"سفاري في الظلام".. "المكفوفون" يتحدون "الأسوياء" لأول مرة في سباق للإبل بشرم الشيخ
تجدهم دائما أصحاب قدرات خاصة ومتميزة، لا يعرفون المستحيل وليست حياتهم مجرد تعايش مع واقع فرضته ظروف قهرية وقدرية، فهم اجتازوا تلك المرحلة منذ زمن بعيد، وأصبحوا "مغامرين" من طراز خاص، ليس فقط لدخولهم عالم الرياضة المليء بالإثارة، وإنما أصبحوا رحّالة في صحراء الغموض، أنهم نجوم مهرجان "سفاري في الظلام".
يقولون عنهم "مكفوفين"، إلا أنهم ليسوا كذلك بل "موهوبين من طراز خاص"، اقتحموا عالم الخطر، وكانوا على موعد مع التحدي على أرض الفيروز، في رحلة تبدأ بالحب والألفة والمعرفة مع طراز فريد من الدواب، هي "الإبل" المحببة إلى قلب العرب، ومثلت في تاريخ العرب مسيرة التنقل والترحال في الصحراء، وسطّر لها الشعراء أبياتًا وقصائد بل ودواوين في مديحها، والتي أصبحت الآن من الماضي العريق، إلى واقع يستهوي الكثيرين ويتطلعون إلى أن يعيشوه، فتجد من يدفع الملايين للحصول على "الناقة العداءة" التي وصفتها قصائد الشعراء القدامى، وبعد تدريبها يستخدمها في المنافسات الرياضية، وتحديدًا في رياضة سباقات الإبل المشهورة بـ"سباقات الهجن".[FirstQuote]
الفكرة هي الأولى من نوعها في مصر، بدأت بـ"مبادرة" من الإعلامي المصري عبدالباسط عزب، أول مقدم برامج تلفزيونية من المكفوفين، ورئيس مهرجان نجوم العطاء، من أجل تنمية السياحة في مصر بالتعاون بين وزارة السياحة وجامعة الدول العربية.
"الأمر ليس مجرد مهرجان لتنمية السياحة، وإنما هو تجسيد للحياة البدوية الكاملة على أرض مدينة شرم الشيخ"، هكذا يصف الدكتور عبدالباسط عزب فكرته، موضحًا أنها ليست فكرة تنتهي بمجرد انتهاء الحدث، وإنما ستكون مهرجانًا سنويًا يُقام بشكل دوري وتحتضنه مدينة شرم الشيخ، لتكون نواة انطلاقه، ويتضمن فعاليات تتناول كل ما يتعلق بالإبل ومنتجاتها، حيث ستتم إقامة ندوات ومسابقات ومعارض تراثية تاريخية إلى جانب جزء سفاري يتخلله مسابقات بين الأسوياء والمكفوفين وركوب الإبل لدمج المعاقين والمكفوفين مع الأسوياء تطبيقًا لنظرية الدمج، بالإضافة إلى نصب خيام وأمسيات شعرية وحياة بدوية كاملة.[SecondImage]
المهرجان الذي سيعرف من خلاله العالم مواهب حقيقية لهم إعاقتهم الخاصة، تتحدى الأسوياء وتنافسهم في المخاطر والصعوبات، وليس ذلك فحسب، بل يتنافسون معهم في مبارزات شعرية، ويتلقون ندوات تثقيفية عن الإبل وحياتها وفوائدها، ويعيشون سهرات السمر البدوية في مدينة شرم الشيخ الساحرة.
"عزب" يصف المهرجان الذي سيبدأ في 26 مارس المقبل ويستمر إلى 30 من نفس الشهر، بأنه دعوة مفتوحة للمصريين والأجانب لرؤية ما لم يشاهدوه من قبل، "سيرون التحدي بين فاقدي البصر، وهم أشخاص كرّسوا حياتهم ليثبتوا للعالم موهبتهم، وأسوياء احترفوا سباقات الهجن في سباق مثير سيتحدث عنه العالم، وتنقله عدسة وسائل الإعلام المصرية والعالمية".[SecondQuote]
المسابقة التي ستبدأ على أرض مدينة شرم الشيخ في 28 مارس بعد يومين من المعايشة والانسجام بين المشاركين وبعضهم وللتعرف على ميدان السباق وأجوائه، قال عنها عزب: "ستكون لها شروط وقواعد تكفل الأمان والطمأنينة للمشاركين، فستبدأ بالفحص البيطري للإبل المشاركة، ثم الكشف الطبي على المتسابق وقدراته البدنية ثم فحص ميدان السباق، الذي سيكون على مسافة 1 كم، وفقًا للقواعد التي وضعتها اللجنة"، مؤكدًا أن جوائز السباق لها قيمتها المادية الكبيرة، وقيمتها المعنوية الأكبر في تنشيط الساحة المصرية، ودمج المعاقين في مجتمعهم، واصطحابهم في رحلة إلى عالم لم يعيشه إلا الأقدمون.
مهرجان سفاري في الظلام
مهرجان سفاري في الظلام
مهرجان سفاري في الظلام
مهرجان سفاري في الظلام