هانى سلامة: استحضرت لحظة وفاة والدى عند دفن ابنتى فى «قمر هادى»
مشهد من مسلسل «قمر هادى»
قال النجم هانى سلامة إنه استحضر لحظة وفاة والده فى مشهد دفن ابنته ضمن أحداث مسلسله الجديد «قمر هادى»، وهو المشهد الذى أسر قلوب متابعيه بعد أن قدمه الأب بإحساس منقطع النظير، مضيفاً أنه لم يستعِن بطبيب نفسى جراء تجسيده للدور، حيث اعتمد على السيناريو الذى كان متكاملاً، بحسب كلامه.
وكشف «سلامة»، فى حواره مع «الوطن»، كواليس مسلسله الجديد، وملابسات اختيار الممثل «محمد عزمى» الذى يُعد من ذوى الاحتياجات الخاصة، وتفاصيل مكالمته الهاتفية مع النجمة حلا شيحة، وأوضح إمكانية تقديمهما لجزء ثانٍ من فيلم «السلم والثعبان»، الذى حقق نجاحاً كبيراً وقت عرضه عام 2001.
كيف تابعت ردود الفعل إزاء الحلقات الأولى من مسلسلك الجديد «قمر هادى»؟
- ردود الفعل أكثر من جيدة، وتعكس إدراك الجمهور لاختلاف التجربة، لاسيما عناصر الكتابة والتمثيل والإخراج، التى اتسمت بالثراء والصعوبة فى الوقت نفسه، فصعوبتها كانت تكمن على مستوى التمثيل، فإذا تعاطينا مع «هادى» كشخصية، سنجد أنها مركبة وتشهد نقلات عدة، ما ينطبق على أدوار باقى الممثلين واتسامها بالصعوبة، لأن أدوارهم بطولية وليست «كمالة عدد»، ووجودهم كان مهماً ومؤثراً فى الأحداث، فإذا حذفنا أحداً منهم سيحدث خلل درامى لا محالة، وبعيداً عن هذا وذاك، سعينا إلى احترام عقلية المتفرج، وتقديم وجبة درامية متكاملة تُسعده، بحيث لا تقتصر على نطاق التسلية فحسب، وإنما تحوى رسالة لن أكشف عنها حالياً منعاً لعدم حرق الأحداث.
ألا ترى أن جرعة الإثارة والتشويق فى الحلقة الأولى كانت زائدة عن الحد؟
- نوعية دراما «قمر هادى» لها شكلها المتعارف عليه، الذى يتطلب تقديم القصة والأحداث بطريقة سرد معينة، خاصة أنها تنتمى إلى تيمة «سيكودراما» التى تتطلب جرعات من التشويق فى الحلقات الأولى، ولذلك تحمل كل حلقة مسمى معيناً وكأنها فيلم قصير مدته 30 دقيقة، وعلى إثره سيظل عنصر التشويق حاضراً إلى نهاية الحلقات.
ألم تستعِن بطبيب نفسى للإلمام بأبعاد دورك المتسمة بـ«سيكودراما»؟
- لم ألجأ إلى طبيب نفسى وما شابه، وإنما اعتمدت على السيناريو الذى كان متكاملاً، «وخلينا نشوف الأحداث اللى جاية هتودينا على فين»، ولكن ما أستطيع قوله أن «هادى» ليس مجنوناً.
هل اختيار اسم مسلسلك مرتبط بسورة «القمر» القرآنية، خاصة مع ترديد آياتها فى بعض الحلقات؟
- نعم، هناك علاقة بين الاسم والسورة، وكذلك بشئون أخرى لم تظهر بعد، كما أن ترديد الآيات له مغزى معين، ولكنى لن أستطيع الكشف عنه حالياً.
معنى كلامك أن هناك أبعاداً دينية لقصة مسلسلك؟
- دعنا لا نستبق الأحداث حالياً، ولننتظر عرض باقى الحلقات تباعاً.
اسم مسلسلى له مغزى وعلاقة بسورة قرآنية.. و"السيناريو" أبعدنى عن الطب النفسى.. وروحانيات أعمالى ليست مقحمة على الأحداث
ما المغزى من تضمن أعمالك الأخيرة لآيات قرآنية بعد واقعة صوت الشيخ محمد الطبلاوى فى إعلان مسلسل «فوق السحاب» العام الماضى؟
- السيناريست إسلام حافظ كتب حلقات «قمر هادى» متضمنة هذه الآيات، ولم نكن متفقين معه على هذه الجزئية أثناء مرحلة الكتابة، ولكنها جانب مُحبب إليّ وكذلك للمخرج رؤوف عبدالعزيز، حيث شعرت بوجود كيمياء فكرية تجمعنا كثلاثى، ولا أنكر حبى بوجود بُعد روحانى فى أعمالى، ولكن دون أن يكون مُقحماً على القصة والأحداث، أو مستنداً على توقيت العرض فى شهر رمضان الكريم، حيث أحب أن يكون وجودها وثيق الصلة والأهمية بما يتم عرضه.
ماذا عن كواليس مشهد دفن ابنتك بحسب أحداث الحلقة الأولى؟ ولماذا أصبح هناك توجه عام بنزول الأبطال إلى باطن الأرض فى مشاهد الدفن؟
- حدثنى رؤوف عبدالعزيز فى هذا المشهد قائلاً: «تقدر تنزل تحت جوة القبر؟»، حيث كان التصوير حينها داخل مقبرة حقيقية بمنطقة السادس من أكتوبر، فرددت عليه بقولى: «تمام، معنديش مشكلة»، لإيمانى بأن هذه الخطوة يستلزمها استعداد نفسى ليس أكثر، أو بمعنى أصح «قلبك يجيب يعمل كده ولا لأ؟ فمش كل الناس بيبقى عندها الاستعداد ده»، أما عن التوجه المشار إليه فى سؤالك، فيبدو أن «قلوبنا جمدت».
واقعة نزولك القبر كانت الأولى من نوعها أم خضت هذه التجربة فى حياتك العادية؟
- نزلت القبر مرتين فى حياتى العادية، إحداهما عند دفن والدى والأخرى مع علاء ولى الدين (رحمهما الله).
وهل استحضرت واحدة من هاتين الواقعتين عند تمثيلك لمشهد الدفن فى مسلسلك؟
- المشهد كان صعباً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وكان يتطلب أحاسيس ومشاعر فياضة لتقديمه على النحو الأمثل، وهنا كان لا بد من استحضار حالة مشابهة بغض النظر عن قسوتها، ولذلك استحضرت لحظة وفاة والدى (رحمه الله) حتى تنتابنى مشاعر متطابقة مع إحساس المشهد نفسه.
ألم تنزعج من تكرار واقعة وفاة الأبناء فى الحلقة الأولى من مسلسلى «أبوجبل» و«حكاية مُرة» أيضاً؟
- لم أنزعج جراء هذه الواقعة، بل أضحكتنى كحال الجمهور العادى، وأعتقد أنها توارد خواطر فقط، لأننا «مكناش عارفين بأحداث المسلسلات التانية، وأكيد مكناش متفقين عليها» كما أن مسلسلنا اتخذ مساراً مختلفاً بعد واقعة الدفن، حيث لم يكن حدث وفاة الابنة هو الأساس، بدليل أنها لم تمت واتضح أنها ما زالت حية كما شاهدنا.
كيف تحضرت لمشاهد قيادة سيارات السباق؟ وهل استعنت ببديل «دوبلير» فى أى منها؟
- «هادى» لم يكن سائق سباقات سيارات، ولكنه شخص يحب الاستعراض بالسيارة فقط، أى إنه لم يكن سائقاً فى سباقات «فورمولا 1» مثلاً، ومن ثم تقديمى لهذه المشاهد بالشكل الذى شاهدتموه على الشاشة كان سيتطلب وقتاً طويلاً وممارسة لها منذ الصغر، ولذلك استعنت بمتخصصين فى هذه اللعبة بغرض تأدية المشاهد التى تشهد حركات خطرة بالسيارة.
هل شخصية «عارف»، فى السيناريو، كانت تستلزم الاستعانة بشاب من ذوى الاحتياجات الخاصة؟
- نعم، فمشاركة «محمد عزمى» فى مسلسلنا إيجابية فى رأيى، خاصة أنه شاب مُحب للتمثيل رغم عدم خوضه لتجارب سابقة قبل «قمر هادى»، ولكن دوره مفاجأة لم تتضح أبعادها بعد، حيث سنرى مسار شخصيته خلال الحلقات المقبلة.
ألم تجد صعوبة فى التعامل معه أثناء تصوير مشاهدكما معاً من حيث الحفظ والأداء؟
- على الإطلاق، «أنا اللى كنت بعيد فى المشاهد وليس هو»، ونفس المسألة بالنسبة للطفلة «ريم»، التى تجسد دور الابنة «فيروز»، فهى كانت مفاجأة كبيرة لأسرة المسلسل، لأنك لا تشعر بأنها طفلة، «فهى جاية التصوير حافظة ومذاكرة وفاهمة، وممكن تقول مشهد صفحتين تلاتة من أول مرة»، كما تملك قدرة على إعادة مشاهدها بنفس الدقة والانضباط، ولذلك فهى مشروع لنجمة عالمية بحسب رؤيتى لها.
كيف ترى المنافسة فى دراما رمضان الحالى؟ وما أبرز المسلسلات التى تابعتها ونالت إعجابك؟
- ما زلت أصور مشاهد «قمر هادى»، ومستمر فى تصويرها إلى 25 رمضان، وبالتالى لم أتمكن من مشاهدة أى من المسلسلات المعروضة، ولكن ما أسمعه من أهل بيتى وأصدقائى والمقربين منى أن هناك مسلسلات جيدة، وما يعنينى أن يكون هناك تنوع فى الأعمال التليفزيونية، بحيث نُقدم وجبة محترمة دسمة للجمهور فى رمضان، وأتمنى التوفيق لكل زملائى وزميلاتى بموسم رمضانى جيد.
علمنا من مصادرنا أنك تواصلت هاتفياً مع حلا شيحة بهدف مشاركتها فى «قمر هادى»..
- (مقاطعاً): هاتفتها لبحث إمكانية عودة تعاوننا فنياً بشكل عام، أى إن المكالمة لم تكن مقتصرة على عمل بعينه، كما أنها قالت لى: «عاوزين نعمل حاجة مع بعض»، ولكنها انشغلت بعدها بتصوير دورها فى «زلزال».
تقديمى لـ"السلم والثعبان 2" مع حلا شيحة غير وارد بسبب الفارق الزمنى بين الجزأين.. والسينما ستظل حبى الأول والأخير
هل يُمكن أن تكون عودتكما معاً بجزء ثانٍ من فيلم «السلم والثعبان»؟
- لا أعتقد أن هذه الخطوة واردة الحدوث، لأن الفارق الزمنى ما بين الجزأين سيكون 18 عاماً، ولكن يمكننا تقديم موضوعات فنية جيدة بعيداً عن هذا الفيلم، الذى حقق نجاحاً مدوياً وقت عرضه عام 2001، وما زال مترسخاً فى أذهان الجمهور حتى هذه اللحظة، لاسيما الجيل الذى شاهده فى دور العرض السينمائى حينها.
السينما
لم أستقر على عمل بعينه للعودة به إلى السينما ولكنى سأعود لها قريباً بإذن الله، لأنها ستظل حبى الأول والأخير، وبداية معرفتى بالجمهور بمختلف فئاته، وأحمد الله على رصيدى السينمائى منذ بداية مشوارى، وتعلق الجمهور بشخصيات قدمتها فى أعمالى، كفيلم «السلم والثعبان» مثلاً، الذى ما زال محط اهتمام ومتابعة من الجمهور عند عرضه على الفضائيات رغم أنه مقدم منذ 18 عاماً تقريباً.