بين أنتيكات نحاس تتنوع بين أعمدة سرائر كبيرة ومتوسطة الحجم، وأباجورات، وشماعات، ونجف، وتحف منزلية، يقضى محمد محمود، 59 عاماً، وقتاً طويلاً داخل ورشته الصغيرة الكائنة فى أحد الأزقة بمنطقة بحرى بالإسكندرية فى تبييض قطع النحاس، محاولاً الحفاظ على مهنته التى لم يعرف غيرها طوال حياته.
منذ أكثر من 40 عاماً يعمل «محمد» فى صناعة النحاس، فى البداية كان عمله يعتمد على صناعة السرائر النحاس وبعض أنواع الأنتيكات التى كان الأهالى يفضلون اقتناءها بين سبعينات وتسعينات القرن الماضى، وبعد ارتفاع أسعار النحاس ووصول الكيلو إلى أكثر من 200 جنيه، اقتصر عمله على تبييض النحاس، مستخدماً أدوات منها «آلة كهربائية تشبه الفرشاة خاصة بتلميع المعادن، أحواض بها مواد كيميائية وفضية ومؤكسدة وورانيش ونيكل».
«بقعد فى الورشة 12 ساعة يومياً، بستقبل مقتنيات وأنتيكات نحاسية وبقوم بتبييضها وتصليحها»، قالها «محمد»، الحاصل على مؤهل متوسط، والذى ورث تلك الحرفة عن جده الذى كان يعمل فى تصنيع السرائر النحاسية والإكسسوارات، مشيراً إلى أن سعر السرير الواحد يبلغ 6 آلاف جنيه، والنجف يتراوح بين 3 آلاف و200 ألف جنيه، والأباجورات من ألف إلى ما يزيد، ويختلف السعر تبعاً لكمية النحاس المستخدمة والمواد المرصعة والتصميم والمصنعية.
ويقدم «محمد» خدمة تبييض السرير بما لا يقل عن 600 جنيه: «المهنة دى انقرضت من قبل ثورة 52 كمان، وإحنا اتعودنا نجمع أنتيكات حتى لو مش هبيعها، ودلوقت إحنا عايشين على مواسم زى دخول المدارس وشهر رمضان»، بجانب بعض المواسم والأعياد الاجتماعية، التى تنعش حرفته.
تعليقات الفيسبوك