حلمي "نزهة نيلية"
أحلم أن أذهب إلى عملي بالأتوبيس النهري الذي أصبح أثرا، ، فالإهمال الذى أصابه وأصبحت أعداده قليلة جعلت منه وسيلة نقل خرافية وأسطورية، رغم مزايا الانتقال به ومتعة التأمل في النيل الرائع، رغم الكدر والهموم التي تحيط به من قاذورات وإهمال، لكن هذا لا يفسد حلمي في الوصول إلى عملي والرجوع منه عن طريقه، بدلا من زحمة المواصلات والأتوبيسات البرية المتوحشة المكتظة بالركاب والمضايقات والتحرشات .
الكثير لا يفهم أن الذهاب إلى العمل بوسيلة نقل مريحة وآمنة تزيد من كفاءة وإنتاجية الفرد، عندها يكون الواحد منا قادرا على العطاء والتبسم في وجه الآخرين، وقضاء مصالح الناس بوجه بشوش مرح، ناقشت الفكرة مع صديقاتي اللواتي انفجرن بالضحك بسبب سذاجة حلمي، رغم معاناتهن في المواصلات مثلي، حتى المترو لم يعد وسيلة مريحة بسب الازدحام الرهيب .
عندما أخبرت زوجي بحلمي هذا لم أسلم من سخريته، وعرضت عليه أن يوصلني في طريقه للعمل بسيارته "الفيات" موديل 95، وتعلل أن طريقنا ليس واحدا، فعملي في اتجاه وعمله في الاتجاه المخالف والمسافة بينهما تسبب له تأخير ساعة كاملة عن العمل، مما يسبب له خصما بالمرتب وتوبيخا من رئيسه بالعمل ، وما زلت أحلم بنزهة نيلية حتى ولو في شم النسيم !