"السحر والدم".."دجال الأقصر" يقتل "عانس ووالدتها" بحجة البحث عن عريس
"دجال" الاقصر المتهم بقتل سيدة وابنتها
بعد مرور 4 أيام على واقعة العثور على جثة سيدة وابنتها مقتولين داخل منزلهما بالعوامية بالأقصر، كشف قطاع الأمن العام غموض الواقعة.
وتبين لرجال الأمن العام أن "دجال"، وراء قتل الضحيتين لسرقتهما، وأنه كان يتردد على الضحايا لمساعدة المجني عليها الثانية (الابنة) في الزواج، لتأخرها عن الارتباط، من خلال أعمال السحر والدجل، وقتلهما لسرقة مشغولاتها الذهبية.
تمكنت القوات تحت إشراف اللواء علاء الدين سليم مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، من كشف غموض الواقعة وأُلقي القبض على المتهم.
وجاءت تفاصيل الواقعة طبقا لما جاء في محضر الشرطة وتحريات المباحث وتحقيقات النيابة، واعترافات الدجال كالتالي:
مقتل عائشة وابنتها في المنزل
كانت عقارب تشير إلى العاشرة من صباح يوم السبت 31 من الشهر الماضي، تلقى قسم شرطة الأقصر بلاغا، بالعثور على جثة "عائشة" 57 سنة، ربة منزل، وابنتها "إلهام" 32 سنة حاصلة على دبلوم، مقتولتين داخل منزلهما ناحية العوامية.
وعلى الفور تحركت قوة أمنية من المباحث، لفحص البلاغ، وتبين أن الجثتين في حالة تعفن، ويوجد آثار خنق حول الرقبة، وأشارت المعاينة إلى أن الجريمة وقعت قبل العثور على الجثتين بقرابة 24 ساعة أو 36 ساعة.
بالتزامن مع معاينة المباحث، وصل فريق من النيابة العامة، إلى مسرح الجريمة وتبين الأتي: سلامة منافذ ومداخل المنزل، الأم مقتولة في غرفة.. والابنه في غرفة أخرى.. اختفاء هاتف الابنة، وجود آثار عنف في الأذن، ما يشير إلى سرقة قرطها الذهبي.
وسجلت المعاينة والمناظرة، أن الجاني المجهول على علاقة بالضحايا، لأنه دخل بطريقة مشروعة إلى المنزل، وخرج في هدوء بعد ارتكاب جريمته، ورائحة الجثث أسهمت في حل لغز الواقعة.
وقررت النيابة عرض الجثث على مصلحة الطب الشرعي لتشريحها، ومناقشة أسرة الضحايا، ومراجعة كاميرات المراقبة الموجودة قريبة من الشارع.
القاتل دجال
بالتزامن مع معاينة ومناظرة النيابة، أخطرت المديرية اللواء علاء الدين سليم مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، بتفاصيل البلاغ.
وعلى الفور شكل اللواء علاء الدين سليم، فريقا من مفتشي قطاع الأمن العام، وضباط إدارة البحث الجنائي بالمديرية، لتحديد هوية القاتل.
وجاءت الخطة كالتالي: "فحص المترددين على الضحايا.. فحص كاميرات المراقبة القريبة من منزل الضحايا.. تتبع هاتف الضحية الثانية".
دقائق معدودة وبدأت القوات في تنفيذ خطة البحث، وبدأت في تفريغ الكاميرات ومناقشة الشهود وقاطني العقارات المجاورة للمنزل وأقارب الضحايا.
وتبين من خلال الفحص والتحري والمشاهدات، أن هناك شابا كان يتردد على الضحايا، ورصدته له القوات مشاهدة في وقت معاصر للجريمة، وجرى الإدلاء بأوصافه وتمكنت رجال الأمن من تحديده.
وتبين أن هذا الشاب في العقد الرابع من العمر، مقيم في محافظة قنا، ويعمل في مجال السحر والشعوذة، وجرى استئذان النيابة العامة لضبطه، ومناقشته حول ملابسات الواقعة.
كانت عايزة تجوز بنتها
تمكنت القوات من تحديد مكان هروب الشاب المشتبه فيه، وعلى الفور تحركت قوة أمنية وتمكنت من ضبطه، وتبين أنه "م . م" 38 سنة نجار مقيم المدامود بمركز طيبة بالأقصر، وله محل إقامة أخر بمركز قوص بقنا، وجرى اقتياده إلى قسم الشرطة واعترف بارتكابه للواقعة بدافع السرقة.
وجاء في محضر الشرطة، أن المتهم اعترف بالواقعه، قائلا إنه ارتكب الواقعة بدافع السرقة وقرر بسابقة استعانة المجني عليهما به منذ نحو خمسة أشهر لمساعدة الضحية الثانية على الزواج، نظراً لتأخر زواجها من خلال أعمال السحر والدجل، وتلاحظ له ارتدائهما قرطين ذهبيين، فعقد العزم على قتلهما والاستيلاء على القرطين.
وحول تفاصيل يوم الجريمة، قال إنه توجه يوم الجمعة 30 من الشهر الماضي لمسكن المجني عليهما بزعم القيام ببعض التعاويذ، وأقنعهما بضرورة ربط كلاً منهما بغرفة مستقلة بمفردها لضمان نجاح التعويذة، عقب ذلك كتم أنفاسهما باستخدام قطعة قماش مبللة وفارقا الحياة، وبعدها استولى على القرطين وهاتف محمول خاص بالضحية الثانية.
حبس الدجال 4 أيام
وعقب الانتهاء من مناقشة المتهم حول ملابسات الواقعة، أمكن ضبط الهاتف المستولى عليه وقرر بقيامه ببيع القرطين لمالك محل مصوغات ذهبية بمركز قوص بنطاق أمن قنا، نظير 9 آلاف جنيه.
وأضاف أن المبلغ المالي المضبوط بحوزته متبقى من متحصلات البيع، جرى استهداف مالك محل المصوغات الذهبية وضبطه وبحوزته المسروقات.
وبمواجهة صاحب محل الذهب، أيد ما جاء باعترافات المتهم ونفى علمه بكون المصوغات الذهبية من متحصلات واقعة سرقة.
جرى تحرير محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة التي باشرت التحقيق، وقررت حبس المتهم بتهمة القتل العمد المقترنة بالسرقة، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة، ولا تزال التحقيقات مستمرة.