أطباء نفسيون: تصرفات ناتجة عن سلوك عدوانى متعطش للدم.. وثقة القاتل فى نفسه تكاد تكون معدومة
أطباء نفسيون: تصرفات ناتجة عن سلوك عدوانى متعطش للدم.. وثقة القاتل فى نفسه تكاد تكون معدومة
أكد أطباء علم نفس أن العديد من حالات القتل من أجل الشرف ليست حالات مرضية لكنها ناتجة عن سلوك عدوانى من شخص متشكك تعرض لصدمة تتعلق بالشرف، وهذه الفئة تشعر دوماً أنها محور الكون وترتفع لديها درجة الثقة بالنفس والغرور، وعندما يتعرضون لصدمة تتعلق بالشكل الاجتماعى يحاولون جاهدين تحسين الصورة المأخوذة عنهم، وفى سبيل ذلك يتحولون إلى أشخاص عدوانيين متعطشين للدم لعدم قبولهم بفكرة أنهم تعرضوا للطعن من المقربين إليهم.
وأوضح الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، أن حوادث الشرف تقع تحت ضغط نفسى شديد يتعرض له الجانى، ونتيجة هذا الضغط يزداد إفراز هرمون النورادرنالين فى الجسم، ما يدفع صاحبه للقيام بسلوك عنيف يصل إلى ارتكاب جريمة القتل، مضيفاً: «العار والخوف من كلام الناس ونظرات الآخرين من أهم العوامل التى تزيد الضغط النفسى على مرتكب الجريمة، بجانب عدم ثقته فى نفسه».
وتحدث «فرويز» عن تأثير الصدمة التى يتعرض لها الجانى بعد مشاهدة خيانة أحد المقربين، قائلاً: «الضغط الشديد يرفع النورادرنالين فى الجسم، هذا بينتج عنه حاجتين الأولى داخلية تؤدى فى بعض الحالات إلى الإصابة بأمراض الضغط، ومن الممكن تؤدى إلى الإصابة بالسرطان، فى حالة كتمان مشاعره وغضبه، والثانية خارجية وتكون لحظية، وفيها يرتكب الجانى الجريمة دون إدراك لما سيحدث بعدها، ويكون دافعه الأساسى الانتقام من الشخص الذى تسبب فى تشويه صورته أمام الآخرين، فيدفعه هذا الشعور إلى القتل»، وأكد أن هناك عوامل خارجية قد تدفع إلى ارتكاب سلوك عدوانى، مستشهداً بجريمة قتل فى الصعيد راح ضحيتها ٧ مواطنين من أسرة واحدة، وتابع: «الخوف من كلام الناس بيوصل لكل ده، أفتكر مرة فى إحدى قرى الصعيد، كان فيه شاب أبوه اتقتل فى قضية شرف، وبعدها بفترة كان بيشرب حاجة ساقعة وفجأة لقى واحد بيقوله انت قاعد بتشرب ساقع ودم أبوك على الأرض، الشاب راح قتل سبعة، كل ده بسبب استفزاز خارجى»، وواصل حديثه قائلاً: «التقرير النفسى اللى بكتبه للمحكمة بيكون فيه إشارة أن الجانى فى كامل قواه العقلية لحظة ارتكاب الجريمة، مع الأخذ فى الاعتبار الحالة النفسية اللى كان عليها لحظة ارتكاب الجريمة، والعقوبة بتختلف من قاض لقاض، والتقرير بيتكتب بناء على حالته لحظة القبض عليه، هل كان فى حالة هياج ولا كان هادئ، وقال إيه واتصرف إزاى، كل دى عوامل بتأثر فى كتابة التقرير».
وأضاف محمود عادل، طبيب نفسى، أن مريض الفصام البارانوى يعد من أكثر الحالات التى تقدم على ارتكاب جريمة القتل، حال توافر دوافع خارجية تدفعه للإقدام على جريمته، مضيفاً: «بعض قضايا الشرف يكون فيها مرتكب الجريمة مصاباً بمرض وهو غير مدرك وجوده، ومع تعرضه لصدمة فى شخص عزيز عليه يبدأ يقلق من ناحيته ويكون أمامه حلان إما قتله لحظة مشاهدته فى وضع مخل، أو الانتظار حتى تتاح له فرصة الانتقام منه، لأنه يعتقد فى قرارة نفسه أنه سينتقم منه ويقتله، لأنه كشف خيانته، فيبادر صاحب المرض بالقتل خوفاً من أن يصبح قتيلاً».
وعلق فادى خليل، طبيب الأمراض النفسية والعصبية بجامعة المنصورة، على جرائم قضايا الشرف بقوله: «من الصعب الحكم على مرتكب الجريمة بأنه فى حالة استقرار نفسى لحظة ارتكاب الجريمة، لأن الحكم هنا على سلامة قواه العقلية من عدمه لا يمكن إثباته فى لحظة انهيار نفسى تعرض لها الجانى، وهناك أشخاص لديهم قدرة على امتصاص الصدمات النفسية التى يتعرضون لها، وهناك من لا يتحكمون فى انفعالاتهم عند الغضب أو الشك فى سلوك أحد المقربين منهم»، وأكد «خليل» أنه فى بعض القضايا يكتب التقرير النفسى الخاص بالجانى بأن المريض لا يعانى من أمراض نفسية قد تدفع إلى ارتكاب جريمة القتل، ولا بد من مراعاة الحالة النفسية التى كان عليها وقت ارتكاب الجريمة.