حقيبتي.. قنبلة ذرية
بيني وبين حقيبتي علاقة خاصة، ولأن حقيبتي ليست ككل الحقائب فعليّ أن أصف لكم هيئتها وما تحويه ومواقفي الطريفة معها حتى أنني أفكر جديًا في أن أكتب لها مذكرات، ولأنني أم وأعول وربّة منزل وسائق وخزينة وامرأة عاملة وزوجة ومسؤولة وموظفة و"صاحبة عيا"، فمن الطبيعي أن تجد بحقيبتي حفاظات أطفال.. حافظة جلدية تصلح لأن تكون حقيبة مستقلّة بذاتها.. علبة صلصة.. كيس ملح "سلف من زميلتي ف الشغل توفيرًا للوقت".. ساندويتشات وحلويات "تصبيرة وخميرة ف المعدة ونوايه تسند الزير".. ورقة طول بعرض بها طلبات المنزل من وإلى "ولازم أكون ناسية حاجة أو اتنين ع الأقل".. مفاتيح للمنزل والسيارة والدواليب والأدراج ومفاتيح لا أعرف سبب وجودها أصلا في السلسلة.. أوراق للعمل وملفات متناثرة شفراتها لا يفهما إلا الله ثم العبدة لله.. إبرة وخيط.. أزرار وسوستة ونثريات.. روشتات وأدوية وأقراص حمرا وخضرا وبكل الألوان.
ومن الطبيعي أن أتعرّض لمواقف محرجة بسبب هذة الحقيبة المعجزة ولا أنسى في اجتماع مجلس الإدارة حينما فتحت حقيبتي على عُجالة أمام المدير وبدلاً من أن أخرج الملفات أخرجت روزمة من الحفاضات وسط التعليقات المحرجة والضحكات.. وكثيرًا ما كنت "أدبّ" يديّ على حين غُرة في الحقيبة فتخرج بالدم.. فهي إما تصطدم بإبرة أو بمفتاح أو بآلة حادة "سكينة المطبخ مثلاً".. والكارثة الكبرى عندما أبحث عن شيء ما فلا أجده وأضطر لقلب محتويات المحروسة بحثًا عن الضالة المنشودة فلا أجدها إلا وقد تصببت عرقًا.. وبالطبع لا يمكنني أن أصف لكم حالتي وأنا أحاول لمّ شتاتها من جديد.. مؤكد أنني لست بحاجة لأصف لكم حجمها وهيئتها ووزنها الذي ضرب كل الأرقام القياسية.. أفكر بعد سنوات طويلة مع هذه الحقيبة المأسوية أن ألتحق ببطولات كأس العالم في رفع الأثقال.