باقة من زهور الثوم وثعبان فى كيس ساحر..!
فاطمة رشدي
من بين ذكريات كثيرة تبقى على الأيام، منها المبكى ومنها المفرح، اختارت لنا هذه المجموعة أربعة من ألمع نجوم المسرح فى عهده الذهبى
فاطمة رشدى: كسبت بديلتى الرهان فاضطررت إلى مغادرة الحفل إلى المسرح
أنا وبديلتى
قالت فاطمة رشدى:
دُعيت ذات ليلة من عام 1925 لحضور حفلة بيت من بيوت سراة القوم فى حى الحلمية.. لكنى انتبهت فجأة لأجد أنه لم يبقَ على موعد رفع الستار أكثر من ربع ساعة!
كانت معى بديلتى، وبهذه المناسبة أذكر أن المرحوم عزيز عيد كان يحتاط دائماً فيطلب أن يحفظ كل دور من الأدوار أكثر من شخص فى الفرقة، حتى إذا تغيب ممثل الدور لأمر من الأمور قام بديله بالتمثيل.
لكن المصيبة أن بديلتى لم تكن أقل منى إعجاباً بالحفل.. وفكرنا فى حل للمشكلة فخطر لنا أن نقترع.. فأخرجنا ريالاً فضياً واختارت كل منا أحد وجهيه.. ثم رميناه، فشاء سوء حظى أن تصيبنى أنا القرعة!
أسرعت أركب سيارة أحد الأصدقاء، فأوصلتنى بعد خمس دقائق.. لكن كم كانت دهشتى حين وجدت الفرقة تمثل رواية أخرى! فقد فطن الأستاذ عزيز إلى تغيبنا.. فرأى ألا يغامر بالاعتماد علينا، وأمر بتمثيل رواية غير التى نشترك فيها!
مدد يا رفاعى
وقالت عقيلة راتب:
لن أنسى ما حييت هذه الواقعة التى حدثت أثناء عملى بفرقة الكسار سنة 1936..
كان يشترك فى البرنامج ساحر، يؤدى بعض الألعاب الغريبة فى فترات الاستراحة، وكانت تساعده فى مهمته فتاة استأجرها لهذا الغرض، لكن فى تلك الليلة لم تحضر الفتاة.. وتوسل إلينا أن تتطوع إحدانا -نحن بنات أو نساء الفرقة- بالوقوف إلى جانبه ومساعدته وهو يؤدى ألعابه السحرية. وتورطت أنا.. كانت واحدة من تلك الحيل تتمثل فى ثعبان كبير يُخرجه من كيس..
كان الثعبان ساماً، أو هذا على الأقل ما قاله الساحر.. فلما أراد أن يخرجه من الكيس سقط منه على الأرض.. وفى هذه اللحظة بالذات شاء النور أن ينطفئ!
ومرت ثلاثون ثانية كأنها ثلاثون سنة.. ثم عاد النور لأجد الثعبان قتيلاً تحت كرسى أسقطته خلال محاولتى الهرب!
توم البساتين
وقالت زينات صدقى:
كنت أمثل «غادة الكاميليا» على مسرح رمسيس، ويتطلب الدور أن أقدم إلى حبيبى «أرمان ديفال» فى أحد المشاهد زهرة بيضاء من زهور «الكاميليا».. ولكنى قبل رفع الستارة بنصف دقيقة فتشت عن هذه الزهرة فلم أجدها، فقد نسى الشخص المكلف بإعدادها أن يفعل ذلك!
أخذت أصيح وكأن فى الصياح حلاً للموقف.. لكن الزملاء وعمال المسرح وقفوا جميعاً «مسمّرين»، لم يتحرك منهم غير الطباخ الذى كان يقوم بإعداد بعض الوجبات للممثلين بين الفصول.
يظهر أنه كان يقشر إذ ذاك «رأس ثوم».. فوجد فى يده الغلاف الخارجى لرأس «الثومة» ووجده شبيهاً بالزهرة البيضاء فتقدم يقترح أن أستعمله بدل الزهرة!