الصحوة.. حركة متشددة احتضنها الإخوان وفضحها اعتذار القرني
الداعية عائض القرني
"باسم الصحوة أعتذر للمجتمع عن الأخطاء التي خالفت الكتاب والسنة، وخالفت سماحة الإسلام، وخالفت الدين الوسطي المعتدل الذي نزل رحمة للعالمين".. بهذه الكلمات اعتذر الداعية الإسلامي عائض القرني أحد رموز الصحوة الإسلامية في الخليج، التي نشأت في الستينيات بأيدٍ إخوانية، وتسببت في إراقة الدماء والقتل والتدمير باسم الدين لمدة تصل لأكثر من 50 عاما.
الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية والأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم، قال إنّ الصحوة الإسلامية نشأت في حقبتي الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي ما اصطلح على تسميته بـ"حركة الصحوة"، واستمر هذا التيار حتى الثمانينيات في أعقاب الثورة الإيرانية، وصولا إلى محطته الأهم في حرب الخليج الأولى واحتلال الكويت 1990.
وأضاف نجم في تصريحات خاصة لـ"الوطن": "استطاعت هذه الحركة التأثير في جيل كامل من الشباب المسلم، ودفعته إلى التشدد والبعد عن التسامح ووسطية الإسلام، في سبيل تحقيق مطامع سياسية بالوصول إلى السلطة في الدول التي انتشروا بها".
وتابع مستشار مفتي الجمهورية: "تنظيم جماعة الإخوان الإرهابي يمثل المنبع الرئيسي والخيط الناظم بين كل التنظيمات المتشددة، وما تحمله من أفكار شاذة وعنيفة في المنطقة العربية والعالم الإسلامي، فقد مثَل فكر الجماعة المنهل الرئيسي الذي تتلقى منه جماعات التطرف والإرهاب أفكارها، وروّجت الجماعة لهذه الكيانات بإضفاء مسميات رومانسية تعمل الجانب العاطفي عند الشباب المسلم للتغرير بهم، فتلصق صفة الإسلام بهم فتصفهم بالثورة والصحوة والإصلاح الإسلامي.
وزاد نجم أنّه بعد ثورة 30 يونيو 2013، والتي أطاحت بحكم جماعة الإخوان الإرهابية، اتضحت العلاقات القوية التي ربطت جماعة الإخوان بقطر وتركيا، إذ راهنت الدولتين على إمكانية عودة الجماعة مرة أخرى إلى قيادة الدولة المصرية، ولذلك تم استقبال قادة الجماعة وعناصرها لشن هجوم من الخارج على مصر، وفتحت لهم أبواقا إعلامية مخصصة لدعم أيديولوجيا الجماعة وسياستها، مضيفًا أنّ الدولتين لديهم اعتقاد بأنّ صعود الإخوان للسلطة هو فرصة لهم لقيادة المنطقة العربية.
وأكد الأمين العام لدور الإفتاء، أنّ دار الإفتاء وفي إطار دورها التاريخي والديني المعروف، عملت في وقت مبكر على كشف زيف وتضليل فكر التيارات المنحرفة وعلى رأسها الإخوان، وتبعاتها من المناهج الضالة والمضلة كالصحوة وغيرها، وعملت على تنويع أدواتها في مواجهة أفكار تلك الجماعات، بينها تأسيس مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، وإطلاق موسوعة الرد على الفتاوى التكفيرية، وإصدار دليل المسلمين في تفنيد أفكار المتطرفين، وهي ساعية بكل جهدها نحو كشف كذب وتحريف تلك التيارات لقيم الإسلام الرشيدة.
وأتمّ الدكتور إبراهيم نجم تصريحه لـ"الوطن"، بالتأكيد على أنّ تنسيق جهود المواجهة الفكرية لتلك التيارات، هو السبيل الأنسب لتجفيف منابع أفكار تلك التيارات.
يذكر أنّ الداعية عائض القرني تقدم باعتذار علني عن أفكار متشددة كان يروج لها هو ودعاة آخرون، وتضمن اعتذاره معلومات مثيرة بشأن محاولات قطر تجنيد رجال دين ومعارضين لضرب استقرار المنطقة، قائلا إنّه "كلما ابتعدت عن دولتك.. كلما كنت محببا لديهم (القطريين)".