كتبت أمس عن د. عصام حجى، المستشار العلمى لرئيس الجمهورية مدافعاً عنه فى الهجمة الشرسة التى يتعرض لها، بعد انتقاداته الحادة لاختراع الجيش الخاص بجهاز تشخيص وعلاج مرضى فيروسى سى والإيدز، كتبت مدافعاً عنه ضد تخوينه، وضد اعتباره طابوراً خامساً، وضد وصفه بالخيانة لمجرد أنه انتقد الجهاز.
أكدت أن عصام حجى أخطأ، فهو من قلب المطبخ، أو هكذا يصور للناس، باعتباره مستشاراً علمياً، وهو المنصب الذى قبله وتحدث عنه فى مؤتمر صحفى من قلب الرئاسة، ولذلك كان يجب أن يرفع تقريره للرئاسة عن الجهاز قبل أن يتحدث للإعلام، وافترضت حسن النية فى الرجل، ورفضت، وما زلت أرفض تخوينه أو اعتباره جزءاً من مؤامرة على مصر، وكل ما يوجه إليه من اتهامات أعيب على من يطلقها ولا دليل عليها أو منطق وإنما هى جزء من حالة رد الفعل العشوائى الغوغائى والملىء فى نفس الوقت بالحماس للمؤسسة العسكرية، وهو حماس ما لم يوظف فى إطاره الصحيح ينقلب إلى حماس مرضى
كتبت كل ذلك قانعاً مقتنعاً، وما زلت
لكن عصام حجى أدهشنى أمس
وجعلنى أضرب كفاً بكف
فـ«عصام» اختار أن يرسل لعدد من الصحفيين ومعدى البرامج رسالة نصية من تليفونه المحمول، كتب فيها نصاً: «نظرا للظروف المؤسفة التى يمر بها العلم، أجلت زيارتى إلى مصر حتى لا أزيد من حالة الاحتقان الإعلامى، لأنها ليست هى الحل لهذه الأزمة»!!!!!!!!!!!
علامات التعجب من عندى، فالدكتور «عصام» نصب نفسه أخو (العلم) الصغنن
وقد أخبره (العلم) بأنه يمر بظروف مؤسفة
ففضل عصام حجى أن يؤجل زيارته لمصر من أجل أن يجلس مع العلم ويعمله (كمادات)
وهو يفعل ذلك حتى لا يزيد من حالة الاحتقان الإعلانى لأنها ليست هى الحل للأزمة!!!!!
الغريب أن عصام حجى، الذى أحترمه وأقدر جهده العلمى، لا يريد زيادة الاحتقان، ومع ذلك فقد اختار أن يرسل نفس الرسالة للعديد من الصحفيين ومعدى البرامج، لينزل الخبر، ويظهر عصام حجى وكأنه معترض على الحالة المؤسفة التى وصل لها العلم.
ما هكذا تورد الإبل يا عم عصام. استقل لو أنك مستشار للعلم الذى يمر بحالة مؤسفة بدلاً من مراسلة الصحفيين ومعدى البرامج. اخرج فى بيان رسمى لتوضح ما حدث مثل أى عالم يحترم نفسه ولا يتصرف بعشوائية لأخذ الشو الإعلامى كاملاً والظهور بمظهر «أخو العلم الزغنن».
ناقش ما تم -بما لك من اتصالات وبوصفك مستشاراً للرئيس- مع المسئولين، وحقق فى الأمر، وأصدر توصياتك فى تقرير رسمى صارم، أو بيان رسمى واضح وليس فى تصريحات صحفية، وتسريبات مقصودة، وادعاء بأن ما تفعله لن يزيد الاحتقان، بينما ما تفعله هو أنك تزيد من دوائر الجدل وعلامات الاستفهام حولك.
فند ما حدث مع جهاز الجيش الذى (فرشت له الملاءة) فى تقرير رسمى وارفعه لرئيس الجمهورية، ولوزير الدفاع، بما لك من صلاحيات وعلاقات، وبدلاً من أن تزيد الطين بلة فيما يخص علاقة الناس البسطاء والإعلام بعالم محترم مثلك، قل خيراً أو اصمت.
يا عصام.. حدثنى عن العطب الذى يصيب علماء يهتمون بالشو الإعلامى أكثر من اهتمامهم بتقديم كشف حساب عما قدموه حقيقة لبلادهم التى تباهى بهم بين الأمم وتنتظر منهم كثيراً. حدثنى عن تصريحات صحفية سابقة لك حول إصلاح منظومة التعليم، وأخبرنى ماذا تعرف عن منظومة التعليم فى مصر، وهل جلست مع وزير التعليم أو نسقت معه لتقدم هذه الرؤية التى أوهمتنا فيها بأنك وضعت نظاماً (مايخرش الميه) ولم تهتم حتى بمتابعة الأمر، ولا التسويق له كما تسوق لنفسك..
يا عصام.. الدنيا فى مصر مليئة عك.. تقوم إنت تعكها زيادة؟؟
يا عصام.. يقولون إن العلماء لهم عقل كبير وراجح
أخشى أن تكون الاستثناء الذى يثبت القاعدة
فأنت عالم كبير، أو هكذا يؤكدون لنا
لكن عقلك طلع صغير أوى يا عصام.
يا خسارة.