وزير الأوقاف: الإسلام دين الأمن لا يعرف الغدر ولا الخيانة
د. مختار جمعة - وزير الأوقاف
أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن الإسلام دين الأمن والأمان، وأن المؤمن لا يعرف الغدر ولا الخيانة، وأن "عهد الأمان" من جملة العهود التي أمر الشرع الحنيف بالتزامها.
وأكد الوزير في خطبة الجمعة اليوم بالدقهلية، على وجوب الوفاء بـ "عهد الأمان" ، وعدم نقضها، وقال إن "عهد الأمان" هو بمفهوم العصر الحاضر : "ما تمنحه الدولة من تصريح، أو تأشيرة، أو إذن بالدخول إلى أراضيها لأحد رعايا الدول الأخرى، سواء أكان سائحًا، أم زائرًا، أم مقيمًا، بموجب الأعراف، والمواثيق، والاتفاقيات الدولية في التعامل مع الدبلوماسيين، ومن في حكمهم، أو بموجب الاتفاقيات الثنائية بين الدول، بأي طريق من الطرق المعتبرة قانونا، والمعترف والمعمول بها لدى الدولة المضيفة، وفق قوانينها المنظمة".
وأضاف: "بمجرد حصول هذا الشخص على تصريح الإقامة، أو تأشيرة أو إذن الدخول أصبح له حق وحرمة داخل هذه الدولة، وأصبح هذا العهد الذي أعطته الدولة له مُلزمًا لكل مواطنيها، والمقيمين بها، لا يجوز نقضه، أو الالتفاف عليه، أو التحلل منه، لا شرعًا، ولا قانونًا، ومن رأى من عامة الناس مخالفة تمس أمن وطنه، أو تخالف النظام العام لدولته، فليس له إلا أن يرفع الأمر لأهل الاختصاص، حتى تتمكن أجهزة الدولة من محاسبته في ضوء ما تقتضيه وتنظمه القوانين، إذ ليس لآحاد الناس محاسبته على ما بدر منه، أو التعرض له بسوء، وإلا صارت الأمور إلى الفوضى وعدم الانضباط" .
وتابع: "مما لا شك فيه أن الوفاء بهذا العهد من أوجب الواجبات وألزمها شرعا، وقانونا، ووطنية، وإنسانية، فإذا كان ديننا الحنيف قد أعلى من شأن عهد الأمان، وجعل ذمة المسلمين في ذلك واحدة، بمعنى أن العهد الذي يقطعه أحد المسلمين على نفسه، يكون مُلزمًا لجميع المسلمين، فما بالنا إذا صار هذا العهد ميثاقا يضبطه وينظمه الشرع والقانون معا، يقوي كل منهما الآخر، ويدعمه، ويستوجبه، لا شك أن ذلك يقتضي الوفاء بالذمم والعهود، لا نقضها، ولا تضييعها، ولا حتى مجرد المساس بها".
كما أكد الوزير أن المسلم دائمًا مصدر أمن وأمانٍ، وسلمٍ وسلامٍ في كل مكان يحل فيه، في بلاده، وفي غيرها، فإذا انتقل المسلم إلى بلد آخر، سواء أكان من بلاد المسلمين، أم من غيرها، فإن التأشيرة التي تمنحها هذه الدولة له – كعهد أمان ، يأمن به على نفسه – هي في المقابل عهد أمان منه لأهل هذا البلد، يأمنون به على أنفسهم وأموالهم، ويُلزمه ذلك أن يخضع لقوانين هذا البلد، ويلتزم بها ، ويؤدي ما عليه بأمانة وصدق ، فيحرم عليه أخذ شيء من أموالهم بغير حق، أو الاعتداء على أعراضهم، أو الغدر بهم بأي صورة من الصور، حتى يكون خير سفير لدينه، ووطنه، وحضارته.
وقال إنه بمجرد دخول المسلم تلك البلاد قد التزم وعاهد الله على الوفاء، حتى لا يقع تحت طائلة قوله تعالى «وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ»، يقول الإمام الشافعي: إذا دخل الرجل دار غير المسلمين بأمان منهم، فلا يحل له أن يأخذ شيئا من أموالهم حتى ولو كانوا في حالة حرب مع المسلمين، لأنه إذا كان منهم في أمان، فهم منه في أمان مثله، ولأنه لا يحل له في أمانهم إلا ما يحل له من أموال المسلمين.
وأكد الوزير أن المريض أمانة في يد الطبيب، والخصوم أمانة في يد القاضي، والطلاب أمانة في يد المعلم، وهكذا في سائر المهن والحرف والصناعات، وكما علمنا نبينا«لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ، وَلَا دِينَ لِمَنْ لَا عَهْدَ لَهُ».