"الغنوشي" يحاول تشويه "30 يونيو" في واشنطن.. وباحث أمريكي: المصريون أجبروا "النهضة" على تقديم تنازلات
بدأ راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة التونسية، المنبثقة عن التنظيم العالمي لحركة الإخوان المسلمين، زيارة إلى واشنطن حظيت باهتمام وسائل الإعلام ومراكز الأبحاث الأمريكية.
وبدأ الغنوشي زيارته بإلقاء محاضرة بمعهد "كارنيجي"، تناول خلالها الوضع السياسي في تونس والدستور الجديد، وقال إن حركة النهضة أثبتت من خلال تجربتها أنه لا تعارض بين الإسلام والديمقراطية، وأنها بذلك قد كممت أفواه المشككين سواء في الداخل أو الخارج.
وأضاف أن التجربة الديمقراطية التونسية وتجربة حركة النهضة قد أثبتت للعالم أن حركة النهضة كانت أول مَن وقف في صف الحرية والديمقراطية وتبجيل مصالح الوطن على السلطة والحكم.
واعتبر رئيس حركة النهضة التونسية، أن تجربة الانتقال الديمقراطي في بلاده تُعد الأفضل من بين بلدان الربيع العربي من حيث المدنية والسلمية، في حين أن بلدان الربيع العربي الأخرى جنحت إلى العنف و"الانقلابات العسكرية".[FirstQuote]
وفي الإطار نفسه، وعلى الرغم من محاولات الغنوشي تشويه النموذج المصري بوصف ثورة 30 يونيو بـ"الانقلاب العسكري"، وصف الباحث الأمريكي ناثان براون، التونسيين بأنهم الأكثر استفادة مما جرى في مصر، وقال الباحث- في تحليل نشره معهد كارنيجي- إن الشعب التونسي استفاد كثيرًا مما حدث في مصر، وأدى التأثير المصري إلى تزايد التوترات بين الإسلاميين والعلمانيين في تونس، وكان للتأثير المصري حضوره في إجبار إسلاميي تونس إلى التنازلات وتقديم الحلول الوسط حتى لا تفشل تجربتهم كما حدث للإخوان في مصر.
وأضاف الباحث أن التأثير المصري على الوضع التونسي ظهر فور الإطاحة بالمعزول مرسي في يوليو الماضي؛ إذ انقسمت السياسة في تونس فاعتبر الغنوشي أن ما حدث في مصر انقلاب ودخل في توترات مع القاهرة، بينما شرع العلمانيون في استنساخ تجربة حركة "تمرد" المصرية ومحاولة تكرارها في تونس، وعلى غرار ما فعلته حركة تمرد المصرية كانت تمرد التونسية تطالب بحل الجمعية الوطنية التأسيسية وإجراء انتخابات مبكرة.[SecondQuote]
ومع نهاية يوليو 2013 تم اغتيال السياسي اليساري التونسي محمد براهمي، وألقت المعارضة التونسية باللائمة على حركة النهضة التي فشلت في القضاء على المتطرفين، وبدأوا يشرعون في استنساخ فعلي للنموذج المصري والتوجّه لاحتجاجات شعبية كبيرة مع تشكيل "جبهة الإنقاذ الوطني التونسية"، وبدأت الأحزاب التونسية تدعو للدخول في عصيان مدني للضغط على حكومة النهضة.
ويضيف ناثان براون أنه "مع ازدياد نبض الجرأة في شرايين المعارضة التونسية، سيطر القلق على حركة النهضة خشية أن تواجه مصير الإخوان في مصر، وقدّم حزب النهضة تنازلات في الأسبوع الأول من أغسطس الماضي، وطرح فكرة التغيير الحكومي مع التمسّك بعدم حل الجمعية الوطنية التأسيسية.
ويشير ناثان براون إلى أن قلة الاحتجاجات في الخريف دفعت الإسلاميين والعلمانيين للدخول في التفاوض والقبول بحلول الوسط، وتم وضع إطار لحل الأزمة السياسية في تونس بموجب هذا الإطار تخلى حزب النهضة عن السيطرة على الحكومة، وتم إصدار دستور جديد في 26 يناير الماضي مع انتظار إجراء انتخابات خلال هذا العام.
ويأتي هذا فيما أكد معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى على وجود روابط بين حركة النهضة التونسية وبين جماعة "أنصار الشريعة" في تونس، والتي تم تصنيفها مؤخرًا كمنظمة إرهابية، ووفقًا للباحث هارون زيلين فإن هذه الجماعة المتطرفة المتهمة بالتورط في العنف السياسي الذي تعرّضت له تونس خلال العامين الماضيين جمعتها روابط بدأت داخل السجون مع أعضاء حركة النهضة، وتواصلت هذه الاتصالات مع الصعود السياسي لحركة النهضة داخل تونس، إذ صاحب هذا الصعود السياسي لـ"النهضة" الإفراج عن قيادات وأعضاء هذه الجماعة من السجون التونسية بعد الإطاحة بالرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي.