حكم الشرع في نقل الأضرحة والمقامات لتحقيق منفعة عامة
مسيرة لأبناء الطرق الصوفية لمسجد الحسين
طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي بنقل أحد المقامات في مسجد والذي يعيق مشروع محور المحمودية في محافظة الإسكندرية، مشيرا إلى أن المكان للمنفعة العامة.
وشدد الرئيس خلال افتتاحه 1300 من الصوب الزراعية، على ضرورة التعامل مع الموقف خلال يومين على الأكثر، مؤكداًَ أن هذا الأمر لا يرضي النبي صلى الله عليه وسلم.
وحول جواز نقل المقامات والأضرحة الخاصة بأولياء الله للمصلحة العامة، قال الدكتور محمود مهنا عضو هيئة كبار العلماء لـ"الوطن": "هناك قاعدة أصولية شرعية وهي ارتكاب أخف الضررين وقول النبي الكريم (لا ضرر ولا ضرار)، فوجود مسجد في الطريق وإذا كان وجوده يعطل الناس عن مصالحهم، يجوز للحاكم أن ينقله في مكان آمن بعيداً عن الطريق العام وإذا كان فيه مقام لشيخ أو لولي، يجوز نقل المقام والرفات بأمان وأدب ووقار واحترام للموتي".
أضاف: "ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن، فما بالك برئيس الجمهورية يريد مصلحة العامة، وهذا المصلحة لا تتناقض مع عرف ولا مع الشرع".
وفي فتوى لدار الإفتاء المصرية حول إزالة المساجد والأضرحة للصالح العام قالت الدار إنه إذا تعينت المصلحة العامة في إزالة المساجد فيفرق فيها بين أمرين، الأول وهو المساجد الموقوفة التي تحققت وزارة الأوقاف المصرية من صحة وقفها: فيجوز إزالتها بشرط إنشاء مساجد غيرها كبدائل لها؛ تكون مساوية لها أو أكبر منها، أما الثاني، فهي الزوايا والمصليات وما بني على أرض مغصوبة: وهذه يجوز إزالتها ولا يشترط استبدال غيرها بها.
فيما قال الدكتور علي محمد الأزهري عضو هيئة تدريس جامعة الأزهر، إن الذي عليه فقهاء المالكية جواز نقل الموتى عمومًا دون التفرقة بين ضريح أو قبر واشترطوا شروطًا ثلاثة هي "ألا ينفجر حال نقله، وألا تنتهك حرمته، وأن يكون لمصلحة، كأن يخاف عليه أن يغرق البحر قبره أو يأكله السبع، أو ترجى بركة الموضع المنقول إليه، أو ليدفن بين أهله، أو لأجل قرب زيارة أهله".
وأضاف الأزهري لـ"الوطن"، أن الإمام الباجي قال في "المنتقى على الموطأ": "ولا بأْس بحفر القبْر وإخراج الميت منه، إن كان ذلك لوجْه مصلحة، ولم يكن في ذلك إضْرار، وليس من هذا الباب نبْش القبور، فإن ذلك لوجه الضَّرر أو لغير منفعة" وطالما دعت الضرورة لذلك جاز النقل، لما فيه من مصلحة عامة تهدف لخدمة الناس.
يذكر أن الشيخ برهان الدين أبو الإخلاص الزرقاني صاحب المقام، ولد في محافظة الغربية بقرية طيبة الجعفرية في 11 أبريل 1924 وانتقل إلى محافظة الإسكندرية في شبابه، وعاش بها حتى انتقل إلى جوار ربه عام 1979 ودفن الشيخ أولا في زاوية قريبة من المسجد المدفون به حاليا ولكن بعد 6 سنوات وبعد الانتهاء من إقامة المسجد تم نقل الضريح إليه.