تمكين الشباب بين السماء والأرض.. إقصاء حزبي وفرص حكومية
رؤساء الأحزاب
تعمل القيادة السياسية على تمكين الشباب وتوفير فرص حقيقية للقادة منهم، فالأعوام السابقة شهدت تعيين عدد من شباب البرنامج الرئاسي في مواقع نائب ومساعد وزير ومحافظ، إلى جانب تخصيص كوتة للشباب في المجالس البرلمانية والمحلية.
وأفرز ذلك وجود أكثر من 150 شابًا في البرلمان، ولم يكن دعم الدولة للشباب فجائي ولكن سبقه تدريب وتأهيل لهؤلاء الشباب من خلال البرنامج الرئاسي للتأهيل والقيادة تحت إشراف رئاسة الجمهورية، وخرج هذا البرنامج 3 دفعات، ثم إنشاء الأكاديمية الوطنية للتأهيل والتدريب والتي تدرب الشباب المصري وكذلك الأفريقي على القيادة.
ورغم كل هذه المجهودات من جانب الدولة ما زالت الأحزاب السياسية التي كانت تطالب بهذا التمكين قبل ثورتي يناير ويونيو فاشلة في تمكين الشباب ومساعدتهم على تولي المواقع القيادية المختلفة، بل يزاحم هؤلاء الشباب قادة الأحزاب في أغلب المواقع، فمن بين 90 حزبًا سياسيًا لا يوجد رئيس حزب عمره يقل عن 40 عامًا سوى حزب مستقبل وطن، كما أن أغلب المكاتب السياسية والهيئة العليا لها تكون الغلبة فيها لمن هم فوق 35 عامًاـ وهناك أحزاب قليلة اختارت شبابًا في المواقع القيادية وعلى رأسها حزبي "مستقبل وطن" و"المؤتمر".
"التجمع": الجميع يترشح.. لكن النجاح حليف من يحظى بثقة الأعضاء فقط
وحول ذلك، علق عاطف مغاوري نائب رئيس حزب التجمع، بقوله إنَّ تمكين الشباب لا يكون من خلال المواقع القيادية في الدولة أو الأحزاب، ولكن بإعطائهم فرص جيدة للتعلم وبناء جسم صحي قادر على العمل وتوفير فرص عمل حقيقية.
وأضاف "مغاوري"، لـ"الوطن"، أنَّ مصر فعلت ذلك من خلال تبني نظام التأمين الصحي الشامل وبرنامج "100 مليون صحة" وكذلك منظومة التعليم الحديثة التي تبني عقولًا تبحث وتفكر ولا تحفظ مثلما كان في الماضي، إلى جانب افتتاح عدد من المشروعات العملاقة والتي توفر ملايين الفرص للشباب.
وأوضح أنَّ التمكين الحقيقي لا يكون من خلال تعيين الشباب في مناصب وزارية لأن المنصب الوزاري لا علاقة له بالعمر لكنه منصب سياسي يتطلب شخص حزبي يمتلك سياسات يجرى بتطبيقها عندما يتولى الموقع الوزاري، منوها بأن أغلب الاحزاب تفتح باب المشاركة للجميع كبار وشباب ومن يحصل على ثقة الأعضاء من يفوز بالموقع والذي يراه أعضاء الحزب جدير بهذه المسؤولية ولدينا شباب في مواقع قيادية كثيرة.
المؤتمر: 70% من المواقع القيادية شباب
ويقول الربان عمر صميدة رئيس حزب المؤتمر، إن 70% من قيادات الحزب شباب، مؤكدا أنهم عينوا شبابًا في العشرينات من عمرهم كأمناء عموم مساعدين واعضاء في المجلس الرئاسي، لافتا إلى أنه جرى تعيين اثنين من الشباب كنواب لرئيس الحزب بل إن كثير من الشباب أمناء محافظات ومراكز ومدن، متابعا: "حزب المؤتمر يتمنى أن بقية الاحزاب في مصر تنتهج هذا النهج وتثق بكل أكبر في الشباب".
وأضاف صميدة، أن الشباب المصري أصبح لديه قدرات هائلة بفضل برامج التدريب التي حصلوا عليها في البرنامج الرئاسي والاكاديمية الوطنية للتدريب وكذلك خلال ورش وجلسات مؤتمر الشباب السبع المحليه ومنتدى شباب العالم في نسختيه والملتقي العربي الأفريقي، منوها بأ الجيل الحالي من الشباب أصبح لديه مهارات القيادة وتحمل المسؤولية وسنكون في حالة طمأنينة على مستقبل مصر معهم.
الناصري: تنسيقية الأحزاب تؤكد إعطاء القيادات للشباب فرص حقيقية
ويقول الدكتور سيد عبدالغني رئيس الحزب الناصري، إن شباب الأحزاب لم ينتظروا قياداتهم لكي يتم تمكينهم بل اسسوا تنسيقية تضم 25 حزبا سياسيا، مستكملا "نحن كرؤساء أحزاب وافقنا على هذه التنسيقية ونعطيها كل الدعم وهذا خير دليل على اننا لا نقف امام الشباب"، مؤكدا أنه في المستقبل القريب سيتولى شباب الثلاثينات والعشرينيات والأربعينيات المواقع القيادية في أغلب الأحزاب بسبب غياب جيل الوسط عن كثيرا من الأحزاب وسيحلوا محل جيل الكبار والوسط.
وأضاف "عبدالغني"، أن "المستوى العالي الذي شاهدنا عليه شباب مصر في مؤتمرات الشباب وهم يتحدثون في نماذج المحاكاة ويمتلكون معلومات كثيرة، وخبرات هائلة وحضور وثقة في الأداء يجعلنا نثق في أن الشباب قادر على القيادة في المستقبل، ونحن في الحزب الناصري لا نمانع من ترشيح الشباب على أي مقعد ولا نضع أي شروط تعجيزية في الترشيح".
الوفد: سندفع بالشباب في انتخابات المحليات
ويقول ياسر الهضيبي المتحدث باسم حزب الوفد، إن الشباب هم المستقبل وأمل مصر وحزب الوفد ضم في الهيئة العليا الاخيرة عدد كبير من الشباب ويعمل الحزب من خلال الهيئة العليا على ضم عدد كبير من الشباب في المواقع القيادية، منوها بأن المستشار بهاء أبو شقة مؤمن بالشباب ويعطي لهم فرصة كبيرة في الحركة وتاسيس المعسكرات للتدريب والتأهيل.
وأضاف الهضيبي، أن الحزب يركز على ترشيح الشباب والمرأة في الانتخابات المحلية المقبلة لإيمانة بدور الشباب في مواجهة الفساد وتطوير المدن والقرى.