عاكف ..المرشد "الأمي"
عاد محمد مهدي عاكف من جديد للوقوف في قفص الاتهام ضمن لائحة طويلة من الاتهامات علي رأسها إهانة القضاء زالتحريض علي العنف.."عاكف" أول من فضح مخططات الجماعة في إعداد"مذبحة القضاة الجديدة" واعداد قانون جديد للسلطة القضائية يطيح ب 3500 قاضي من مواقعهم
لا يعتبر الكثيرون ما يقوله عاكف "زلة لسان" سرعان ما تعتذر عنها الجماعة الارهابية بل هي مجرد "بلونة اختبار" تنفذها الجماعة اذا مرت وتعتذر عنها اذا رفضت..عاكف اول من قال ان الجماعة يمكن لها ان تشكل جيش قوانه 10 آلاف مقاتل للقتال في فلسطين.. وتكررت تصريحات عاكف التي كشف فيها خبايا التنظيم
مولده تزامن مع مولد الجماعة المحظورة، تربى على أيدى قادتها، رضع مبدأ السمع والطاعة منذ صغره لدرجة أنه وافق على دخول معهد التربية الرياضية نزولا على رغبة قادة الجماعة. وفى عهده حصلت الجماعة على أكبر «شو» إعلامى بسبب ما أسمته مبادرة للإصلاح السياسى ثار حولها جدل كبير، رغم أنها مزيفة ولم تكن سوى البرنامج الانتخابى السابق لمأمون الهضيبى، وغيرها من المواقف الأخرى، حيث ظل مكان الجماعة المحظورة كعبة يحج إليها المرشحون تبركا فى رضاء المرشد عنهم ودعم الجماعة لهم فى الانتخابات، وعاد مرة أخرى للأضواء بتصريحات مثيرة سرعان ما تراجع عنها حول انتقاد «الهولوكوست»،
هو المؤسس الحقيقى للتنظيم الدولى للإخوان. إنه «محمد مهدى عاكف» مرشد جماعة الإخوان المحظورة. فى عام 1928 شرع «حسن البنا» فى إنشاء حركة الإخوان المسلمين بالإسماعيلية، وفى نفس هذا العام وتحديداً فى 12 يوليو ولد «محمد مهدى عاكف» فى كفر عوض السنيطة مركز أجا دقهلية، ولعل الارتباط فى المولد أصبح زواجا والتصاقا فى الوقت الحاضر الذى احتل فيه «عاكف» قمة الجماعة المحظورة منذ عامين عقب وفاة مرشدها السابق «مأمون الهضيبى»، وكان «عاكف» قد حصل على الابتدائية من مدرسة المنصورة، ثم التوجيهية من مدرسة فؤاد الأول الثانوية بالقاهرة، والتحق بالمعهد العالى للتربية الرياضية بأوامر «حسن البنا» وتخصص فى الملاكمة حتى يستطيع الاشتراك فى حرب فلسطين، واشتهر عن «عاكف» منذ صغره تطبيق مبدأ السمع والطاقة، فلم يناقش «البنا» فى قراره المصيرى بالالتحاق بمعهد التربية الرياضية، بل نفذ ولم يتظلم.. ولعله لهذا فيما بعد أجبر كل أعضاء الجماعة على مزيد من السمع والطاعة.
كل المراحل التى ارتبط بها «عاكف» بالجماعة تمثل محطات وأحداثا شهدتها حركة الإخوان، فإذا كان مولده تزامن مع مولد الجماعة، فإن التحاقه ارتبط أيضا بحدث عظيم للجماعة وهو اغتيال مؤسسها «حسن البنا»، حيث التحق «عاكف» بالجماعة فى عام 1948، وبعدها اغتيل «حسن البنا» ولم يتوقف ارتباط الأحداث طوال تاريخ «عاكف». ارتبط «عاكف» بعلاقة أبوية مع «حسن البنا» فى الأيام التى جمعتهما قبيل وفاة الأخير وتأثر بفكره، لكن كان الشيخ «محب الدين الخطيب» هو صاحب التأثير الأكبر فى شخصية «عاكف». وفور تخرجه عمل «عاكف» مدرسا للتربية الرياضية بمدرسة «فؤاد الأول» الثانوية، وتدرج فى مواقع الإخوان حتى وصل إلى رئيس قسم الطلبة عام 1954 ثم رئيسا لقسم التربية الرياضية بالمركز العام للإخوان حتى ألقى القبض عليه فى حادث اغتيال الرئيس جمال عبدالناصر والمعروف بحادث «المنشية»، وحكم عليه بالإعدام حتى تم تخفيف الحكم إلى الأشغال الشاقة المؤبدة، ويعتبر أحد خمسة من قادة الإخوان الذين أمضوا عشرين عاما كاملة فى السجن فى عهدى عبدالناصر والسادات بين عامى 1954 و1974، ثم خرج من السجن بعد أن أصدر الرئيس السادات قرارا بالعفو عن قيادات الإخوان وعين بعدها مديرا عاما للشباب بوزارة التعمير آنذاك.
بعد خروجه من السجن فكرت الجماعة فى إنشاء تنظيم دولى للإخوان المسلمين على غرار التنظيمات الشيوعية والصهيونية، فاستعانت الجماعة بمهدى عاكف ليبدأ رحلات سرية لإنشاء التنظيم حيث سافر عقب خروجه من السجن إلى الرياض ليعمل مستشارا للندوة العالمية للشباب الإسلامى ومسئولا عن مخيماتها الدولية ومؤتمراتها، وكان مسئولا بحكم منصبه عن مخيمات الشباب الإسلامى التى نظمت فى عدة دول إسلامية من بينها السعودية والأردن وماليزيا وبنجلاديش وتركيا واستراليا ومالى وكينيا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة.
ويبدو أن الحديث الدائم عن علاقة سرية وحوار خفى بين الجماعة المحظورة وبعض المسئولين الأمريكيين فى عهده عندما كان مرشدا واتساع دائرة الحديث عن الحوار السرى بعد فوز ثمانية وثمانين من أعضاء الجماعة المحظورة فى انتخابات مجلس الشعب يعود للخلفية الأمريكية لمهدى عاكف الذى استطاع بعلاقاته أن يساهم فى إنشاء أول مركز للإخوان بولاية نيوجيرسى بعد زيارة واحدة للولايات المتحدة، وبعد هذا انتقل فى نهاية السبعينيات إلى ألمانيا، حيث أسس المركز الإسلامى فى «ميونيخ»، وأصبح مسئولا عن الإخوان فى أوروبا.
لعبت المصادفة دورا كبيرا فى حصول عاكف على مقعد"المرشد"، فعقب عودته من الخارج انضم رسميا إلى مكتب الإرشاد عام 1987، وعقب وفاة الهضيبى ظهر جدل وخلاف داخل الجماعة حول المرشد القادم فتم طرح أسماء كل أعضاء مكتب الإرشاد الثلاثة عشر على أنهم مرشحون للمنصب إجباريا لأن منصب المرشد فى نظر الجماعة تكليف وليس تشريفا، ولعب الحظ دورا آخر عندما حصل على سبعة أصوات من أعضاء المكتب ليكون المرشد السابع. ولأن محمد مهدى عاكف يعرف داخل الجماعة بأنه "المرشد الأمى"، حيث لم يكتب أى كتاب أو ورقة عمل عن الجماعة أو عن فكره الخاص حول نشاط جماعة الإخوان داخل الشارع على خلاف المرشدين السابقين، وفى نفس الوقت لا يحب القراءة، فكان من الطبيعى أن تتورط الجماعة فى مشاكل بفضل الأمية الثقافية للمرشد كان منها تصريحاته حول «الهولوكوست» وأن هذا الادعاء الإسرائيلى مجرد أسطورة لا أساس لها من الصحة، ولكن سرعان ما تراجع المرشد عن هذه التصريحات وكأنها جريمة قام بها فى حق اليهود ولابد من أن يعتذر عنها، وعاد المرشد للإعلام مرة أخرى عندما ادعى أنه ممنوع من أداء فريضة الحج، ثم تراجع أيضا وقال: إن هذا خطأ إدارى.؟