حماس والاحتلال الإسرائيلي.. تنبؤات بحركة قريبة في المياه الراكدة
غارات إسرائيلية على قطاع غزة - صورة أرشيفية
على ما يبدو أنّ الأمور تتحرك من جديد بين حركة حماس ودولة الاحتلال الإسرائيلي، ما يُنذر بأنّ الفترة المقبلة ستشهد تطورات بين الطرفين، ربما تكون مواجهة أو وساطة من دولة ما لتحريك المياه الراكدة.
استنفار أمني عال لحماس في غزة.. ومصادر إسرائيلية تتحدث عن تمرين عسكري واسع للحركة في القطاع يحاكي حدث أمني كبير
آخر التحركات كان استنفار حركة حماس قرب الحدود الإسرائيلية، إذ نقل موقع "آي 24" الإسرائيلي عن مصادر إسرائيلية، أنّ حركة حماس أجرت مساء أمس تمرينا عسكريا كبيرًا ومفاجئًا في قطاع غزة، نجحت خلاله في محاكاة سيناريو ضبط قوات خاصة أو حدث أمني كبير في قطاع غزة، وفي إطار التمرين أغلقت جميع المعابر البرية ومنعت الصيادين من الخروج إلى الصيد.
والمناوشات بين الاحتلال الإسرائيلي وحماس لم تهدأ مؤخرا، بعد الغارات المتواصلة على القطاع التي استهدفت مواقع لحماس وكان آخرها منتصف الشهر الماضي، إذ شنّ طيران الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات جوية، ما تسبب في دمار ممتلكات الفلسطينيين، إلى جانب مدفعية الاحتلال التي أطلقت عدة قذائف على أراض في رفح بغزة، مبررًا ذلك بالرد على إطلاق صاروخ من القطاع سقط على مدينة سديروت القريبة من حدود غزة، إلا أنّ ما حدث تسبب في حرب واسعة في 2014 حين بدأت قوات الاحتلال عملية "الجرف الصامد".
كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس
على جانب آخر، نقل الموقع عن مصادر ميدانية أنّ ما يجري هو مستوى عال من الاستنفار لدى حركة حماس وأجهزتها الأمنية والشرطية وحتى على مستوى كتائب القسام، كما انضمت إليه سرايا القدس التابعة للجهاد، وتم نصب حواجز كثيرة في مدينة غزة وشمال غزة وليس كل القطاع، وإغلاق المنافذ البحرية والبرية، وهناك تعميم أنّ قوة دخلت القطاع وليس من الواضح هويتها.
وفي سياق آخر ذكرت مصادر في الحركة الفلسطينية أنّها أحبطت مؤخرًا سلسلة مخططات إسرائيلية لاغتيال قادة في جناحها العسكري، بينما نقلت هيئة البث الإسرائيلية "مكان" عن تقارير أنّ أحد المخططات أحبِط من خلال القبض على عميل كان ينوي تسميم قائد كبير، مضيفة أن مصادر أمنية ذكرت أنّ أمن المقاومة رصد محاولات حثيثة من جهاز الأمن العام الإسرائيلي "شاباك" لتجنيد عملاء جدد خلال المدة الأخيرة، عبر ابتزازهم أو عرض إغراءات مالية عليهم.
وذكرت "مكان" أنّه في الوقت الذي كشفت فيه المصادر الإسرائيلية عن استقالة مسؤول عسكري كبير على خلفية "عملية خان يونس"، رجحت المصادر الفلسطينية أن يكون السبب الرئيسي للاستقالة عجز المسؤول ووحدته عن ردّ الاعتبار للمنظومة الأمنية طوال الأشهر الستة الماضية، بسبب فشله في تنفيذ عمليات ناجحة.
غارات إسرائيلية على "خان يونس"
الحركة ترفض طلبًا من دولة أوروبية للسماح بنقل رسائل من جنود إسرائيليين
كما ذكر موقع "آي 24" أنّه كشف النقاب عن أنّ حركة حماس رفضت طلبًا من دولة أوروبية للسماح بنقل رسائل من جنود إسرائيليين، تقول حماس إنّهم أسرى أحياء لديها، لصالح عوائلهم لتأكيد أنّهم أحياء.
ونقل الموقع عن مصادر أنّ جهة رسمية في إحدى الدول الأوروبية وجهت الطلب لقيادة حماس في الدوحة ولبنان، وبعد مشاورات جرت مع قيادة الحركة في غزة ونقل المقترح لقيادة كتائب القسام تم رفضه دون تردد.
وبحسب الموقع، المصادر أشارت إلى أنّ تلك الدولة تحركت أكثر من مرة في ملف صفقة التبادل، ولعبت دورا أيضا في صفقة جلعاد شاليط بين حماس وإسرائيل، وكانت على تواصل مع مصر آنذاك.
الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط برفقة رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو
وأشار الموقع إلى أنّ حماس ترفض الكشف عن مصير الجنود لديها دون ثمن، رغم محاولات نشرها فيديوهات ورسائل تلمح من خلالها على أنّهم أحياء عكس التقارير الإسرائيلية التي تتحدث عن أنّهم قتلوا وهم بمثابة جثامين محتجزة لدى حماس.
وتطالب حماس بالإفراج عن 56 أسيرًا فلسطينيا أعادت إسرائيل اعتقالهم بعد الإفراج عنهم في صفقة شاليط، الأمر الذي حاولت فيه عدة جهات من دول مختلفة التدخل فيه عن طريق الوساطة بين حماس وإسرائيل، إلا أنّ الحركة في غزة ترفض أي وساطة دون تنفيذ شروطها، وذلك بحسب ما قاله الموقع الإسرائيلي.
وأشار "آي 24" إلى أنّ حماس تحتجز الجندي أورون شاؤول والضابط هدار جولدين، إلى جانب المواطنين "إفرا منجيستو وهشام السيدة وجمعة أبوغنيمة"، لافتًا إلى أنّ حماس تتكتم على مصير المُحتجزين لديها، وترفض الإفصاح عن ذلك إلا بـ"مقابل".
وعادة ما تتدخل القاهرة لتهدئة الأوضاع التي تشتعل بين حماس والاحتلال الإسرائيلي، والتي كان آخرها في مارس الماضي، إذ تدخل الوفد الأمني المصري في القطاع بإجراء اتصالات لحركة حماس وحثهم على ضرورة ضبط الأوضاع الأمنية ومنع إطلاق الصواريخ، وذلك حسب التفاصيل التي كشفت عنها موقع "العربية" الإخباري.
ويؤكد الموقع أنّ الوفد اتصل هاتفيا برئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، وطالبه بالالتزام بالهدنة المبرمة، وفي الوقت ذاته نقل الموقع عن مصدر مصري، أنّ حماس اشترطت توقف إسرائيل عن عمليات استهداف منشآت الحركة ومكاتب القيادات، لتتوقف عن إطلاق الصواريخ، وأنّ حماس أكدت أنّ الصواريخ يتم إطلاقها ردا على التصعيد الإسرائيلي، وأنّها ملتزمة بأي مبادرات مصرية.
وفي هذا التوقيت، طالبت مصر قيادات حماس بالتزام الهدوء في قطاع غزة والتوقف عن أي ملاحقات أمنية تحدث في غزة، ووقف أي عمليات اعتقال تحدث، بهدف عودة الهدوء لغزة، إذ أجرت اتصالات بفصائل فلسطينية أخرى لتأكيد دعم الهدنة بشكل كامل وضرورة الالتزام بها، وأنّ الفصائل الفلسطينية أبلغت مصر بموافقتها على الهدنة دون أي شروط، وذلك بعد أنّ طلبت حماس من مصر التدخل لرفع الحصار عن القطاع والسماح بدخول مساعدات غذائية للقطاع والمساعدات الطبية، بينما أبلغت مصر إسرائيل بأهمية رفع الحصار عن القطاع وتخفيف الضغوط المفروضة عليه خلال الساعات الماضية.