بالفيديو| عضو "التيار المصري": عودة "الحرس" تعني "دمار الجامعة"
بات الأمر عداءً صريحًا بين طلاب الجامعات، وخاصة أصحاب التوجهات السياسية منهم من ناحية، وبين "الحرس الجامعي" من ناحية أخرى، والذي يعتبره الطلاب حصن "أمن الدولة" داخل الجامعات، لنقل كل تحركات الطلاب ذوي الميول السياسية وغيرهم، استمرارا للقبضة الأمنية داخل الجامعات المصرية.
"2009.. عام دخولي الجامعة، شهد ضربي داخل غرفة الأمن بعد مرور شهرين فقط من التحاقي بجامعة الأزهر".. يروي ياسر القط، عضو جبهة طريق الثورة والتيار المصري، ما عاشه مع الحرس الجامعي خلال عامين كاملين داخل جدران كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، قبل أن يُكمل مشواره السياسي في كلية التجارة بجامعة القاهرة، عقب ثورة 25 يناير.
القبضة الأمنية التي شهدتها مصر في هذه الفترة، ناهيك عن فساد الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وأن "الناس كلها بتجيب آخرها من نظام مبارك" كانت دافع قوي لتعاون "ياسر" مع كل الحركات الطلابية، بهدف رفض هذا النظام والوقوف أمام "غشم" تابعيه، وتنظيم معارض ومظاهرات مع زملائه ضد كل الأوضاع الفاسدة.[FirstQuote]
أول واقعة ضرب تعرض لها "ياسر" مع "الحرس"، كانت عند محاولة دخوله بـ"منشورات" للجامعة، فاستوقفه الأمن، وتطلعوا في الأوراق ليجدوا "لا للطوارئ"، "المطالبة بتعديل الدستور"، وأشياء أخرى، فتم اقتياده إلى مكتب الأمن لتشهد جدرانه أول "قلم" صفع وجهه من ضباط الحرس، وإرغامه على الجلوس، فاشتبك معهم، وتمت إحالته إلى مجلس تأديبي كانت نتيجته حرمانه من دخول الجامعة لمدة أسبوعين.
موقف الحرس الجامعي من النشاط الطلابي لم يُرهب أصحاب السياسة من استكمال مشوارهم، ونظموا معرضًا في 2009 أيضا ضد عدد من الإجراءات منها: "تصدير الغاز لإسرائيل، تعذيب الشرطة، تزوير الانتخابات، الطوارئ"، ولم تختلف الواقعة عمّا سبقها، ودخل عليهم "ضابط أمن و2 أمناء شرطة وعدد من العساكر، وشاط المعرض برجليه، وخدونا غرفة الأمن اتشتمنا واتبهدلنا، واتعملنا مجلس تأديبي"، فتكون عقوبة ياسر الثانية منعه من دخول الامتحان في مادتين.. "داخل غرفة الأمن اتقالنا بتعملوا كدة ليه؟، نرد ده حقنا، فنضرب ونتشتم بالأهل".
حملة "دعم البرادعي" كانت شعاع أمل التف حوله كل الراغبين في التغيير، وسرعان ما اشترك ياسر فيها لإيمانه بالتغيير في عام 2010، وأوصل رسالة الحملة للجامعة، من خلال لصق "بوستر" للحملة في الجامعة، وكانت النتيجة إحالته لمجلس تأديبي ثالث، وكانت التهمة المحفوظة التي تدون في المحاضر هي "ممارسة نشاط سياسي داخل الجامعة، وهو ما يخالف لائحة 79".
"هتعمل معرض هيتكسر.. هتعمل وقفة هتنضرب".. يتذكر ياسر الجملة التي اعتاد الحرس الجامعي على قولها لطلاب النشاط السياسي، حتى تكون رادعًا لهم، وكالعادة لا تؤثر ويستمر الطلاب في نهجهم يتظاهرون بالجامعات.. "حتى لو كنا 7، نتظاهر وياما انضربت أو لاقيت نفسي متحول للتحقيق في الكلية والجواب مبعوت البيت، بتهمة ممارسة نشاط سياسي، الحرس الجامعي دائما مستهدف الشباب اللي بيشتغل في السياسة".
"الحرس مكنش لتأمين الجامعة، تواجده سياسي بحت عشان محدش يعترض على النظام، عشان ميبقاش فيه صوت للحركة الطلابية ومحدش يتكلم أو ينجح ف الانتخابات غير اللي هما عاوزينه"، ومن الحرس الجامعي لأمن الدولة ورقة أسئلة واحدة والتهمة واحدة والنتيجة لا تختلف، فذهب ياسر إلى أمن الدولة مرتين.. "الأولى رحت أمن دولة مدينة نصر، وخلال ساعتين رحت أمن الدولة في جابر بن حيان، التحقيق عن النشاط السياسي وبتعملوا إيه، وهو أصلا عارف عني كل حاجة، منضربتش هناك بس دايما سب، وأسمع صويت وناس بتتعذب، سببلي تعب نفسي وعصبي شديد"، ليحين موعد أمن الدولة الثاني.. "كان معايا منشورات وبوسترات لحملة البرادعي، والحاجة اتاخدت واتحرزت وضربوني بإيدهم 3 أيام، والضابط قالي لو شفتك تاني أو لقيت لك أي تحرك في الجامعة هنخفيك ونوديك ورا الشمس".
يصف ياسر اجتماعاتهم السياسية داخل الجامعة، بأنها كانت تتم في "سرية تامة، ولا يعلمها غير المقربين الموثوق فيهم"، لتأكدهم من أن أمن الدولة يخصص البعض لمراقبتهم، ويزج بهم داخل الكيانات الطلابية لاختراقها ومعرفة ما يدبرونه، موضحًا أنهم لم يحاولوا دخول اتحاد الطلاب، "لاقتصاره على طلاب معينين ارتضاهم أمن دولة ليكونوا واجهة الطلاب والمعبرين عنهم".[SecondQuote]
يرى عضو جبهة التيار المصري أن الأمن الإداري أكفأ بمراحل من الحرس الجامعي.. "جامعة القاهرة فيها 480 فرد أمن مدني، بيشتغلو كويس جدا، بوابة الجامعة محدش بيدخل من غير كارنيه، وبيفضوا أي مشكلة، الدولة إذا استمرت في حلولها الأمنية، الوضع داخل الجامعات هيفضل زي ماهو.. الأمن لو اتعامل بشكل إنساني أكتر من كدة مكنش ده حصل، أول شهر في الدراسة مكنش فيه اقتحامات لكن بعد اعتقال 2000 طالب، أعمال العنف زادت، والنظام لازم يفهم إنه مش هيقدر يكسر الحركة الطلابية، لكن أي مشكلة بقى حلها أمني، بيفكروا بالشوم والدبابات مش بالعقل، وفي النهاية طلاب الإخوان لا هاممهم الجامعة ولا الثورة ولا زمايلهم.. هما يهمهم عودة النظام بتاعهم والشرعية بتاعتهم، في تجاوزات حصلت من طلاب ضد الانقلاب، لكن مش معناه ضرب النار جوة الجامعة والاعتقال عشوائي والقتل، قبضت على صحابي مستني إيه.. محتاجين جهاز كشف عن المعدنيات يمنع إن الطلبة تتفتش، كل الأزمة سياسية، الموضوع مش أزمة الطلبة مع الأمن المدني، الكارثة كلها في الناحية السياسية، أمن الجامعة اتبهدل في اليوم اللي اتضربوا فيه من طلاب ضد الانقلاب، ولما الداخلية ضربت على الجامعة اتصاب أفراد أمن، في مشاكل كتير جوة الجامعة، محدش بيلتفت لده، المهم ميكونش في حركة طلابية".
ويختم: "قبل يناير كنا قليلين، دلوقتي كتير، وهيكون فيه رد فعل ضد الحرس الجامعي لو رجع، خط المواجهة هيوسع هيبقى قد المشاهد دي عشرات مرات في وجود حرس وداخلية، كده مش هيكون فيه عملية تعليمية، هيكون مكان للاشتباكات وموت وإصابات واعتقالات عشوائية، إذا النظام أصر على التعامل بهذا لشكل هيؤدي لدمار الجامعة تماما".
الأخبار المتعلقة:
"الحرس الجامعي".. يا أهلا بالمعارك
مؤسسة حقوقية: عصر "الحرس" شهد مجالس تأديب لـ 135 طالبًا.. و119 قرار حرمان من الامتحان
عميد "حقوق القاهرة" على خط المواجهة: الحرس الجامعي "درع الأمان" للجامعات
بالفيديو| أحد ضحايا "الحرس الجامعي": "قالولي هنحزن أهلك عليك لو اتكلمت في السياسة تاني"
بالفيديو| عضو "9 مارس": دور الحرس الجامعي "سياسي".. ووجوده لم يمنع "القتل" و"المخدرات"