تمسك بسكين حاد وتقطع اللحم المتراكم أمامها، تتناثر الدماء على ملابسها فلا تبالى وتواصل مهمتها بقوة تتناقض مع عمرها، حيث بلغت الـ70 عاماً، فى محلها الكائن بمنطقة كرموز، غرب الإسكندرية، تقف عواطف محمود، أمام طشت ممتلئ بـ«سقط اللحوم»، حيث تبيع إلى جانب اللحوم البلدية، لحمة الغلابة من ممبار وكرشة ولحمة رأس بأسعار زهيدة، وازداد الإقبال عليها خلال عيد الأضحى.
عملت «عواطف» بالجزارة وبيع سقط اللحوم منذ أكثر من 40 عاماً، مهنة اعتادت على ممارستها مع زوجها، الذى يعمل موظفاً فى شركة حكومية وقرر فتح محل لبيع اللحوم: «ساعتها وقفت مع زوجى فى المحل، قلت له الشغل مش عيب»، وبعد وفاة زوجها منذ أكثر من 10 سنوات، اعتادت على الوقوف بمفردها وتحمل المسئولية بدون مساعد: «خلفت 4 أبناء أكبرهم حاصلة على بكالوريوس تجارة، والصغرى على مؤهل متوسط، أهم حاجة حريصة عليها هى تعليم ولادى، اتحملت مسئوليتهم وربيتهم وبشقى عليهم»، مشيرة إلى أنها فى أغلب الوقت تمارس حركات عضلية عنيفة، حتى تقدر على سن السكاكين وتقطيع اللحوم: «المهنة مش سهلة وأنا ست كبيرة».
ورثت المهنة عن زوجها وتحملت مسئولية المحل وأولادها بمفردها
بمجرد حلول ذى الحجة، تستعد «عواطف» بأنواع مختلفة من اللحوم، سواء التى يكثر على شرائها الغلابة أو المقتدرون: «أنا ببيع سقط اللحوم دايماً، بس من وقت للتانى ببيع الشمبرى والضانى خصوصاً فى الأعياد والمواسم»، مشيرة إلى أن سعر الممبار يبلغ نحو 40 جنيهاًً للكيلو الواحد، والكرشة نحو 14 جنيهاًً، ولحمة الرأس بـ50 جنيهاً، والكارع الواحد لا يقل عن 100 جنيه.
تعليقات الفيسبوك