بعيدًا عن القاهرة، وعلى شواطئ المحيط الهندي، في المالديف، تلك الجزر التي يقصدها السياح والمشاهير من كل حدب وصوب قاصدين الاستمتاع والاستجمام، كان حب مصر ينمو داخل قلب شاب ولد في "ماليه" عاصمة جزر المالديف، بسبب اختلاطه ببعض أساتذته وأصدقائه المصريين، حتى صار متيمًا بعادل إمام وفؤاد المهندس وعبدالمنعم مدبولي، ومشجعًا للأهلي ومحبًا للاتحاد السكندري، ومتقنا للغة العربية متحدثًا بطلاقة بالعامية المصرية، وكأنه تربى في إحدى حواري مصر القديمة.
عبدالله بدأ يتابع مصر منذ كان في العاشرة من عمره
عبد الله شاد محمد شاهد، صاحب الـ19 عامًا، بدأت رحلته مع مصر منذ كان في العاشرة من عمره، حين سمع عنها بعد ثورة يناير، وبدأ يتابع ما يحدث في البلاد من خلال نشرات الأخبار وبعض مقاطع الفيديو "بس مكنتش بعرف إيه اللي بيجرى في مصر أو تفاصيل البلد لحد ما وصلت للمرحلة الإعدادية".
أتقن اللغة العربية في المدرسة الإسلامية
في مقر دراسته بالمدرسة العربية الإسلامية في العاصمة المالديفية، والتي أتقن من خلالها اللغة العربية، درس بعض المقررات الأزهرية خلال المرحلة الإعدادية "كان المقرر بتاعنا في المدرسة مقرر أزهري وجالنا مدرسين من الأزهر فكنّا ندرس ونعرف أشياء كثيرة عن مصر يعني على أفواه أساتذتنا"، وذلك خلال زياراته لهم والتسامر معهم.
عقب ثورة 30 يونيو، وعن طريق "فيس بوك" الذي ألحق كلمة "المصري" باسم حسابه عليه، تعرف على أحد الأصدقاء من محافظة كفر الشيخ، والذي تعلم من الحديث المستمر معه بعض الكلمات العامية "جابلي كتاب زي قاموس كدة وكان فيه ترجمة كلمات من اللغة العربية إلى الإنجليزية وكان فيها شعبة عن اللهجات العربية فاتعلمت منها كلمات بسيطة" وهي التي انطلق منها لإتقان اللغة العامية.
عبدالله يعشق الفن المصري ومنه عرف العامية وأتقنها
"انفتاحي للثقافة المصرية بدأ بالتعرف على قراء مصر" كلماتٌ وصف بها "عبدالله" تأثير الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، وغيره من قراء مصر، في تعلقه بمصر، كما أن للفن المصري أثره البالغ فيه، فمسرحيات عادل إمام وأعمال فؤاد المهندس وعبدالمنعم مدبولي والعديد من الفنانين المصريين كان لها الفضل في إتقانه العامية المصرية.
عبدالله سيزور مصر لأول مرة في شهر نوفمبر
حب مصر ظل ينمو داخل قلب الشاب، ليبحث كثيرًا عنها، ويعرف الكثير "عرفت محافظات ومدن وأماكن كتير منها طنطا ومقام السيد البدوي اللي عرفت إنه إمام صوفي كبير"، لتمتد معرفته بأندية مصر، ويصير محبًا للأهلي ووفيًا ومشجعًا له بسبب حديث أصدقائه عنه، كما أنه يعرف الاتحاد السكندري جيدًا بسبب أحد أصدقائه المشجعين له، والذي زاره في المالديف حاملًا "اسكارف" مطبوعا عليه شعار سيد البلد.
إتقان "عبدالله" للغة العربية وحبه للحديث بها دومًا، كان مدخله للعمل مرشدًا سياحيًا للعرب في الدولة الساحلية "السياح كانوا بيتعجبوا من لغتي جدا وأنا صغير ويستغربوا إزاي ولد بالسن ده يتكلم عربي بالطلاقة دي".. لتأتيه فرصة اصطحاب أحد المستثمرين السعوديين في رحلته للمالديف عن طريق أحد أصدقائه، والعمل مترجما له، ليصبح بعد تخطيه حاجز الـ18 عامًا مرشدًا سياحيًا بشكل احترافي، للسياح العرب في المالديف.
طنطا ومقام السيد البدوي على رأس اهتمامات عبدالله في زيارته لمصر
"عبدالله" الذي يعشق مصر لم يسبق له زيارتها من قبل، ويندم أشد الندم على رفضه منحة للتعلم في الأزهر بسبب بعض أصدقائه الذين أثاروا مخاوفه من صعوبة الدراسة، إلا أن حلمه سيتحقق خلال أشهر قليلة "أخيرًا هزور مصر في شهر نوفمبر الجاي وهزور الأماكن والمحافظات اللي بحبها وهشوف أصدقائي".. كما أنه ينوي حضور إحدى مباريات الأهلي الذي يشجعه ويحبه، بجانب الاتحاد السكندري.
تعليقات الفيسبوك