عسكريون: تحويل حلايب إلى «مدينة» يحافظ على الأمن القومى
أكد خبراء عسكريون وتنمية محلية أن قرار مجلس الوزراء بضم مناطق شلاتين وأبورماد إلى «حلايب» وتحويلها إلى «مدينة» تتبعها قرى عديدة، قرار جرىء وحاسم يحفظ الأمن القومى والاستراتيجى لمصر، ويحسم أى أطماع من الجانب السودانى فى الحدود الجنوبية، وسيكون خطوة مهمة للقضاء على أى محاولات لتكوين خلايا إرهابية فى المستقبل. وأضاف الخبراء أن القرار أكد على «مصرية» هذه المنطقة، وأنهى أطماع السودانيين فى هذه المنطقة خلال عهد الرئيس المعزول، لافتين إلى أن تحويل حلايب إلى مدينة سيعيد لأهالى هذه المنطقة ثقتهم ويدعم عقيدة المواطنة فى نفوسهم وشعورهم بأنهم جزء لا يتجزأ من مصر.
قال الخبير العسكرى والاستراتيجى اللواء عبدالفضيل شوشة، إن هذا القرار جاء بعد سنوات طويلة عانى فيها أهالى حلايب وشلاتين من الإهمال الجسيم والتجاهل من جانب الأنظمة السابقة التى جعلت المواطن المصرى هناك لا يشعر بأنه جزء من مصر، مشيراً إلى أن قرار تحويل حلايب لمدينة لها «مجلس مدينة» يدخل فى نطاق الحكم المحلى هو خطوة جادة من جانب الحكومة لإعادة تخطيط هذه المنطقة وتنميتها، واصفاً القرار بـ«تمصير حلايب» بعد أن كانت السيطرة الدائمة عليها من الجانب السودانى.[SecondImage]
وقال شوشة إن إخضاع منطقة حلايب وشلاتين للحكم المحلى له أهمية استراتيجية كبرى تتمثل فى تمصير هذا المثلث الحدودى حفاظاً على الأمن القومى فى الجنوب، وإحكام القبضة على عمليات تهريب السلاح التى انتشرت سنوات طويلة من جهة الحدود الجنوبية، مطالباً الحكومة بالإسراع فى البدء بإقامة مشروعات استثمارية وتنموية وحوافز جذب السكان إلى هذا المثلث لاستكمال خطط الحفاظ على مصريته.
فيما اعتبر اللواء محمد على بلال، الخبير العسكرى، القرار تثبيتاً للأقدام المصرية فى المناطق الحدودية، وخطوة مهمة لتأمين هذه المناطق وإحكام السيطرة الأمنية والاستراتيجية والاقتصادية عليها، لافتاً إلى أنه كان أمراً غريباً ومثيراً أن تخضع أجزاء من أصل الأرض المصرية للإدارة السودانية خلال السنوات الماضية وفى عهد النظامين السابقين. وأوضح أن القرار يحتاج إلى قرارات فرعية لاحقة عليه مثل سرعة تعيين رئيس مجلس مدينة ووحدات محلية تابعة له من أهالى هذه المناطق حتى يشعروا بأنهم مصريون وجزء من هذه الأرض.
وقال الدكتور فريد عبدالعال، رئيس قطاع التخطيط الإقليمى والعمرانى بوزارة التنمية المحلية، إن مثلث حلايب وشلاتين شديد الحساسية وكان يحتاج إلى مثل هذا القرار الجرىء الذى يؤكد على أنه جزء من أرض مصر بعد أن كان المسئولون السودانيون يروجون ويلوحون أحياناً بأن حلايب جزء من أرض السودان وليس لمصر حق فيها، وكانوا يستدلون على مزاعمهم بتجاهل الحكومات المصرية المتعاقبة لهذا المثلث وإهماله.
من جانبه، تعهد اللواء أحمد عبدالله، محافظ البحر الأحمر، بتدشين مشروعات قومية وخدمية لدعم وتنمية حلايب وشلاتين، للإسهام فى خلق فرص عمل لأبناء الجنوب ودعم التجارة. وقال المحافظ فى تصريحات لـ«الوطن»، إنه سيتم إنشاء مجزر آلى بتكلفة 20 مليون جنيه للاستفادة من الثروة الحيوانية، خاصة الجمال القادمة من السودان، وإنشاء محطة تحلية مياه البحر لإنتاج 3000 متر مكعب يومياً، وتطوير مستشفى شلاتين المركزى وتحويله إلى مستشفى عام، وإنشاء مستشفى مركزى بحلايب، وتطوير جميع الوحدات الصحية بالقرى، كما أوضح أنه سيتم إنشاء 10 مساجد جديدة مع صيانة وتجديد وتطوير المساجد الحالية وإنشاء 10 مدارس للمراحل التعليمية المختلفة ورفع كفاءة المدارس الحالية، والتوسع فى العمارات السكنية والمنازل البدوية مع توفير منافذ لأسطوانات البوتاجاز، وإنشاء مخابز للخبز المدعم وإقامة ملاعب رياضية بمدينتى حلايب وشلاتين مع دعم مشروعات الثروة السمكية فى الجنوب، وإنشاء مصنع للثلج للحفاظ على إنتاج الثروة السمكية مع تطوير منظومة الكهرباء.