م الآخر| رسالة غرام
أكتب إليك اليوم لآخر مرة, لعلي أكون صادقة مع نفسي قبل أن أكون صادقة معك, صدق ربما يفيديني، ربما يحييني، ما دمت لم تستطع أنت، أكتب إليك لكي تنساني رغم أنني أحبك وسأحبك أكثر وأكثر عندما أستطيع نسيانك، أعلم أنك لن تنساني وستظل تحبني ما حييت، تتظاهر أنك لا تحبني وأعترف لك أن هذه قوة لا أحسدك عليها لأن أجمل ما في الحب هو أن تنطق شفتيك بكل ما تكنه بداخلك ولكنك لا تعرف هذا المعني, حتي اللحظات السعيدة التي تحتوي العاشقين ترفضها بل تعتبرها من نزوات المراهقين.
ستراني كل يوم في منامك, سأصبح شبحا من دون وجود يذكر ولكنك ستراني بين ثنايا الألم بين حنايا الضحكات, ستراني كلما أغمضت عينيك لتنام , سأرهقك سأطاردك ليس حبا في عذابك ولا استجداء لعطفك لأنني لا أريدك بعد اليوم, أصبحت بالنسبة لي ورقة قديمة تقبع في مكان ما ولن أكلف نفسي عناء البحث عنها, لأن البحث في الماضي يشبه عويل زوجة فقدت زوجا كانت تكرهه, لن أعلن أنني أكرهك ولكنني أستطيع أن أقولها بملأ فمي أنك أصبحت بالنسبة لي سرابا آراه من بعيد أتمني أن أصل إليه ولكن يملأني اليقين أنني لو وصلت إليه لن أجد شيئا يرضيني.
ربما تكون الآن مع امرأة غيري, هل تقول لها نفس الكلمات الساحرة التي لا أجد لك وصفا لتأثيرها علي وقتما قلتها, لكن الأن كلما تذكرتها أضحت تضحكني, أتخيلك الأن تمسك يدها, تقبلها , تقترب من أذنها وتهمس برقة مليئة شجن، وتقول لها أنت كل ما أملك, ليتني ولدت معك , ليتني ما بصرت امرأة غيرك قبل, هل تمنيت أن يكون وجهها هو آخر وجه تراه قبل أن تذهب إلي العلم الآخر, هل قلت لها أنك مستعد لأن تضحي بنفسك من أجل سعادتها, هل قبلتها؟ هل إنتظرت حتي تقبلك هي؟ هل شعرت بها وهي تتألم من فرط سعادتها وشفتيك تلتهم شفتيها؟ آه ليتني ما قبلتك يوما ما, ما زلت أشعر بأنفاسك تقترب مني ....
أحيانا لا نقدر معني الحب الصادق, أحيانا نرى فيه ضعفنا بل أحيانا نصل لدرجة الذل ولكنني كنت مستعدة لأن تذلني كل يوم حفاظا علي حب ظننته يوما ما سيكون هو كل شيء ولكني إكتشفت معك أنه لا شيء, اكتشفت أن الحب لا قيمة له مع رجل ياخذ بدون أن يعطي, مازلت أحبك .. مازلت أحب كل شيء فيك ... كل لحظاتي التعيسة ... كل قسمات وجهي الضاحكة تذكرني بك, ستراني كلما ضحكت, كلما حزنت ... ستراني في وجه كل النساء ... ستراني كلما نظرت في المرآة ... لن أقول لك أنني سأموت من دون حبك, أعرف جيدا أنني سأعاني ولكن معاناتي وحدي أفضل بكثير من انكساري وأنا بين يديك, لا شيء يدوم, الألم لا يدوم ولن أبقي تعيسة باكية علي أطلال فانية, سأصنع سعادتي وحدي, لن أخفيك سرا أنني ربما سأفضل العيشة وحيدة من بعدك خوفا من يعاد فتح الجرح, ولكن لما لا, فلا بد من فتح الجرح حتي أنظفه تماما منك, كنت معك كمريض يعرف مرضه جيدا ولكنه لا يريد أن يُشفي, الأن سأصنع سعادتي بيدي, سأكون ملك نفسي فقط .
قبل أن أختم خطابي سأذكرك ببيت من الشعر كنت دائما تخدعني به:
أحبك ما حييت وإن أمت ... يهيم بك عظم في التراب رميم