مهنته تحتاج إلى صبر وطول بال: «الواحد لازم يبقى رايق وهو بيصلح، أوقات أصلح سجادة أكلها فار، ومطلوب أظبّط النقوش الموجودة عليها، لو مش فى حالتى الطبيعية أو مضغوط مش هتطلع زى الجديدة».
ساهم «مصطفى» فى إصلاح معظم سجاد مساجد المحلة: «بفرشه وأفصله على القبلة»، ولديه 6 أبناء، علمهم المهنة، لكنهم تركوها بسبب الملل، ويخشى على الحرفة اليدوية أن تختفى يوماً: «ناس كتير بطّلتها، لكن أنا عمرى ما فكرت أسيبها، بحب الإبرة، هفضل متمسّك بها لآخر نفس».
تعليقات الفيسبوك