لمة العيلة.. الطبق الرئيسى: «رز باللبن الخض.. واللحم ضانى.. والحلو مفروكة»
أطباق الأرز باللبن الخض
تتميز مطروح ببعض المأكولات التى يحرص «أبناء البادية» على تناولها خلال شهر رمضان، تعكس طبيعة البيئة الصحراوية التى يعيشون فيها، حيث يحرص معظمهم على تناول لحوم الضأن، من أغنام البرقى التى تشتهر بها مطروح، وتعد من أجود أنواع اللحوم، واستخدام حليبها فى تصنيع السمن، وتناول الألبان من الماعز والإبل، وطهى مختلف الأطعمة، التى تكاد لا تخلو من هذه اللحوم. ويحرص أهالى مطروح على تناول الأطباق التى توارثوها عن آبائهم وأجدادهم، والتى ترتبط بشهر الصيام، مثل «الأرز بلبن الخض» ومعه «اللحمة الضانى»، ويتم وضعه فى «قصعة» كبيرة، يتم وضع «سلطانية» صغيرة فى منتصف القصعة مملوءة بالسمن البلدى المصنوع من زبد الضأن، والمعروف بـ«السمن الشيحى»، المخلوط بـ«عسل التمر»، وهو من أشهى المأكولات التى يقبل عليها أبناء مطروح، وتتميز بها المحافظة عن غيرها من المحافظات.
«لا بد من نحر ذبيحة أول أيام شهر رمضان»، بحسب ما أكد العمدة عبدالسلام الحفيان، شيخ إحدى القبائل فى مطروح، وتابع لـ«الوطن» قائلاً: «هذا ما تعلمناه من آبائنا وأجدادنا، كان والدى يدعو جميع أبنائه وبناته فى أول يوم، ونذبح خروفاً، كما كان يأتى بناقة نقوم بحلبها يومياً، وكان يذهب إلى سيوة قبل رمضان بأيام، ليأتى بالتمور، وكنا نأكل منها، كما كنا نقوم بعمل العزومات للأهل والأصحاب». أحمد شامخ، أحد أبناء قبيلة «أولاد خروف»، قال: «لرمضان عادات ارتبطنا بها منذ الصغر، ومنها مع بداية الشهر الكريم، يتجمع جميع أفراد الأسرة فى منزل العائلة، لتناول الإفطار مع الأب والأم، وفى اليوم الثانى يكون التجمع فى منزل والد الزوجة، كنوع من الترابط الاجتماعى، وأصبحت هذه العادة موروثة عند جميع أبناء مطروح». أما محمود منصور، من شباب مطروح، فقال: «نتناول طعام الإفطار، ثم نذهب بعدها إلى المسجد لأداء صلاتى العشاء والتراويح، وعند عودتنا للمنزل، من عادتنا إعداد وجبة نطلق عليها الضحوية، وهى عبارة عن تناول اللبن والتمر، وأيام أخرى نأكل الطبيخ والأرز من نفس طعام الإفطار، كما نأكل زيت الزيتون بجانب الطعام». وتعد أكلة «المفروكة» هى الحلو لأبناء مطروح، حيث إنها من الأكلات التى يشتاق إليها الجميع، لما لها من مذاق حلو وطعم لذيذ لا يعرفه إلا من تناولها من قبل، ويتم تناولها كطبق من الأطباق الحلوة فى توقيت ما بين الفطور والسحور، وتصنع من الخبز الرقيق، دون تخمير للعجين، وهى عبارة عن دقيق وماء وقليل من الملح، ليصنع من هذا الخليط خبز يسمى «المجردق»، يتم فرده على الصاج، ويشعل تحته الحطب حتى ينضج، ثم يوضع عليه التمر وزبد الضأن، وتقدم ساخنة مع أكواب «اللبن الخض»، الذى يمنع الشعور بالعطش فى نهار رمضان.