وزير المياه الفلسطيني لـ"الوطن": "تل أبيب" سرقت 96 % من مواردنا المائية
أكد الدكتور شداد العتيلي، وزير المياه الفلسطيني، أن الأراضي الفلسطينية تواجه أزمة "شح" حاد في المياه، بسبب استيلاء إسرائيل على المصادر المائية الفلسطينية، بينما شدد على أن الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة حوله إلى سجن كبير يضم مليون و600 ألف سجين، واصفا إسرائيل بالدولة "العنصرية" التي لا تقبل بـ"مبدأ الدولتين".
وقال الوزير الفلسطيني لـ"الوطن" إن "إسرائيل تتحكم بقطاع المياه الفلسطيني ومشروعات الصرف الصحي وتستخدم المياه كسلاح للضغط علينا مشيرا إلى أن ما يتاح لنا لا يتجاوز 6 % من مصادر المياه في الضفة الغربية، وسرقت 96 % من هذه الموارد، موضحا أن متوسط نصيب المواطن الإسرائيلي 5 أضعاف نصيب المواطن الفلسطيني، بينما تصل حصة المستوطن الإسرائيلي في الضفة الغربية إلى 20 ضعف نظيره الفلسطيني،فيما تتمتع قرى آخرى بنصيب أكبر يصل 90 ضعفا مقارنة بالفرد الفلسطيني". وشدد على أن المستوطنات الإسرائيلية تنهب المياه الفلسطينية و"تحرمنا من الوصول إلى مصادر المياه، ولدينا قرار أممي بأن المياه حق إنساني ونحن محرومون من هذا الحق، كما أننا محرومون من المياه النظيفة، وهو يماثل الحق في الحياة كما يحدث في قطاع غزة، وعلى العالم أن يتحمل مسئولياته وأن يقول لإسرائيل "كفى"، ورغم أننا وافقنا على حل الدولتين إلا أن إسرائيل "قتلت" هذا الحل".
وأشار وزير المياه الفلسطيني إلى أن العالم سيتحمل نتيجة صمته المتواصل تجاه الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، والجرائم الإسرائيلية، موضحا أن القضية التي تؤرقنا هي إنشاء محطة تحلية لقطاع غزة، مشيرا إلى أنه يجري التنسيق بين السلطة الفلسطينية والبنوك والمنظمات الدولية لاستجلاب الدعم المادي والسياسي للمشروع الذي تصل تكلفته إلى 500 مليون دولار وهو المشروع الوحيد الذي تم التصديق عليه من الاتحاد من أجل المتوسط، ومن المقرر الانتهاء منه بحلول عام 2022 ، مشددا على حاجة بلاده للحماية الدولية في حال تنفيذ مشروع تحلية المياه بغزة حتى لا يتكرر سيناريو قصف إسرائيل لمحطة الكهرباء الوحيدة في غزة خلال عدوانها علي القطاع، ومشاركة العديد من الدول في تمويل المشروع يمنحه حماية سياسية، لأن الوضع في قطاع عزة "مأساوي" لأن به مليون و600 الف مواطن.
وأشار العتيلي إلى أنه من الصعوبة التوصل لحل عادل لقضية المياه في ظل استمرار النهب الإسرائيلي لنهر الأردن والأحواض الجوفية ومصادر المياه الفلسطينية، مما يصبح معه تنفيذ مشروع التحلية لمياه البحر في قطاع غزة، أحد المشروعات الاستراتيجية في القطاع تصل طاقته الإنتاجية إلى 100 مليون متر مكعب سنويا، معولا على أهمية الربط الكهربائي الثماني مع مصر لدعم تنفيذ المشروع.
وقال وزير المياه: "الوضع السياسي في المنطقة معقد بسبب غياب الأفق السياسي، مما نتج عنه أزمة حل الدولتين، لأن إسرائيل تفرض حل الدولة الواحدة، وهي تسعى بخطى "حثيثة" نحو الدولة العنصرية، لكن حتى مع غياب الأفق السياسي فالناس تريد أن تشرب، لذلك سواء تم الحل السياسي أو لم يتم فإن مشروع تحلية مياه البحر في غزة سيكون حيويا، ويجب أن يخرج إلى الوجود حتى لا تتعمق المأساة في غزة وستكون هناك كارثة إنسانية سيتحمل العالم مسئولياتها وإسرائيل هي التي خلقت هذه الأزمة ورسخت لها بالحصار المفروض على القطاع.