السحور فى المناطق الشعبية: قعدة حلوة بـ10 جنيه.. وبيض مدحرج من غير «مينيمم تشارچ»
«ماهر» يعد طعام السحور لأهالى «الضاهر»
السحور فى المناطق الشعبية له مذاق خاص، ويؤكد مدمنو الوجبة المكونة من فول، طعمية، بيض وبطاطس، سواء كانت على عربة متجولة أو فى مطعم شعبى، أن الطعم يكون فى أفضل حالاته خلال شهر رمضان، فى ظل مظاهر الاحتفال المنتشرة فى الحارات والأحياء، كما يرجّحه لدى المواطن سعره المتوسط، مقارنة بفاتورة السحور فى المناطق الراقية والمطاعم السياحية.
«هنا السحور بيقف على الفرد من 15 لـ20 جنيه، وبيبقى عبارة عن طبق فول بـ4 جنيه، وبطاطس بـ3 جنيه، و3 جنيه طعمية، مع البيض والعيش والسلطة»، يقولها السيد محمد، وهو ينتظر إقبال الزبائن عليه، لتناول طعام السحور، بداية من الـ12 بعد منتصف الليل فى حى «الحسينية» بالقاهرة.
يدير «السيد» مطعمه الشعبى منذ 20 عاماً، ويقوم بعمل الطعام يومياً بنفسه، ويضحك وهو يتحدث عن البيض المدحرج: «بيبقى مسلوق ومتحمر فى الزيت، والبيضة باتنين جنيه، وناس بتطلبه، وبنحرص تكون الأسعار لا غالية على الزبون الغلبان، ولا أرخص من كده، وإلا هنخسر».
الزبائن تأتى بداية من الـ12 صباحاً.. ويستمتعون بالأجواء الرمضانية
فى حى الحسينية أيضاً، كانت تقف «أم خلود» أمام أحد المطاعم لتناول طعام السحور: «بيكلفنى 15 جنيه مثلاً، فول وطعمية، وساعات أجيب بيضة باتنين جنيه ولّا حاجة».
فى ميدان الجيش بـ«الظاهر»، يقف ماهر شلبية أبوسعد، أمام عربة الفول الأشهر بالحى، حيث يعمل وأبناؤه كخلية نحل للانتهاء من إعداد كميات من الطعام تفى باحتياجات الزبائن، خاصة أن أهالى المنطقة وأصحاب المحال التجارية هناك اعتادوا على تناول وجبة السحور على عربته.
«وجبة الفرد عندى فى حدود 20 جنيه، بتبقى عبارة عن طعمية وبطاطس وفول، وفول بأنواع مختلفة إسكندرانى وحار وبالزبدة، ومفيش بيض اسمه مدحرج، كل واحد بيسمّى على مزاجه، كمان باعمل طبق بيض بالطحينة وعليه زيت بخمسة جنيه، أو أومليت عادى»، حسب «شلبية»، الذى يقف فى ميدان الجيش منذ عشرات السنين، منذ كان يبيع وجبة السحور بجنيه واحد و75 قرشاً: «زمان بقى، دلوقت طن الفول غلى، وإحنا بنحاول نكسب ومانجيش على الزبون».
يحاول مدحت سعيد، صاحب أحد المطاعم فى حى عابدين، أن يراعى ظروف المواطن الذى يقصده قدر الإمكان، وقام بعمل عرض على الوجبة، سحور بسعر موحّد قيمته 10 جنيهات: «طبق فول، طعمية، بطاطس وجبنة وكله بعشرة جنيه»، ويؤكد أن كثيراً من الزبائن يفضّلون السحور فى المناطق الشعبية، حتى لو قطعوا مسافات طويلة للوصول إليه: «الجو العام مبهج، وطعم الأكل أحلى، لأننا مش بنبخل على الزبون».