«طه وعلى» بطلان فى الابتدائية: بنعمل دور «سوبر مان» من غير مقابل
«حسن» مع الطفلين «طه وعلى»
طفل لم يكمل عامه التاسع وآخر يسبقه بعامين، يحلقان فى الهواء كفراشتين، يتشبثان بخيط ضعيف من الأمان، يتحركان بحذر حسب أوامر المدرب، ينطلقان من رأسه حتى يصلا إلى أعلى قمة السلم البالغة 9 أمتار، للمشاركة فى تقديم فقرة البامبوك. على هانى، فى الصف الثالث الابتدائى، وطه رأفت فى الصف الخامس الابتدائى، تعرفا على السيرك عن طريق الصدفة وخضعا للاختبارات وتم قبولهما من ضمن عدد كبير من الصغار العاملين فى السيرك القومى.
«اللى بيخاف ما بيكملش» يقولها الطفل «طه»، الذى يحلم بأن يصبح لاعباً كبيراً فى السيرك، لا يخشى خطورة الحركات وصعوبة التنفيذ التى لا تتناسب مع صغر سنه، يعلم أنه يقدم فقرة بدون مقابل مادى، ولا عقد يثبت وجوده، إضافة إلى انعدام وسائل الأمان والحماية، لكنه يفرح بنظرة أقرانه له داخل المدرسة وإشادة معلمه به أثناء الحصة فى الفصل، يشعر بفخر يجعله يستمر ويتحدى كل الصعاب ويتجاهل الإصابات التى من الممكن أن يتعرض لها، يحاول تعويض غياب العائد المادى بالفقرات الخارجية التى يقدمها فى مختلف المدن، ومنها مرسى مطروح وطنطا وشبين الكوم ورأس البر وغيرها، يتقاضى خلال الـ10 أيام 500 جنيه، لم يصدق نفسه فجميع من فى مثل عمره لا يتعدى مصروفهم اليومى 5 جنيهات: «بشترى حاجات لنفسى زى اللبس ومرة جبت تليفون»، يحكى أن كثيراً من زملائه طلبوا منه الذهاب للعمل معه لكنهم لم يفلحوا فى الاختبارات: «مش أى حد يشتغل الشغلانة دى»، مؤكداً أنه سبق وتعرض لإصابة خطيرة، حيث اصطدم بالسلم أثناء إحدى البروفات أثرت على قدميه وخضع فترة للعلاج حتى تعافى.
يتونس به «على هانى» الأصغر منه، يشاركه الفقرة بحماس ويستمد منه التشجيع: «نفسى أفضل ألعب لحد ما أكبر»، تجربة مثيرة يخوضها الصغيران لا تخلو من الخطر والمغامرة التى تفوق أعمارهما، لكن يبقى لديهما حس البطل الخارق يراودهما: «بتشقلب فى الهوا، والمدرب بيدوخنى وأنا فوق والناس بتصفق».