«زيت وبطاقة وشيكولاتة وساندوتش».. إنت فى بلد الـ«c.c»
لافتات ممهورة بتوقيعات مواطنين، شاب يقتحم عربات المترو مبتسماً قبل أن ينادى: «بطاقة السيسى بنص جنيه.. الاتنين بجنيه»، فوزير الدفاع بالنسبة له وسيلة لكسب قوت يومه.
شاب آخر داخل مطبعته الخاصة، يمزج الألوان على قالب ثابت عليه صورة «المشير»، ومواطن فى الأربعينات من العُمر وجد فيه المخلص لمشاكله، فأغلق فمه بقفل حديدى لإزالة الشرطة للكشك مصدر أكل عيشه.
سيدة تصفع أحدهم على خديه، لأنه فقط هتف «يسقط يسقط حكم العسكر»، تلميذ يأتيه والده بملصقات يكتب عليها اسمه على كراسته المدرسية، يتوسطها صورة «السيسى»، أغنية كانت لمصر «تسلم الأيادى»، ثم تحولت وتحورت لتُصبح للسيسى.
كشك قرر صاحبة تعليق صورته عليه خوفاً من إزالته لعدم حصوله على ترخيص، ربة منزل قررت استخدام زيت «السيسى» فى مطبخها، علُه يعطيه نكهة مميزة، مطعم قرر تخصيص ساندويتش باسمه «السيسى ميكس»، مكدساً بقطع السوسيس وصدور الفراخ. على أطراف شارع عبدالخالق ثروت، يجلس «قدرى الشاذلى» على كرسى جلدى وثير، محاطاً بزجاجات معبأ داخلها زيت الطهى، وبجواره برطمان زجاجى مكتوب عليه «عسل السيسى»، وآخر من منتج آخر «سمن السيسى النباتى»، المشير بالنسبة له ليس شخصاً عادياً، فقد فاق تصوراته «ده الزعيم اللى كنا بنحلم بيه من زمان»، لا يخشى رئيس حزب النصر لومة لائم، ويرفض ما يلصق به من تهمة «تأليه الشخصيات». «الشاذلى» يؤكد أنه فقط يُطبق ما يقوله المشير، مضيفاً: «هو قال فى خطاباته إن الشعب لازم يشتغل»، وأنه قرر إظهار عمله على طريقته لتوصيل رسالة للسيسى ولبقية المصريين أنه يعمل ويمكنه فداء هذا البلد بروحه. د. أحمد عكاشة -رئيس الجمعية المصرية للطب النفسى- يحلل تصور المصريين لشخصية المشير عبدالفتاح السيسى بقوله إنه «الزعيم» الذى طال انتظاره، وهو أقرب النماذج للتفكير المصرى المتسامح والبعيد عن التطرف، واصفاً إياه بـ«الرصانة»، التى رجحت كفته لدى الجماهير وصارت تطالب بضرورة ووجوب ترشحه لرئاسة الجمهورية، قبل أن يستطرد: «يمتلك القدرة على الزعامة، وذلك لعدة أسباب، منها أنه يستطيع جيداً التحكم فى مشاعره، علاوة على امتلاكه الفراسة»، ويضيف «عكاشة» أن علم النفس يحلل شخصية «السيسى» بالغموض «محدش يعرف هو بيفكر فى إيه؟».
«تأليه الأشخاص» أمر لا يراه «عكاشة» فى شخصية «السيسى»، موضحاً أن صورته التى فى كل مكان، والمنتجات التى تحمل اسمه، ما هى إلا دليل على الحب المفرط من قبل مواطنين لشخصيته. «للأسف المصريون لم يعشقوا شخصية بهذه الدرجة منذ جمال عبدالناصر»، يتابع «عكاشة»: «المصريون أنهكتهم صناعة الفراعين.. وإذا سمح المصريون لأنفسهم بتحويل السيسى إلى فرعون.. لن يقبل هو ذلك، لأنه صاحب رؤية عاقلة متزنة»، معرباً عن خوفه من ترشحه لرئاسة الجمهورية «ساعات يكون الدخول إلى عالم السياسة يقهر المجد الذى حققه على الأقل داخل القوات المسلحة».