ملابس مسحورة وطلاسم.. حصيلة ساعة لتطهير مقابر قرية من السحر ببني سويف
"سولت بعض النفوس الضعيفة لأصحابها الاستعانة بدجالين ومشعوذين لتحقيق مآرب شخصية، مستخدمين المقابر في وضع ودفن أعمال سحر تحوي طلاسم وملابس مطموسة ومرشوشة في مواد يعدها المشعوذين، دون مراعاة لحرمة الأموات، معتمدين على الهدوء والسكينة، وعدم تردد المواطنين على بعض المناطق، لجلب تلك الأعمال التي تهدف إلى إيذاء أشخاص معينة".. هكذا يرى شباب وأهالي عدد من قرى محافظة بني سويف، والذين فكروا في تدشين حملة لتطهير مقابرهم من تلك الأعمال.
هنا مقابر 5 قرى هي قرى: هرم ميدوم، والكفر وصفط الغربية وصفط الشرقية والعطف بمركز الواسطى" إجتمع عدد من شباب القرية لتطهير المقابر من أعمال السحر والطلاسم، اتفقوا على الوقوف يدا واحدة لمواجهة تلك الأعمال والمشعوذين والدجالين والبداية بتطهير المقابر.
يقول صادق رشاد، أحد أهالي قرية هرم ميدوم بمركز الواسطى:" لاحظنا إن مشاكل كثيرة تحدث بين الأزواج في بلدنا، أكثر من 15 حالة طلاق خلال شهرين في القرية لأسباب غريبة، كذلك مشاكل بين الأقرباء نفسهم، وقرر عدد من الأهالي ان سبب ذلك يرجع لأعمال السحر، وأن العيون المفتوحة بالمقابر ملجأ لمعدومي الضمير وأصحاب النفوس الضعيفة، كذلك الدفن بجوار المقابر، فقررنا أن نتوجه إلى المقابر وتطهيرها من تلك الأعمال في حال تواجدها، إلا أن المفاجئة كانت أننا عثرنا على أشياء غريبة بينها ملابس داخلية وخارجية تحوي الوان غريبة وطلاسم داخل اوراق"، متابعا:" سنستمر في مواجهة تلك الأعمال ومن يقوم بها سواء من الأشخاص في حال معرفتهم او المشعوذين ذاتهم، وسنكمل طريقنا نحو تطهير كل المقابر المحيطة بنا والتابعة لقرانا من تلك الأعمال".
"جلابية حريمي أو عباية ذات لون أسود لا تظهر عليها علامات التأكل او القدم، اعتلاها اتربه بسيطة ومجموعة من الأحجار الصغيرة، بداية عثور حملة القرية على الأعمال، يبدو أنه عمل من سيدة ضد سيدة وهيتم إبطال مفعوله وحله، بحسب الشيخ سامي رمضان، أحد المشاركين في حملة تطهير القبور من أعمال السحر والشعوذة، ومعالج على حد وصفه "حملتنا ابتغاء لوجه الله ، للقضاء على السحر والشعوذة الذي يقوم به ضعاف النفوس والمرضى من المشعوذين، الذين يستغلون بعض المرضى وأهاليهم، ويحصلون منهم على أموال طائلة، فهناك من يقوم بأعمال تهدف إلى تفريق الأزواج والأقارب، والمخطوبة، والناجح، ولكل مشعوذ طريقته الخاصة في السحر، لكن أغلبهم يعتمد على ملابس الشخص المراد إيذاءه والتي تحوي عرقه، ويقوم المشعوذ باستخدام مواد بها رش، من تركيبة معينة تحمل نجاسة او دماء حيض، ثم يلقون بها في مكان مهجور في المقابر او المياه او غيرها من الأماكن.
وتابع: "من يقوم بتلك الأعمال لا يعرف رب ولا دين وجاحد، حيث يستغلون ضعف المرض وذويهم للحصول على أموالهم"، مضيفا: "كثيرا ما يستدعوني الأهالي للتوجه لفك أعمال سحر، وننجح في ذلك من خلال الرقية الشرعية التي تقرأ على ماء، ويتم غسل تلك الأعمال ونشرها بالشمس لمدة 72 ساعة، وبعدها ينتهي مفعول تلك الأعمال".
وأضاف، "أغرب موقف تعرضت له كان لسيدة تعرضت لعملين من السحر أحدهما وضع في مياه والآخر وضع أسفل أطنان من الفول داخل محل بقالة، وأراد الله لنا أن ننجح في كشفهم من خلال ضرب الأمر نفسه والجن والسيطرة عليه حتى أبلغنا على أماكن دفن تلك الأعمال، كذلك حالة أخرى أجرى لها عمل سفلي بماء حيض يمنعها من أداء الصلاة ويشعل النيران في سجادة الصلاة، ولو نظرت للمرأه يغرق جسدها في الدماء، وتمكنا من السيطرة عليه بفضل الله وطرده، وكثيرا ما نقابل مرضى نفسيين وننصحه بالتوجه إلى طبيب".
ويقول الشيخ مصطفى البرديسي" السحر ذكر في القرأن، ومن يقوم عليه لا يعلمون شيئا في الدين حيث يستغلون المرضى وذويهم في الحصول منهم على اموال طائلة، ويكون الهدف جلب الحبيب، تفريق الأحبة والأزواج، عدم الإنجاب، الجنون، وغيرها من انواع الإيذاء المختلفة، وبشخصي شاهدت حالات كثيرة تعرضت لتك المشاكل، لكن الأهالي يخفون ذلك"، ويضيف:" سمعنا عن قيام بعض القرى بتطهير مقابرها من تلك الأعمال، إلا أن المفاجئة لدينا كانت في ظهور تلك الأعمال في مقابرنا".
ويقول معوض عواد، أحد أهالي القرية، "كثيرا ما سمعنا عن أعمال السحر والشعوذة، إلا أن فور علمي بتدشين حملة لتطهير مقابرنا منها قررت الأشتراك معهم، ومساعدتهم في عملية التطهير، حتى نتمكن من القضاء على تلك الأعمال التي قد تتسبب في مشاكل كثيرة لأهالينا، دون أن نعلم ذلك، وحتى وقبل أن نبدأ كان أغلبنا المشاركين في الحملة لا يتعقدون في ظهور تلك الأشياء التي ظهرت من ملابس احتوت على بقع زيتية بشكل معينة كذلك اوراق تحوي طلاسم وأشكال غريبة".
وقال الدكتور محمد ابو حطب وكيل وزارة الأوقاف في بني سويف، السحر حراما حرام يرفضه الإسلام والشرع الحكيم، لأنه يجمع بين معاصي كثيرة منها السحر والشعوذة ونبش القبور والفحشاء، فضلا عن إيذاء الناس سواء كان السحر لمسلم او لغيره، فهو حراما على الإطلاق، " يقول النبي صلى الله عليه وسلم، من ذهب إلى كاهن أو عراف فصدقه، فقد كفر بما أنزل على محمد"، وفي حديث آخر، "من ذهب إلى كاهن أو عراف ولم يصدقه، لم يقبل منه عملا لمدة أربعين يوما، فما بالكم من يقوم بأعمال السحر والشعوذة، ويضر الناس ويرتكب أفعال تحوي كفرا، فمنهم من يتوضأ باللبن أو يدخل بكتاب الله عز وجل في الخلاء "دورات المياه"، لأن من يقوم بتلك الأعمال بطريقة أكثر معصية لله وجد مساعدة أكثر من الشيطان، بالإضافة إلى نبشهم للقبور، فبدلا من الذهاب للقبور للاتعاظ كما قال صلى الله عليه وسلم، "زوروا المقابر فإنها تذكركم بالأخرة" يذهبوا إلى القبور لنبشها وارتكاب المعاصي والتعدي على حرمات الله.