ضربة أمريكية جديدة للصين.. واشنطن تبيع أسلحة لـ تايوان
دبابة إبرامز
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، اليوم، أن وزارة الخارجية وافقت على بيع دبابات "أبرامز" وصواريخ "ستينجر" وعتاد مرتبط بها إلى تايوان في صفقة قيمتها 2.2 مليار دولار، وذلك جاء في إطار الحرب التجارية التي بدأها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الصين، ما يعد وسيلة للضغط على "بكين" وإثارة مخاوفها نحو احتمالية استخدام تايوان القوة في إدارة أزمتها معها.
وأوضحت وكالة التعاون الدفاعي والأمني التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية في بيان لها، أنها أخطرت الكونجرس بهذه الصفقة التي تشمل بالدرجة الأولى 108 دبابات من طراز "إم 1 إيه 2 تي أبرامز" و250 صاروخ أرض-جو قصيرة المدى، وصواريخ "ستينجر" المحمولة على الكتف وأكثر من 1500 صاروخ مضاد للدبابات من طرازي "جافلين" و"تاو" فيما لدى الكونجرس مهلة 30 يوما للاعتراض على هذه الصفقة، وهو أمر غير مرجح إطلاقا، وأضافت: "إن مبيعات الأسلحة التي طلبتها تايوان، لن تغير التوازن العسكري الأساسي في المنطقة"، وفقاً لوكالة "رويترز".
من جهته، قال سفير مصر الأسبق في الصين نعمان جلال لـ"الوطن": "الصفقة بين الولايات المتحدة وتايوان هي صفقة تقليدية لأن أمريكا تُعتبر تايوان قاعدة استراتيجية لها بعد أن تحولت الصين إلى الشيوعية"، ولفت إلى أن هناك علاقات وثيقة بين تايوان والولايات المتحدة الأمريكية وتستخدمها "واشنطن" كأداة للضغط على الصين وتهديدها حتى لا يظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضعيفا في إدارة السياسة الخارجية للدولة، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وأشار "نعمان" إلى أن تلك الصفقة تسببت في إثارة تخوفات الصين من احتمال حدوث مواجهة مباشرة مع تايوان في حل أزمتها الخاصة بالجزيرة، فالصين من مصلحتها التركيز على العلاقة بين أمريكا وتايوان، ويضيف: "تلك التهديدات نوع من السياسات الخارجية ولكن لن تحدث مواجهة عسكرية فعلية لأن ذلك سيترتب عليه دمار تايوان بالكامل، خاصة في ظل تسلح الصين بقوة"، مؤكداً أن تايوان تُعد أقرب للصين عملياً لأن هناك مليارات الاستثمارات التايوانية في الصين، إضافة إلى السياحة والتبادل التجاري العميق بين البلدين، ويوضح: "الأزمة أن الصين لا تزال لديها حساسية شديدة جدا في أي علاقات دبلوماسية تقام بين تايوان ودولة أخرى ولذلك الشرط الأساسي التي تعتمد عليه في علاقاتها هي أن الصين دولة واحدة".
كانت تايوان قد أعلنت في شهر يونيو، أنها طلبت رسميا من الولايات المتحدة بيعها هذه الأسلحة بهدف تحديث جيشها وتعزيز قدراتها الدفاعية أمام الصين، حيث تعتبر الولايات المتحدة المورد الرئيسي للسلاح إلى تايوان التي تعتبرها بكين إقليما منشقا، ولم تستبعد الصين استخدام القوة لإعادة الجزيرة تحت سيطرتها.
كما اعتبر "نعمان" أن قرار الإدارة الأمريكية بعقد تلك الصفقة مع تايوان دليل على سياسة أمريكا التي تهدف إلى كسر أي قوى أخرى تنافسها لإظهار مدى قوتها على المستوى الدولي، ونوه بأن تايوان تسعى للخروج من تحت سيطرة الصين وأن تستقل بذاتها كدولة، ويضيف: "تايوان لديها خطة ولا تتودد للصين وشعبها منقسم إلى نصفين منهم حزب متطرف يميني يفضل التعامل مع الجانب الأمريكي وهو الحزب الحاكم، وحزب آخر يميل للتعامل مع الصين".
وأعربت "بكين" عن مخاوفها الجدية من هذه الصفقة، مطالبة "واشنطن" بأن تعي الطبيعة الحساسة جدا والمضرة لقرارها بيع أسلحة لتايوان، وأن تلتزم مبدأ الصين الواحدة.
وتعتبر الصين تايوان جزءا لا يتجزأ من أراضيها ويحكم الجزيرة نظام منافس بعد سيطرة الشيوعيين على الحكم في الصين القارية عام 1949، في أعقاب الحرب الأهلية الصينية.
وفي السنوات الأخيرة حاذرت واشنطن إبرام صفقات سلاح كبيرة مع تايوان خشية إثارة غضب الصين، لكن الرئيس دونالد ترامب الذي انخرط في حرب تجارية واسعة النطاق مع الصين، أبدى استعدادا أكبر لتعزيز العلاقات مع تايوان وبيعها أنظمة تسلح متطورة.