الحكومة الإيطالية الجديدة تسمح لسفينة إنقاذ بإنزال مهاجرين
سفينة مهاجرين
سمحت إيطاليا السبت لسفينة الإنقاذ "أوشن فايكينغ" بإنزال 82 مهاجراً في ميناء لامبيدوسا (جنوب) بعد قضائها ستة أيام في البحر، الأمر الذي يشكل قطيعة مع سياسة وزير الداخلية السابق ماتيو سالفيني (يمين متشدد).
وجاءت هذه الموافقة بعد أيام من تولي حكومة جديدة مهامها منبثقة من تحالف بين حركة خمس نجوم والحزب الديموقراطي (يسار)، غاب عنها سالفيني.
وهي المرة الأولى منذ 14 شهرا التي تعرض فيها سلطات روما ميناء على سفينة إنقاذ رغم أن القرار تطلب ستة أيام وضمانات أوروبية بشأن تقاسم المهاجرين.
وأفادت منظمة "إس أو إس المتوسط" المشغلة للسفينة السبت عبر تويتر أن "أوشن فايكينغ تلقّت للتو أوامر من مركز تنسيق عمليات الإنقاذ البحري في روما بالتوجه إلى لامبيدوسا".
بدوره، أكد وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير أنه تم التوصل إلى "اتفاق خاص بين إيطاليا وفرنسا وألمانيا والبرتغال ولوكسمبورغ للسماح بإنزال" ركّاب السفينة، مشيراً بذلك إلى اتفاق على توزيع المهاجرين بين الدول الخمس.
وأضاف "علينا الآن الاتفاق على آلية أوروبية حقيقية موقتة".
وبحسب صحيفة لاريبوبليكا الإيطالية فإن فرنسا وألمانيا قبلتا أن تستقبل كل منهما ربع عدد المهاجرين الذين تم إنقاذهم في حين ستستقبل إيطاليا 10 بالمئة من هذا العدد.
وبحسب وسائل إعلام إيطالية فإن حرس السواحل سيرسلون سفينة لنقل المهاجرين إلى اليابسة بغرض عدم التشويش على عمليات ميناء جزيرة لامبيدوسا الصغيرة.
وقال سالفيني زعيم حزب الرابطة الذي كان مرر مرسوما يعزز التصدي لسفن الإنقاذ بعد الإعلان عن استقبال السفينة "ها قد بدأنا، المرافئ مفتوحة بدون حدود".
وتابع أنّ "الحكومة الجديدة تعيد فتح المرافئ، إيطاليا تعود كمخيم لاجئين لأوروبا. وزراء مسيئون يكرهون الإيطاليين".
في المقابل قال نيكولا ستالا منسق عمليات البحث والإنقاذ على متن سفينة "أوشن فايكينغ" إن "عرض مكان آمن يشكل نبأ سارا".
وقال وزير الخارجية الإيطالي وزعيم حركة خمس نجوم لويجي دي مايو الحليف السابق لسالفيني للتلفزيون الإيطالي إنه "تم توفير ملاذ آمن للسفينة لأن الاتحاد الأوروبي وافق على طلبنا لأخذ معظم المهاجرين".
وأفادت منظمة أطباء بلا حدود، التي تشرف على السفينة إلى جانب "إس أو إس المتوسط"، أن المهاجرين هم 58 رجلاً وست نساء و18 طفلاً.
وتابعت المنظمة أن المهاجرين الذين تركوا ليبيا الغارقة في النزاع "أبلغوا أطباءنا أنهم تعرضوا للحرق ببلاستيك منصهر وضُربوا بعصي خشبية ومعدنية".
وأوضحت أن "العديد منهم يعانون مشكلات نفسية وصدمات".
وتسعى إيطاليا لوضع نظام تلقائي لتوزيع المهاجرين الذين يتم إنقاذهم في المتوسط بين الدول الأوروبية، وفق ما ذكرت مصادر دبلوماسية مؤخراً.
ويمكن أن يضع مثل هذا الاتفاق حدا للمفاوضات التي تجري في كل مرة بشأن الجهة التي ستستقبل المهاجرين الذين يتم إنقاذهم أثناء قيامهم بالرحلة المحفوفة بالمخاطر من شمال إفريقيا، والتي علق خلالها طالبو اللجوء في البحر لفترات طويلة.
وأعطت فرنسا وألمانيا الضوء الأخضر للنظام الجديد الذي قد تنضم إليه كذلك لوكسمبورغ ومالطا والبرتغال ورومانيا وإسبانيا، بحسب صحيفتي "ريبوبليكا" و"ستامبا" الإيطاليتين.
وقال وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر إنه بموجب الاتفاق المحتمل ستتحمل بلاده ربع عدد المهاجرين الواصلين لإيطاليا.
وأفادت صحيفة "سودويتشه تسايتونغ" اليومية أنه حان الوقت لإنهاء "الجدال المؤلم" بخصوص كل سفينة تحمل مهاجرين يتم إنقاذهم.
ومن المقرر أن يناقش رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي النظام الجديد مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يزور روما الأربعاء.
وبعد ذلك سيناقش المقترح بالتفصيل في اجتماع وزراء الداخلية في 23 سبتمبر في مالطا، قبل القمة الأوروبية في أكتوبر في لوكسمبورغ.
واقترح كونتي فرض عقوبات مالية على الدول التي ترفض المشاركة في النظام الجديد لتقاسم المهاجرين.
ورفضت المجر وجمهورية تشيكيا وبولندا وسلوفاكيا مرارا في الماضي استقبال أي مهاجر يتم إنقاذه في البحر.
وسيكون نظام التوزيع التلقائي حلا موقتا قبل مراجعة ما يسمى "قواعد دبلن"، التي تنص على أن المهاجرين مسؤولية الدولة التي يدخلونها أولا.
وفي تقرير نشر الشهر الماضي، قالت وزارة الداخلية الإيطالية إن عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى الشواطئ الإيطالية بين أغسطس 2018 ويوليو 2019 انخفض بنسبة 80 بالمئة عن الاشهر الـ12 السابقة.