"يانوكوفيتش" يتحدث إلى الصحافة الروسية اليوم
يتحدث الرئيس الأوكراني المعزول، فيكتور يانوكوفيتش، اللاجئ في روسيا، اليوم، إلى الصحافة، غداة هجوم دبلوماسي مضاد، شنته موسكو، سعيا لتسوية الأزمة في أوكرانيا، حيث يهدد الناطقون بالروسية في القرم، بالانشقاق.
وبحسب وكالات الأنباء الروسية، فإن يانوكوفيتش، سيلقي كلمة أمام الصحفيين في مدينة روستوف نادانو، القريبة من الحدود الروسية الأوكرانية، حيث سبق أن عقد مؤتمرا صحفيا، في 28 فبراير الماضي، رفض فيه الاعتراف بإقالته من قبل البرلمان، ولكن بدون أن يطلب مساعدة عسكرية من روسيا، وأكدت موسكو أن، هذا الطلب، قُدم في الأول من مارس الجاري.
وفيما تندد كييف بـ:"عدوان عليها"، طالبة من الولايات المتحدة التدخل في هذا النزاع، غير المسبوق، منذ نهاية الحرب الباردة، أعلنت روسيا أمس، أنها ستقدم اقتراحاتها الخاصة للغربيين، من أجل إعادة الوضع، ضمن أُطر القانون الدولي".
ولم يفصل وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، هذه المقترحات، لكنه أوحى باستبعاد مبدأ تشكيل مجموعة اتصال، طالبت بها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الأمريكي باراك أوباما.
وترفض روسيا، بشكل قاطع، الاعتراف بأي شرعية للقادة الأوكرانيين الجدد، المؤيدين للغرب، والذين وصلوا إلى السلطة، بعد تظاهرات، استمرت ثلاثة أشهر، وقادت إلى فرار الرئيس يانوكوفيتش، بعد وقوع 100 قتيل في فبراير الماضي.
وفي هذا السياق من التوتر، أعلن وزير الدفاع الأوكراني إيجور تينيوخ، أنه طبقا لتعليمات الرئيس الانتقالي ألكسندر تورتشينوف، فإن الوحدات الموضوعة في حالة تأهب، التحقت بالميادين العسكرية، للمشاركة في المناورات، مؤكدا أن:"الشعب مستعد، للدفاع عن بلاده".
كما أعلن الحلف الأطلسي، من جانبه، إرسال طائرات رادار، من طراز أواكس، للقيام بمهمات استطلاع فوق بولندا و رومانيا، في إطار أزمة أوكرانيا المجاورة.
وفي القرم، التي تحتلها القوات الروسية منذ نهاية فبراير، تتقدم السلطات الانفصالية، بخطى حثيثة نحو الالتحاق بروسيا، بتشجيع من الرئيس فلاديمير بوتين، الذي يتجاهل التحذيرات الغربية.
وينظم استفتاء في القرم، في 16 من مارس الجاري، وأعلن رئيس وزراء القرم، سيرجي أكسيونوف، أمس، أنه يحضر لدخول شبه الجزيرة، منطقة الروبل.
ومن جهة أخرى، دعت السلطات الانفصالية في القرم، مراقبين من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إلى الاستفتاء، متصرفة وكأنها حصلت على اعتراف الأسرة الدولية، غير أن المنظمة ذكرت بأن:"مثل هذا الطلب، لا يمكن أن يصدر سوى عن دولة".
وتعزز القوات الروسية، يوما بعد يوم، مواقعها في القرم، وقام مسلحون بقطع التيار الكهربائي، عن رئاسة أركان البحرية الأوكرانية، التي يحاصرونها، منذ عدة أيام في سيباستوبول، بحسب ما أفاد عسكريون أوكرانيون.
وبعد قطع بث القنوات التلفزيونية الأوكرانية، قطع الانفصاليون إرسال الإذاعة العسكرية، ودعت الولايات المتحدة روسيا، أمس، إلى التراجع عن مواقفها.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية جنيفر بساكي، إن:"واشنطن تريد أن، توقف روسيا تقدمها العسكري، وتتمنى وقف المسيرة، نحو ضم القرم والأعمال الاستفزازية".
وفي بروكسل، أبدى الاتحاد الأوروبي قلقه، لغياب مؤشرات على نزع فتيل الأزمة".
ويلتقي رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك، غدا، بالرئيس الأمريكي باراك أوباما، في الولايات المتحدة.
واعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الذي اتصل، أول أمس، ببوتين لحضه على خفض حدة التوتر في أوكرانيا، أن:"الأزمة في القرم، هي اختبار لأوروبا"، في حديث تنشره، صحيفة بيلد الألمانية، اليوم.
وقال كاميرون:"نعم، إننا نقف بجانب الشعب الأوكراني، وحقه في تقرير مصيره، ولا نقبل بأن تتجاهل روسيا سيادة أوكرانيا، وتمس بها"، وأضاف:"إننا متحدون معا، من أجل حقوق أوكرانيا، وسنفرض عقوبات قاسية، إذا لم تغير موسكو وجهتها".
ودعا الغربيون الأسبوع الماضي، إلى تشكيل مجموعة اتصال، لتسوية الأزمة، لكن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أقرت بأنه لم يتم إحراز أي تقدم، بهذا الصدد.
وفي نيويورك، سعى الأعضاء الغربيون في مجلس الأمن ، أمس، لتشديد الضغوط على روسيا، مع اقتراب موعد الاستفتاء، الأحد المقبل، في القرم، لكن موسكو ظلت متمسكة بموقفها، كما قال دبلوماسيون.
وعقد أعضاء مجلس الأمن الـ15، بعد ظهر أمس، في نيويورك، اجتماعا مغلقا حول الأزمة الأوكرانية، هو اجتماعهم المغلق الخامس، منذ عشرة أيام.
واقتصاديا، أعلن البنك الدولي، أمس، أنه على استعداد ليقدم لأوكرانيا، هذه السنة، مساعدة تصل قيمتها إلى ثلاثة مليارات دولار، لمساعدتها على مواجهة صعوباتها المالية الخطيرة.
وأفاد البنك الدولي، في بيان أن:"مجموعة البنك الدولي، تلقت طلب مساعدة من الحكومة الانتقالية الأوكرانية، وهي على استعداد لتقديم المساعدة للشعب الأوكراني". موضحا أن:"المساعدة يمكن أن تصل إلى ثلاثة مليارات دولار".
وطلبت سلطات كييف الجديدة، التي تسلمت مهامها في نهاية فبراير الماضي، بعد إقالة الرئيس يانوكوفيتش، مساعدة مالية، من صندوق النقد الدولي، الذي تترقب منه ما لا يقل عن 15 مليار دولار، بعدما أعلنت أن خزائن الدولة فارغة.