زينب رمضان: لا أريد التوقف عن عملى يوماً واحداً.. وأتمنى نشر ثقافة "الطاقة الذكية" فى مصر
زينب رمضان عبدالمنعم
تخرجت زينب رمضان عبدالمنعم، بنت مدينة دراو بمحافظة أسوان، فى كلية الهندسة فى 2017، بتقدير امتياز على مدار خمس سنوات، ثم تقدمت إلى التسجيل لدراسة الماجستير، وحصلت على المركز الأول، التحقت بالعمل فى شركة «بنبان» للإنشاءات، التى تعمل فى مجال الطاقة الشمسية، منذ أيام قليلة كانت إحدى الشخصيات المتميزة التى كرمها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى مؤتمر الشباب السابع بالعاصمة الإدارية.
وتحدثت «زينب»، ابنة جنوب مصر، فى حوارها لـ«الوطن»، عن طبيعة عملها ورؤيتها لصعوبات هذه المهنة، حيث تعد أول فتاة مصرية تلتحق بها، كما تحدثت عن دور والدتها فى دعمها، وكواليس مشاركتها فى مؤتمر الشباب، كما وجَّهت رسائل لوزير الكهرباء وللشباب المصرى.
وإلى نص الحوار:
خريجة الهندسة لـ"الوطن": تكريم الرئيس السيسى فى "مؤتمر الشباب" مكافأة "من ربنا ليّا"
كيف جاءت مشاركتكِ فى مؤتمر الشباب؟
- لم أتقدم ولا أعرف كيف تم اختيارى، بل فوجئت باتصال من منظمى المؤتمر، وعرضوا علىَّ المشاركة فى فيلم سيتم عرضه خلاله، وهو «بطل كل يوم»، وتم تصويره من بداية خروجى من المنزل إلى العمل وصولاً إلى انتهاء اليوم، وقالوا إن الفيلم يشارك فيه أكثر من بطل وسيتم تركيبه، وبعدها بعدة أيام كلمونى مرة أخرى وقالوا الرئيس سيكرمك فى المؤتمر، ولم أكن أتخيل أن مجهودى ستتم مشاهدته لهذه الدرجة التى تجعل الرئيس يكرمنى، وأشعر أنه «مكافأة ربنا لى»، وقد سمعت كلمات من أسرتى ومن خارجها مثل «أنتِ شرفتينا، أنتِ شرفت بلدنا» ووصلتنى رسائل من أناس لا أعرفهم يقولون أنت «مثل أعلى لنا»، ولم أكن أضع التكريم فى حسبانى، فهو موضوع اخترق أحلامى، كونه اعترافاً بتعبى، جعلنى أفكر فى تقديم الكثير لبلدى.
الشباب أصبحوا مسموعين.. ووصلتنى رسائل من أناس لا أعرفهم تقول "أنتِ مثل أعلى"
ما أهمية مشاركة الشباب فى مؤتمرات الرئيس عموماً برأيك؟
- مهم جداً، فالشباب أصبحوا مسموعين، فمن قبل لم يكن لهم صوت خصوصاً طلاب الجامعات، بل كنا نسمع أنهم «دول عيال»، لكن من خلال مؤتمرات الرئيس تمكنوا من المطالبة بحقوقهم ومن التعبير عن وجهات نظرهم، وأصبحنا نرى نماذج ممتازة من هؤلاء، والحقيقة بعضهم لديه أفكار جديرة بالاستماع إليها.
ما طبيعة عملكِ؟ ولماذا اخترتِ مهنة تقتصر على الشباب فى مصر؟
- أعمل فى هندسة الكهرباء تخصص اختبارات لحالة الكابلات فى موقع إنشاء محطات الطاقة الشمسية، واختبر الطاقة بعد الانتهاء من إنشاء المحطة وتفاصيلها بالكامل، أنا أحب هذا المجال وأنا أرغب فى إثبات نفسى فى العموم بمجال الهندسة، وعندما اخترت الدراسة فى كلية الهندسة لم يكن هناك قسم طاقة شمسية، لكن اخترت الكهرباء، ولذلك من الطبيعى أن أعمل فى المواقع، كما أواصل السنة الثانية من دراسة الماجستير، وأنا شخصية «باحب الشقا»، وأتعب لكى أصل إلى ما أريد، وأشعر بقيمة ما أحققه من إنجاز، وأقول دائماً أنا مهندس ولست مهندسة.
ما تفاصيل يومك؟
-أستيقظ من النوم الساعة الثانية صباحاً، وأنتظر الباص يمر علىَّ الساعة الثالثة والنصف فجراً، والطريق إلى الشغل يستغرق ساعة، فأصل الرابعة والنصف، وخلال نصف ساعة أجهز العدة والعمال وننزل إلى الموقع ونبدأ عملنا الفعلى فى الموقع فى الساعة الخامسة صباحاً، ومن المفترض أن أنهى عملى فى الواحدة والنصف ظهراً، لكن فى الغالب يكون هناك ضغط شغل، فأرجع فى بعض الأيام فى التاسعة أو العاشرة مساءً، ولم أتغيب يوماً واحداً من عملى، وأحياناً أعمل فى أيام الإجازات الأسبوعية، فى أحد أيام الجمع كنت المهندسة الوحيدة فى الشغل بناء على طلب الاستشارى الأجنبى الذى أوكل إلىَّ مهمة خاصة فى المحطة.
ما أبرز الصعوبات التى تواجهينها فى هذا المجال؟
- لا أرى أى صعوبة فيه، لكن الناس ترى أنه صعب فى مواعيده، لأن الموقع فى الصحراء بأسوان ودرجة الحرارة تصل إلى 50 مئوية، والمكان الذى نعمل فيه أكثر نقطة تتركز فيها الشمس، لكن كل هذه الأمور لا تمثل لى صعوبات لأننى أحب عملى، وأريد إثبات نفسى.
أقول لـ"وزير الكهرباء": أتمنى السماح للفتيات بالعمل فى أقسام الصيانة والتشغيل
ما رسالتكِ لوزير الكهرباء والطاقة؟
- أتمنى أن يتاح لنا عمل فى مجال الكهرباء، وأجد بعض الفرص فى «الطاقة الشمسية» لكنها ما زالت لا تتقبل فكرة «تشغيل البنات» فى أقسام الصيانة والتشغيل.
أقول لـ"الشباب": "اشتغلوا بجد وإخلاص"
ماذا تقولين للشباب؟
- أقول للشباب عموماً والبنات خاصة «لو أنتَ أو أنتِ مصدقين نفسكم اشتغلوا بجد وإخلاص وسوف تصلون إلى ما تتمنون وستصلكم المكافأة بأى شكل، وللبنات: جازفى وخوضى المعركة، والبنت تقدر على العمل فى أى مجال طالما هى تجد نفسها فى هذا المجال، وإذا آمنَت بقدرتها ستصل إلى ما تتمنى، البنت إذا كان لديها العلم والمعلومات فى المجال الذى اختارته لنفسها فما المانع من تحقيق النجاح، أما فرص العمل فهى موجودة لكنها تحتاج لمجهود وصبر».
ما طموحاتك فى الفترة المقبلة؟
- أحلم بأن أواصل عملى بلا توقُّف وتطوير نفسى، وأن نطور الشركة البسيطة التى شاركت فى تأسيسها أنا ومجموعة من الزملاء (4 مهندسين)، والمشروع عبارة عن نماذج بسيطة لمشاريع توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، وأحلم أن تكون أكبر شركة بالعالم، ونشرِّف مصر فى هذا المجال، وهذا مشروع تجريبى، كما أتمنى أن يكون فى كل مكان مشروع للطاقة الشمسية.