رئيس مجلس الأمة الكويتى لرؤساء تحرير الصحف المصرية: العلاقات بين مصر والكويت نموذج للأخوَّة والتضامن
رئيس مجلس الأمة الكويتى يتوسط وفد رؤساء تحرير الصحف المصرية خلال استقباله له
العلاقات التاريخية والوثيقة بين مصر والكويت، والأوضاع العربية الراهنة، ومستقبل الجهود الكويتية لحل الأزمة بين دول «الرباعى العربى» وقطر، وغيرها من الملفات المهمة، كانت على طاولة الحوار الذى امتد لساعتين، بين مرزوق الغانم، رئيس مجلس الأمة الكويتى، ووفد الكُتاب الصحفيين من رؤساء تحرير الصحف المصرية، وذلك تحت قبة مجلس الأمة الكويتى.
وأكد «الغانم»، خلال اللقاء، أن مصر هى العمود الفقرى والقلب النابض للأمة العربية، وأن العلاقات المصرية - الكويتية يجب تدريسها كمثال لعلاقات الأخوَّة والتضامن بين البلدين والشعبين الشقيقين، وأشار إلى وجود تنسيق سياسى واقتصادى على أعلى مستوى بين الرئيس عبدالفتاح السيسى وشقيقه أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، فضلاً عن التنسيق الواسع بين حكومتَى الدولتين فى جميع المجالات، خاصة السياسية والاقتصادية. وشدد «الغانم» على أن أى تصرُّف أو تصريح فردى لا يمكن أن يؤثر على قوة العلاقات بين البلدين والشعبين المصرى والكويتى. وتطرق الحديث كذلك إلى المساهمة المصرية الكبيرة فى تحرير الكويت، ومشاركة الكويت فى حربَى الاستنزاف و٦ أكتوبر.
"الغانم": التصريحات الفردية لا تعبِّر إلا عن وجهة نظر صاحبها.. ولا يمكن أن تؤثر على قوة علاقاتنا التاريخية ونتمنى أن تكون علاقاتنا بباقى الدول كما هى مع «القاهرة» ولا يمكن لأحد نسيان الدور المصرى فى تحرير الكويت
وضم وفد الصحفيين المصريين خالد ميرى رئيس تحرير «الأخبار»، وعلاء ثابت رئيس تحرير «الأهرام»، وعبدالرازق توفيق رئيس تحرير «الجمهورية»، ومحمود مسلم رئيس تحرير «الوطن»، ومحمد البهنساوى رئيس تحرير «بوابة أخبار اليوم»، ومحمد الدسوقى رئيس تحرير «بوابة الأهرام».
وأوضح رئيس مجلس الأمة الكويتى أن مصر هى العمود الفقرى للأمة العربية وقلبها النابض، وذلك ضمن إجابته على سؤال عن العلاقات المصرية - الكويتية، خصوصاً، مع صدور تصريحات أو تصرفات فردية قد تؤثر على تلك العلاقات، وشدد على أنه لا توجد أزمة فى العلاقات الثنائية مع مصر على الإطلاق، وقال: «العلاقات مع مصر مثال يجب أن يُدرَّس، ونتمنى أن تكون علاقاتنا مع بقية دول العالم مثلما هى مع القاهرة قوية ولها روابط تاريخية، كما أن مستقبل تلك العلاقات مشرق»، وأضاف: «عندما تصدر بعض التصريحات الفردية من هنا أو هناك فهى لا تعبِّر إلا عن وجهة نظر صاحبها، وأى تصرُّف فردى لا يمكن أن يؤثر على قوة العلاقات التاريخية بين مصر والكويت، وأى شوائب يجب أن تنتهى، لأنه من غير المقبول تشكيك أحد فى قوة تلك العلاقات»، وتابع قائلاً: «نواجه تحديات كبيرة فى المنطقة، ومواجهتها تحتاج إلى توحيد الصفوف». وأشار إلى أنه عندما صدر تصريح من هذا النوع، سارع بالتدخل وإصدار تصريحات تعكس قوة العلاقة بين البلدين التى تعد موقفاً ثابتاً لدى الشعب الكويتى وكل مسئول فى الكويت.
تنسيق على أعلى مستوى بين الرئيس "السيسى" وشقيقه الأمير "صباح" فى مختلف المجالات خصوصاً السياسية والاقتصادية.. وأملى أن تمر أزمة "الرباعى العربى" مع قطر بأسرع وقت
وبود بالغ، تحدَّث «الغانم» عن مصر، موضحاً أنه لا يجيد الحديث الدبلوماسى، وأن حديثه من القلب وعن قناعة وإيمان بأن الارتباط المصرى الكويتى تاريخى ووثيق، وقال إن والدته أول مدير لجامعة كويتية من خريجات جامعة عين شمس، وتقضى نصف وقتها حالياً فى القاهرة، وإن عميد الأدب العربى طه حسين عندما كان وزيراً للتعليم بمصر عام ١٩٤٣ أرسل أول بعثة تعليمية إلى الكويت، وأضاف أن مصر لعبت دوراً مهماً على كل المستويات التعليمية والثقافية والعسكرية لدعم الكويت، ولذلك فهى علاقة ارتباط مصيرى راسخة، ولا يمكن لأحد أن ينسى دور مصر فى تحرير الكويت ودماء المصريين الطاهرة التى اختلطت بالتراب الكويتى، ودماء ٤٠ كويتياً اختلطت برمال سيناء فى حرب أكتوبر المجيدة.
وثمَّن «الغانم» دور الجالية المصرية فى الكويت وجهودها لتحقيق التنمية فيها، وأكد أن الشعب المصرى عزيز وشقيق، والجالية المصرية وكل الوافدين بالكويت مُرحَّب بهم، والقانون وحده هو الذى يحكم العلاقة بين الجميع، والوافدين يشاركون بجهودهم فى العمل والبناء والتعمير، ولا يمكن قبول أى إساءة لمصرى أو وافد، وإذا حدث تصرُّف فردى من هذا النوع يتم التدخل وتفعيل القانون، ليحصل كل صاحب حق على حقه كاملاً.
مكافحة الإرهاب يجب أن تبدأ من حل القضية الفلسطينية.. وقيام المؤسسات بدورها فى التعليم والتثقيف للحيلولة دون تجنيد الشباب فى تنظيمات متطرفة.. والبرلمان العربى ملتزم برفض التطبيع
ورداً على سؤال حول الوساطة الكويتية بين «الرباعى العربى» وقطر، قال رئيس مجلس الأمة الكويتى: «أنا مؤمن ومقتنع وأتبع سياسة أمير الكويت فى وجوب العمل على تنقية الأجواء والتقريب بين وجهات النظر المختلفة، والجميع يعلم الجهود التى بذلها ويبذلها أمير الكويت لحل الخلاف». وأعرب «الغانم» عن أمله بأن تمر «هذه السحابة» فى أسرع وقت، وتُوفَّق الكويت وغيرها فى رأب هذا الصدع، مؤكداً تفاؤله بتحقيق ذلك.
وعن الوضع العربى والعلاقات العربية العربية، قال «الغانم» إن الأمة العربية تواجه تحديات ضخمة تحتاج توحيد الصفوف لمواجهتها، ومصر تمثل العمق والثقل والعمود الفقرى للأمة العربية، وهى دائماً قادرة على توحيد وتجميع العرب وقادتهم للدفاع عن كل قضاياهم، والكويت أدت دوراً مهماً فى الدفاع عن القضايا العربية، والوصول بحلول سلمية لأزمات العراق واليمن وليبيا وسوريا.
وتابع قائلاً إنه «رغم التحديات، فمستقبل الأمة العربية مشرق، وموقف الكويت يقوم دوماً على مساعى تنقية الأجواء العربية والتوسط لحل أى خلاف بين الأشقاء، وهذا هو نهج أمير الكويت والسياسة الخارجية للدولة».
التشتت العربى سمح لأمريكا بإصدار قرار نقل سفارتها إلى القدس وقرار الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السورية.. وسيأتى قريباً يوم نطرد فيه إسرائيل من الاتحاد البرلمانى الدولى
وتحدث رئيس مجلس الأمة الكويتى عن تحدِّى الإرهاب الذى يواجه العديد من دول العالم، قائلاً: «٩٦٪ من ضحايا العمليات الإرهابية للجماعات التى تتمسَّح بالإسلام، هم من المسلمين، وهذه الجماعات تستخدم القضية الفلسطينية والتعاطف العربى والإسلامى معها والغضب من عدم حلها للتأثير فى الشباب واستقطاب أعضاء منهم»، وأضاف أن «مكافحة الإرهاب يجب أن تبدأ من حل القضية الفلسطينية، وقيام كل المؤسسات بدورها فى التعليم والتثقيف، للحيلولة دون تجنيد الشباب أو استخدامهم فى تنظيمات وجماعات متطرفة، كما أن للبرلمانات دوراً مهماً فى نشر قيم العدالة وسماحة الإسلام والوعى الحقيقى وإغلاق منافذ التأثير على الشباب أو تجنيدهم»، وأوضح أنه «لا يجب توجيه سهام النقد للحكومات العربية ونسيان العدو الحقيقى الذى يتربص بنا جميعاً».
وشمل حديث «الغانم» عرض المحاولات الجادة لطرد إسرائيل من الاتحاد البرلمانى الدولى، وقال: «قريباً سيأتى اليوم الذى يتم فيه تنفيذ ذلك إقراراً لقيم العدالة، والاتحاد البرلمانى لا يوجد به إمكانية لاستخدام الفيتو كما يحدث فى مجلس الأمن، ولذلك يمكن توجيه رسالة سياسية مهمة من خلاله»، وأضاف: «التشتت العربى هو الذى سمح لأمريكا بإصدار قرار نقل سفارتها إلى القدس وقرار الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السورية المحتلة»، وأكد أن البرلمان العربى مثل سائر المؤسسات العربية يرفض التطبيع مع إسرائيل، وهو موقف تلتزم به كل الشعوب العربية.
وعن «السوشيال ميديا» ودورها فى التأثير على علاقات الدول، قال إن بعض هذه المواقع تؤثر سلبياً على العلاقات بين الدول الشقيقة، وكثيراً ما يتم استخدامها لبث الفتنة، ويجب ألا يتم الاعتماد عليها كمصدر للأخبار أو الحقيقة، والتعامل معها بحذرٍ شديد، عكس الصحف ووسائل الإعلام التى تراعى خصوصية العلاقات العربية وأهمية الحفاظ عليها.
وفى نهاية اللقاء، أكد «الغانم» أنه يؤدى الدور الذى يُمليه عليه ضميره تجاه بلده وأمته العربية.