أسرة خالد: «صورونا قبل ما تدفنونا»
«تعالوا صورونا قبل ما تاخدونا جثث»، نداء أطلقته الأسرة لكل من تعرفه، فهم على يقين أن الأجل قد حان، بسبب إهمال وفساد ضيع كل آمالها فى تحسين أحوالها يوماً ما. الأسرة المكونة من 5 أفراد، الأب «خالد فهمى» والأم صفاء، و3 أبناء، عاشوا سنوات عمرهم فى شقة بسيطة فى حى الدقى، قبل أن يستيقظوا فى نوفمبر الماضى على صوت آلات بناء تشرع فى تعلية مخالفة للعقار المكون من 5 أدوار. «العقار إيجار قديم إزاى يأخذ رخصة بناء عليه»، قالها «خالد» وهو يروى لرئاسة حى الدقى مشكلته، بعدما انهارت قطعة من السقف عليهم.
ما بين الحى، ومحافظة الجيزة، تسرى الشكوى ببطء، فى الوقت الذى تسارعت فيه أعمال البناء بالدور المخالف لدرجة أن الأسرة لم تعد تأمل فى نتيجة الشكوى، قدر ما تنتظر القدر، وتقول صفاء: «إحنا مستنيين العمارة تقع فى أى وقت.. مستنيين الموت». تذكر الحى الشكوى، فأرسل فى أوائل يناير موظفاً ليكتب تقريره حول العقار، لتأتى التوصية بإزالته أو تنكيسه، ليتحايل صاحب العقار على قرار التنكيس، ويكتفى بإعادة دهان الواجهة الخارجية للبناية دون أن يرمم المناطق التى حدثت فيها شروخ.
أعادت الشروخ العميقة رسم ديكورات شقة «خالد»، يرى الرجل وأسرته الشارع من خلال الشقوق، ويرسمون لوحة الانهيار والموت تحت الأنقاض فى كوابيسهم، كل محاولات الأسرة لمنع البناء باءت بالفشل، وكل التحرك الحكومى جاء متأخراً، ولم يعد أمام الأسرة سوى انتظار الموت، أو الخروج من العقار دون أن يكون لهم مأوى.