صناعة الورق الوطنية تتحدى «طوفان الإغراق»
صناعة الورق الوطنية
تحت وطأة حرب شرسة، دارت على مدار الشهور الماضية، ضد صناعة الورق الوطنية، من جانب طوفان الورق المستورد، اضطر مجلس إدارة شركة «مصر إدفو لصناعة ورق الكتابة والطباعة»، قبل أيام، لاتخاذ قرار بالتوقف عن الإنتاج، بعد أن امتلأت المخازن عن آخرها بـ15 ألف طن من الورق، وعجزت إدارة المصنع عن تسويقها، رغم تخفيضها لسعر الطن بمعدل 2000 جنيه عن سعر التكلفة. وبينما كانت الشركة تجاهد لتدبير تكاليف الإنتاج المرتفعة، التى تشمل ضرائب قيمة مضافة وجمارك على كل الخامات ومستلزمات الإنتاج بما فيها «مصاص القصب»، وتصرخ مطالبة الحكومة بدعمها وإسقاط جانب من هذه الأعباء، كانت أطنان الورق المستورد، التى يقل سعرها عن المحلى بأكثر من 1000 جنيه للطن، تغزو السوق بسهولة، بعد نفاذها من الجمارك، متحررة من أى ضرائب، وأحياناً بدون جمارك أيضاً.
"الوطن" تطالب الدولة بالتدخل لضبط الأسواق
يحدث ذلك فى الوقت الذى تستورد فيه مصر 70% من احتياجاتها من الورق، بتكلفة لا تقل عن مليار ونصف المليار دولار سنوياً، وتحتاج لنحو مصنعين كبيرين آخرين، لتغطية احتياجات السوق من مختلف أنواع الورق، فى ظل تأكيدات خبراء عن إمكانية زراعة الأشجار التى تستخرج منها عجائن الورق محلياً، وتطلعات وآمال للتصدير أيضاً للأسواق العربية والأفريقية، لكنها «حرب الإغراق» القديمة بين المستورد والمنتج الوطنى، التى يشبهها قيادات الصناعة بـ«الاحتلال من بعيد»، مؤكدين أن انتصار المستورد فيها يقضى تماماً على صناعتنا الوطنية، ويرفع أسعار الورق مباشرة لـ3 أضعاف، بحسب تأكيدات الخبراء وقيادات شعبة الورق بالغرف التجارية، ما يستدعى سرعة الانتباه والتحرك من جانب الجميع.