الأقباط يلغون وقفتهم بالمطار لاستقبال جثامين الضحايا.. واتجاه لـ«تصعيد القضية»
ألغى النشطاء الأقباط، وقفتهم التى كان مقرراً لها ظهر أمس، داخل مطار القاهرة، لاستقبال جثامين الأقباط السبعة المقتولين فى ليبيا على أيدى مجهولين الأحد الماضى، والتى كان مقرراً خلالها رفع الأعلام المصرية والصلبان والورود، وذلك بعد إصدار المشير عبدالفتاح السيسى، القائد العام للقوات المسلحة، قراراً بنقل الجثامين بطائرة عسكرية إلى مطار سوهاج، حيث مدفنهم، وأوضحوا أنهم سيعلنون خلال ساعات عن فعاليات لتصعيد القضية والمطالبة بالقصاص.
ومن المقرر -أثناء مثول الجريدة للطبع- إقامة صلاة الجنازة على الضحايا بكنيسة مارجرجس بمطرانية سوهاج، على أن يترأس قداس الصلاة الأنبا باخوم، أسقف سوهاج وتوابعها، وبعدها يتم دفن الضحايا بمسقط رأسهم بنجع مخيمر، التابع لمركز المراغة. وطالب الدكتور القس صفوت البياضى، رئيس الطائفة الإنجيلية، وزير الخارجية باتخاذ قرار ناجز وسريع حول حادث مقتل 7 أقباط بليبيا، ليبرد نار الأهل، وغضب كل المصريين، وشن هجوماً حاداً على الحكومة المصرية والليبيين، فى بيان أمس، قائلاً إنه لم يسمع أى ردود فعل تساوى هذا الحدث المروع، مع أن الدلائل الظاهرية واضحة بأنهم قُتلوا على هويتهم الدينية فى منطقة متشددة دينياً، وأن القتلى لم يذهبوا إلى القتلة بل استدرجهم القاتلون لقتلهم، ويمر الحدث وكأن شيئاً لم يحدث أكثر من أن السفارة تتابع التحقيقات فى حين أننا جميعاً كمصريين اهتزت مشاعرنا يوم أن قُتلت سيدة مصرية فى دولة أوروبية، وأقمنا الدنيا وأرسلنا المحامين ليقتصوا لنا من قاتلها، ولم يهدأ لنا بال حتى نال القاتل أقصى عقوبة وفقاً لقوانين تلك البلاد مع الحكم بتعويض مناسب.
وأضاف البياضى: أما وأن نكتفى بالإدانة عن استحياء لقتل 7 مصريين لا ذنب لهم ولا خيانة ارتكبوها إلا أنهم مصريون يختلفون ديناً أو عقيدة، فلست أظن أن ما فعله المسئولون يشفى غليل أهل الضحايا وجميعهم من الشباب الواعد الذين لم يرتكبوا ذنباً غير ضيق الحياة وندرة فرص العمل، وظنهم أن ليبيا بلد عربى ساهمت مصر الشقيقة فى تعليمهم وعلاجهم وتدوير دولاب العمل والإنشاء والبناء، ولم تبخل عليهم كبلد جوار مشترك فى الحدود، نتواصل معهم دون قيود، وتكون المكافأة قتلهم على الهوية ثم لا تتحرك مصر ولا تهتز لقتل هذا العدد من شبابنا، ونكتفى بالتعليق أننا ننتظر نتيجة التحقيق، وكنت أنتظر إجراء أكبر على الأقل مثل استدعاء سفيرنا فوراً حتى تأخذ مصر حقها المشروع إن كنا نرى أن هؤلاء المصريين لهم على وطنهم حق.
وواصل هجومه على الإعلام فى بيانه قائلاً: إن الإعلام رأى الحدث وكأنه حادث طريق، مر عليه مرور الكرام، وهم يعلمون أن فى البلاد التى تقـدر الأرواح، حتى حيواناتها لها احترامهــا، والقطط والكلاب لها تعويض الإصابة حتى ولو كانت عن طريق الخطأ، ولا يُسأل عن جنس الضحايا أو انتمائها أو تبعيتها لغنى أو فقير، وختم بيانه قائلاً: متى تعود للمصريين كرامتهم، وللمعتدين عقوبتهم، ولأهل الضحايا استحقاقاتهم التى لا تعوضها أموال الدنيا؟
فى نفس السياق، طالب ائتلاف أقباط مصر، رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية، بقطع العلاقات الدبلوماسية مع ليبيا لحين ضبط الجناة وتقديمهم للعدالة هم ومن يقف وراءهم من المحرضين على تلك الأعمال الإجرامية الطائفية، كما طالب فى بيان أمس، بالتحقيق ومحاسبة السفير بدر عبدالعاطى، المتحدث باسم الوزارة، على ما بدر منه من تصريحات كاذبة بأن خلفية الجريمة ترجع لإقامة غير شرعية للضحايا أو خلاف مالى بينهم وبين إحدى العصابات المسئولة عن تهريبهم لإيطاليا عبر ليبيا ولم يتحقق من الأمر، سارداً أسباباً غير حقيقية ومعطياً حججاً للخروج من الأزمة على حساب دماء الأقباط.
من ناحية أخرى، هاجم نجيب جبرائيل، رئيس منظمة الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان، وزارة الخارجية؛ لموقفها من مجزرة بنغازى، التى راح ضحيتها 7 أقباط، الأحد الماضى، على يد مجهولين بليبيا، وقال إنها ادعت كذباً وجود خلافات بين الضحايا ومرتكبى الجريمة لتبرير الحادث.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفى عقدته منظمة الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان، أمس، بحضور ممدوح نخلة، رئيس منظمة الكلمة لحقوق الإنسان، وسمير فرج، رئيس منظمة الأوفد الفرنسية، للحديث حول ضحايا الحادث الإرهابى فى ليبيا.
وأضاف «جبرائيل»، خلال المؤتمر الذى أقيم تحت عنوان «مجزرة المصريين المسيحيين فى ليبيا.. هل هى نهاية المطاف؟»، أن المجزرة البشعة للسبعة مصريين العاملين فى ليبيا اهتز لها العالم بأكمله، خصوصاً أن عملية القتل جاءت نتيجة ديانة الضحايا.
وأكد أن هذا الحادث ليس الأول من نوعه الذى يطول المسيحيين العاملين فى ليبيا، مشيراً إلى أن السلطات المصرية تقاعست عن أداء واجبها ودورها فى حماية المصريين بالخارج، محملا المسئولية الكاملة للسلطات الليبية التى لم توفر وسائل الحماية والأمن للمصريين العاملين على أراضيها، موضحاً أن دور وزارة الخارجية اقتصر على نقل الضحايا على نفقة الدولة فقط.
واستنكر «جبرائيل»، التصريحات التى وصفها بأنها غير مسبوقة ومستفزة من قبل السفير بدر عبدالعاطى، المتحدث باسم وزارة الخارجية، الذى قال إن الحادث جاء نتيجة لخلافات مالية، رغم أنه كان فى دولة الكونغو وقت وقوع الحادث.