"عبد العاطي": الممر الملاحي "فيكتوريا المتوسط" حلما لتنمية إفريقيا
وزير الري ورئيس هيئة قناة السويس
شهد الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والري، والفريق مُهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، ورئيس الهيئة العامة الاقتصادية لمنطقة القناة، وسفراء عدد من دول حوض النيل ودول الكوميسا اليوم الخميس، ختام فاعليات البرنامج التدريبي المتقدم لدول حوض النيل، والذي نظمته وزارة الموارد المائية والري تحت عنوان "الملاحة المائية الداخلية.. الفرص والتحديات"، بحضور اللواء ياسر جلال رئيس هيئة النقل النهري وممثل وزارة النقل، وممثلي مجموعة دول الكوميسا وبنك التنمية الإفريقي، وعدد من قيادات هيئة قناة السويس، وذلك بمركز المحاكاة والتدريب البحري التابع للهيئة بالإسماعيلية.
وقال الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، إن إفريقيا هي مستقبل التنمية والاستثمار عالمياً، وتضم العديد من الدول والأسواق الواعدة، مؤكدا أن قوة القارة الإفريقية في وحدتها وإحداث التكامل اللازم بين دولها وتعزيز قطاع النقل والبنية التحتية لمزيد من النمو والتقدم، ومن بين أوجه هذا التكامل البرنامج التدريبي الحالي والذي يعد خطوة مهمة في طريق تبادل الخبرات وبناء الكوادر البشرية وزيادة التبادل التجاري بين الدول.
وعبر الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري، عن سعادته لتواجده في ختام فعاليات البرنامج التدريبي المتقدم للأشقاء الأفارقة، موجهاً الشكر لهيئة قناة السويس وقطاع نهر النيل بوزارة الري على الجهد المبذول في تنظيم البرنامج التدريبي، متمنياً أن تصب الخبرة المعرفية التي تم اكتسابها ضمن هذا البرنامج في تأهيل الكوادر البشرية اللازمة لضمان نجاح المشروع الواعد.
وأكد وزير الري أن إنشاء ممر ملاحي بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط يعد حلماً لتحقيق التنمية والازدهار لشعوب القارة السمراء، لتحظى بمستقبل أفضل للأجيال الحالية والمستقبلية، وذلك بتعظيم الاستفادة من نهر النيل وتحويله من مجرد نهر مائي إلى محور للتنمية يعود بالنفع على دول حوض النيل، من خلال خفض تكلفة النقل وتقديم تسهيلات تجارية ومحلية وإقليمية، بما يدعم حركة التجارة والسياحة بين الدول المشاركة فيما بينها، ومع دول العالم وهو ما يسهم في تسهيل الوصول إلى الأسواق الإقليمية والعالمية، ويساهم في تقوية ودعم وضع المنطقة في النظام الاقتصادي العالمي.
ووجه وزير الموارد المائية والري الشكر للكوميسا على دورها الكبير في التنسيق بين الدول المشاركة في المشروع، كما تقدم بالشكر إلى البنك الإفريقي للتنمية لموافقته على تمويل المرحلة الأولى من المشروع وهى مرحلة دراسات الجدوى، متمنياً أن يستمر دعم البنك للمشروع في مرحلته الثانية، مؤكداً انه المشروع الصحيح للاستثمار.
وأعرب اللواء بحري ياسر جلال رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للنقل النهري، عن سعادته بتواجد الأشقاء الأفارقة في هيئة قناة السويس رمز التحدي والتصميم والإرادة، مما جعلها المكان الأنسب لتلقي التدريب وتبادل الرؤي، لاسيما في ظل المكانة الدولية الرائدة التي تحظى بها القناة في حركة التجارة الدولية، متمنياً أن يحظى نهر النيل بهذا الدور لتوثيق العلاقات والروابط بين دول حوض النيل.
ووجه الشكر للبنك الإفريقي للتنمية على تمويل المرحلة الأولى من دراسات الجدوى للمشروع، والتي شملت إعداد الدراسات القانونية والمؤسسية للمشروع، وتحديد احتياجات التدريب، وإعداد كراسة الشروط المرجعية للمرحلة الثانية.
كما أشاد بالبرنامج التدريبي الذي نظمته هيئة قناة السويس باعتباره مثالاً يحتذى به في التنظيم والإدارة للممرات الملاحية بأيدي خبرات مصرية خالصة، وهو ما يعد امتداداً لبرنامج بناء القدرات لأعضاء اللجنة التوجيهية للمشروع الذي تم بالمعهد الإقليمي للنقل النهري بالتعاون مع المعاهد البحثية بوزارة الموارد المائية والري.
وفي ذات الإطار تقدم برنار تزواندا ممثل مجموعة دول الكوميسا بالشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، معبراً عن فخره بتواجده في مصر، والتي تمتلك القدرة والأدوات التي تمكنها من قيادة مشروع عملاق مثل ربط بحيرة فكتوريا بالبحر المتوسط.
وأكد أن خبرة مصر في مجال النقل النهري كانت عاملاً مؤثراً في نجاح المرحلة الأولى من المشروع، كما أن المحاضرات والعروض التقديمية التي تميزت بها الدورة التدريبية أصقلت مهارات الكوادر المتدربة، مطالباً بزيادة عدد المتدربين في الدورات المقبلة، خاصة من السيدات لإحداث نوعاً من التوازن، كما يجب على المتدربين مشاركة الخبرات المكتسبة مع دولهم بعد عودتهم لتعظيم الاستفادة من المهارات والمعلومات المكتسبة من البرنامج التدريبي.
وقال الدكتور خالد العسكري ممثلاً عن مالين بلومبرج مدير مكتب البنك الإفريقي للتنمية: "مشروع الربط بين بحيرة فكتوريا والبحر المتوسط سيعمل على تحويل دول إفريقيا إلى دول مصنعة ومصدرة من خلال تسهيل انتقال البضائع من الدول الإفريقية بما يعمل على توفير فرص العمل"، معبراً عن سعادته بزيادة عدد الدول المشاركة في التجمعات المماثلة، فقد ارتفعت نسبة الدول المشاركة من 20% في عام 2016 إلى 25% في الدورة الحالية، وهو ما يدل على وجود تطور وزيادة وعي من الجميع بأهمية المشروع.
ولفت إلى أن التضاريس الصعبة للقارة الإفريقية تمثل عقبة لتنفيذ المشروع، وبالتالي على الدول المشاركة فيما بينها في تحسين البنية التحتية للقارة، وهو ما سينعكس مستقبلاً على زيادة التبادل العلمي والفني والتجاري بين الدول وبعضها البعض.
وأضاف أن البنك قام بتخصيص 650 ألف دولار لتمويل دراسات الجدوي للمرحلة الأولى من المشروع، مشيراً إلى أنه بعد نجاح المرحلة الأولى فالبنك الإفريقي سيدرس إمكانية المشاركة في المرحلة الثانية.
في الختام قدم الفريق مُهاب مميش درع قناة السويس الجديدة للدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري، والذي قدم بدوره درع الوزارة إلى الفريق مُهاب مميش، ثم كرما مجموعة المتدربين من دول حوض النيل وتسليمهم شهادات التكريم.
وقد وجه الفريق مُهاب مميش الدعوة للحضور للقيام بجولة بحرية في قناة السويس الجديدة، وزيارة موقع الأنفاق أسفل القناة لمشاهدة حجم الإنجاز على أرض الواقع.