على ظهر لوحة بانر ممتدة إلى 200 متر على أرض الممشى السياحي بمدينة بورسعيد، التف ما يزيد عن 3000 محب قوامهم الأساسي هو الأطفال، ممسكين بفرشاة وبجانبهم أوعية الألوان أو على أدق تعبير تشاركوا الألوان ووزعوها فيما بينهم مستخدمين في ذلك "ألعاب وجردل البحر" التي جاؤوا بها بمجرد أن بُسِطت اللوحة، وبدأوا يرسمون ما هو محفور في أذهانهم، فخرجت اللوحة في النهاية معبرة عن شريط مدن القناة، طابعها الأغلب هو مشاهد البحر والبيوت والحياة الساحلية.
ألوان و"جرادل" البحر مشهد جمع 3000 شخص يرسمون معالم بورسعيد
كان ذلك المشهد هو ما حلم به شادي قطامش، 28 سنة، بعد أن تخرج في شعبة الديكور بمعهد الفنون المسرحية، فبجانب أعماله المسرحية، لا يتوانى شادي ابن محافظة المنصورة، في التجول بأدوات الرسم بين الكباري والميادين ومواقف السيارات، محاولا بذلك تطبيق مبدأه الفني وهو ضرورة خروج الفن إلى الشارع بعيدا عن أجواء المعارض والورش الفنية المغلقة، وقد كانت البداية عندما خرج بأدواته وجلس يرسم ما يجول في خاطره على كوبري قصر النيل وتبعه موقف عبود ومدينة الشيخ زايد والمدارس وغير ذلك، وبمجرد خروجه يتجمع المارة ويتحول العمل الفردي إلى سلوك جمعي.
يستعين في ذلك بالأدوات المتاحة أيًا كانت، بحيث يصبح الفن في مقدور الجميع، وبحيث يمكنه الاستمرار، كما مكنته خبراته تلك من اختيار ظهر "البانر" حيث خشونة الملمس مما يساعد على تثبيت الألوان ولانخفاض تكلفته، كما يمكن أن يتم تقطيع اللوحات الكبيرة لأجزاء ووضعها في مداخل المدن للدعاية السياحية لها والتوعية قبل الوصول إليها.
شادي قطامش: مبدأي ضرورة خروج الفن للشارع بعيدا عن المعارض المغلقة
الوجود بالفن خارج القاهرة، حيث يقيم، قرار اتخذه الشاب العشريني، وكانت البداية في محافظة بورسعيد حيث أبدى اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد و المخرج محمد الدسوقي، المستشار الثقافى للمحافظ ، ومديريات التربية والتعليم بالمحافظة، استعدادًا تاما لجمع الأطفال من المدارس، وتوفير كل الإمكانيات اللازمة في فعالية الممشي السياحي أول أمس.
تحت شعار "الفنان ابن بيئته" الذي يرفعه قطامش، انطلق هو والأطفال يرسمون ما يجول بخاطرهم، ويحكي لـ"الوطن" "اللوحة في النهاية متناغمة على الرغم إن كل طفل كان بيرسم بطريقته بس كان بيجمعهم بيئة ثقافية واحدة وكونت في الآخر لوحة تعبر عن خط القناة".
في البداية وفقا لـ"قطامش" كان الأطفال المدعوين من المدارس مترددين ولكن بمجرد أن سُكِب لون على اللوحة وطلب قطامش من أحد الأطفال أن يرسم ما يشاء، فتجمع كل المارة والأطفال والكبار الذين كانوا يتنزهون على شاطئ بورسعيد، في مشهد تفاجأ منه ابن المنصورة، حيث انتهت اللوحة الكبيرة في ساعتين وهو ما يعتبره رقمًا قياسيا وساهم ولو بالقليل في دعم الهوية والثقافة، مما جعله يخطط الآن لتنفيذ مبادرة مماثلة في الإسكندرية والمنصورة، حيث ولد، والقاهرة، حيث يقيم، متمنيا أن يصبح فاعلا في الحياة الثقافية في مصر وأن يتعاون جميع الفاعلين فيها لخدمة الفعل الفني، رافعا شعار "القادم مدهش".
تعليقات الفيسبوك