بعد أحكام قضائية رادعة.. القصة الكاملة لخلايا تفجير أبراج الضغط العالي
متهم داخل القفص
أصدرت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بطرة، اليوم، أحكاما رادعة بحق 45 متهما في القضية رقم 610 لسنة 2014 حصر أمن الدولة العليا، والمتعلقة بخلايا تفجير أبراج الضغط العالي بالجيزة والإسكندرية، وارتكاب عمليات إرهابية أخرى، تربو على الـ10 عمليات في غضون عام 2014.
المحكمة برئاسة القاضي شبيب الضمراني وعضوية المستشارين خالد عوض وأيمن البابلى، عاقبت 34 متهما بالسجن المؤبد، و11 آخرين بالسجن المشدد لمدة 10 سنوات عما أُسند إليهم من اتهامات.
نيابة أمن الدولة العليا، أسندت للمتهمين ارتكاب جرائم تولى قيادة في جماعة إرهابية أُسست على خلاف أحكام القانون وهي "اللجان النوعية فى الجيزة والغربية والمنوفية والإسكندرية وكفر الشيخ" والانضمام لها وإمدادها بمعونات مادية وأسلحة، واستهداف أبراج الضغط العالي في محافظة الجيزة، وتلقى تدريبات لتصنيع المواد المتفجرة وتصنيعها وحيازتها واستعمالها للإخلال بالأمن العام، وحيازة مستندات تحوي معلومات دقيقة عن شبكات الكهرباء، وحيازة أسلحة نارية وذخيرة وكواتم صوت وأقمصة واقية من الرصاص دون تصريح، وإضرام النيران فى جراج إدارة شرطة النجدة في الإسكندرية، وإحراق سيارات شرطة فى محيط قسم شرطة مينا البصل بالإسكندرية، وقتل مواطن عمدا مع سبق الإصرار، وإضرام النيران فى محطة وقود بالإسكندرية واحتجاز العاملين بها تحت تهديد السلاح، وإشعال النيران فى كارفور الإسكندرية.
أوراق القضية والتحقيقات التى جرت بشأنها حوت اعترافات تفصيلية لـ18 متهما عن عمليات تخريب شاركوا فيها بالإسكندرية والجيزة.
وتضم القضية عناصر خليتين، الأولى بالإسكندرية وتولى قيادتها المحكوم عليه "علاء عبد النبي"، حيث قسّم الخلية إلى 3 خلايا عنقودية تزعّم كل منها عنصر إخواني من المحكوم عليهم، وكان ذلك فى يونيو 2014، وأضاف المحكوم عليه فى اعترافه أنه كلّف أحد المحكوم عليهم السابع عشر بتخريب محطة وقود إمارات مصر بمنطقة كرموز، وأمده بمعلومات عن مكانها وعدد العاملين بها، حيث توجه الأخير بصحبة متهم آخر "العاشر" وآخرون واحتجزوا العاملين فيها داخل إحدى الغرف كرها عنهم، ثم أشعلوا النيران فيها، ولاذوا بالفرار.
وأشار "علاء" إلى عملية إرهابية أخرى كلف بها المتهم السابع عشر، في يوليو 2014، وهي تخريب جراج الإدارة العامة لشرطة النجدة بالإسكندرية، حيث استقل "علاء" سيارته، وراقب الجراج، ثم اتصل بالمتهم السابع عشر والذي استقل عربة دفع رباعي مع آخرين، ثم أشعلوا النيران في الجراج، ما أدى لاحتراق عدد من السيارات، كما ارتكبت تلك الخلية واقعة إشعال النيران بسوق كارفور التجارى بمدينة الإسكندرية، مستخدمين مادة الثيراميت، وكان ذلك تنفيذاً لغرض إرهابي، كما فجروا محيط قسم شرطة مينا البصل، ما أدى لاشتعال النيران في عدد من سيارات الشرطة، وقتلوا المجنى عليه حسام مرسى حسن مرسى، عمداً مع سبق الإصرار، وأعدوا لهذا الغرض بنادق وأفرد خرطوش وسيارة بلوحات مُصطنعة.
محكوم عليه آخر يُدعى "محمود عبد المجيد محمود" تولى تأسيس الخلية الثانية بالجيزة، واستقطب إليها عدد من المحكوم عليهم، وصنّعوا مادة البارود، وبدأوا فى العمل على حماية مظاهرات جماعة الإخوان الإرهابية، عن طريق مقاومة الشرطة بإلقاء عبوات مفرقعة صوبها، ثم اتجهوا إلى المنشآت العامة حيث بدأوا بتخريب 5 محولات كهربائية فى مدينة أوسيم، فى غضون شهري يوليو وأغسطس 2014، فضلا عن عمليات إرهابية أخرى فى نطاق المحافظة.
جرائم أخرى اعترف بها المحكوم عليهم فى التحقيقات التى جرت بحضور المحامين، ومنها تفجير 3 عبوات تحوي مادة TNT المفرقعة بقوائم برج الكهرباء رقم "56" الخاص بالخط الاحتياطى لتوصيل الكهرباء من شبكة الشيخ زايد، والشروع فى استعمال عبوتين حوتا مادة TNT المفرقعة بزرعهما في قوائم برج كهرباء ضغط عالى بمنطقة برك الخيام بكرداسة، فضلا عن تخريب البرج رقم 170 خط النوبارية القاهرة بمنطقة إسعاف أبو غالب، وبرج الضغط العالى بزمام برك الخيام بكرداسة المملوكين لوزارة الكهرباء.
وشهدت هذه القضية عدة محطات بداية من قرار الإحالة للمحاكمة الذى أصدره النائب العام الراحل المستشار هشام بركات، وحددت محكمة الإستئناف دائرة المستشار محمد ناجي شحاتة لنظر القضية، وتقدم 3 متهمين بطلب لمحكمة الاستئناف لرد "تنحية" القاضي ناجي شحاتة عن نظر القضية.
وفي 12 مايو 2016، أصدرت محكمة الاستئناف حكمها بقبول طلب الرد، وتعيين دائرة أخرى لنظر القضية، وفي 19 ديسمبر 2016: بدأت المحكمة الجديدة فى نظر محاكمة المتهمين، ووصولا إلى نهاية القضية، فقد قررت المحكمة، في19 مارس الماضي، حجز القضية للحكم لجلسة اليوم.