أبناء المناطق الخطرة: «كنا بنتكسف نقول ساكنين فين»
تطوير العشوائيات
شعور بالحرج كان يصاحبها حين تعرض عليها إحدى صديقاتها بالمدرسة مرافقتها للمذاكرة فى منزلها المكون من غرفة واحدة محدودة المساحة بمنطقة المواردى، ما كان يدفعها دائماً للتهرب باختلاق العديد من الأعذار: «كنت بتكسف حد يجيلى البيت ويلاقيه فى منطقة عشوائية مافيهاش ميه ويستقل بيّا وبأهلى»، كلمات تصف بها آية حسن، الطالبة فى الصف الثالث الإعدادى، التوتر الذى كانت تشعر به دائماً تجاه زملائها، قبل أن يتم نقل منطقتها إلى السكن فى مدينة الأسمرات منذ أكثر من عام، ليصبح الحال أكثر تحسُّناً بالنسبة لها، لإتاحة الكثير من الإمكانيات فيها: «كنت مستنية ينقلونا بفارغ الصبر عشان يبقى لينا شقة نعيش فيها زى الناس، ونقدر نعزم فيها اللى إحنا عايزينه، أحسن من شيل الميه على رؤوسنا وعدم وجود صرف صحى».
السكن غير اللائق كان يشغل بال الكثيرين أيضاً من سكان العشوائيات، منهم الطفل عماد حمدى، فرغم صغر سنه كان يشعر بالحرج من منزله الصغير فى الدويقة، الآن أصبح يفتخر بشقة «الأسمرات»، وأصبح بيته مكاناً لاستضافة أصدقائه، الذين يصطحبهم أيضاً إلى ملعب المنطقة: «الأول ما كُنتش بكلم حد عشان محدش يعرف أنا ساكن فين، فى الدويقة كان عندنا تعابين وعقارب ده غير شجارات البلطجية فى الحتة».
من العشوائيات إلى "السكن اللائق"
أعوام عدة حُرمت فيها بسمة خليل من زيارة أقاربها وأشقائها لمنزلها، منذ زواجها فى إحدى المناطق العشوائية، التى كانت تعانى فيها من انتشار البلطجة فيها: «كنت ساكنة فى منشية ناصر، محدش من أخواتى كان بيزورنى عشان المنطقة عشوائية، وكانوا بيخافوا على أولادهم ينقلوا الألفاظ الخارجة اللى بيسمعوها من الناس هناك ولا يحصل لهم مشكلة، لكن دلوقتى بقى بييجوا يزورونى ويباتوا معايا وننزل نتمشى سوا فى الحديقة، بس عندنا مشكلة فى فرق مستوى الإيجارات بين المنشية وهنا».